نيوزويك: هكذا تحوّل بايدن إلى آلة دعائية لترامب
بينما يقضي الرئيس الأميركي جو بايدن أشهره الأخيرة في البيت الأبيض متفاخرا بإنجازات إدارته خلال جولاته الوداعية فإن الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب بات أكثر اقتناعا بأن هذه الجولات لن تكون في مصلحة حملة منافسته كامالا هاريس.
وفي مقال بمجلة نيوزويك الأميركية ذكّرت الكاتبة كاثرين فونغ بالتحذير الذي أطلقه زميلها بالمجلة كارل روف -في مقال رأي له الشهر الماضي- قال فيه إن جولات بايدن أصبحت بمثابة الخدعة التي تسحب الانتباه بعيدا من نائبته هاريس.
وفي هذا السياق، قال مسؤول في حملة ترامب لنيوزويك بنبرة ساخرة “هذا جيد، المزيد من بايدن جيد لنا”، بمعنى أن المزيد من ظهور بايدن في جولاته الوداعية لاستعراض إنجازاته خلال سنوات ولايته الأربع يصب في مصلحة المرشح الجمهوري.
وأشارت الكاتبة إلى أن هناك تكهنات بأن ظهور بايدن في بنسلفانيا وويسكونسن وميشيغان -وهي 3 من أكثر الولايات أهمية في الانتخابات الرئاسية– كان نتيجة قرار اتخذ مبكرا من قبل حملة هاريس.
والأسبوع الماضي، بعد حضور بايدن أول إفادة له من البيت الأبيض في الوقت نفسه الذي كانت فيه هاريس في ديترويت أرسلت حملة ترامب بيانا صحفيا تشكر فيه بايدن على “تجاوز” هاريس و”ضمان أن ينصب اهتمام العالم عليه، وليس على كامالا”.
وخلال تلك الإفادة قال بايدن للصحفيين إنه وهاريس “يغنيان على النوتة الموسيقية نفسها”، ووصف نائبته بأنها “لاعب رئيسي في كل ما فعلناه”.
في المقابل، قالت حملة ترامب إن بايدن “أراد أن يكون واضحا تماما بأن كامالا مرتبطة بكل فشل له، ونجح في ذلك”.
وكان عنوان البريد الإلكتروني الذي أرسلته حملة ترامب إلى بايدن “شكرا، جو، بايدن يتجاوز كامالا ويربطها بسجلهم الكارثي”.
وقالت الكاتبة إن بايدن عانى من تدني معدلات الدعم على مدى السنوات الثلاث الماضية رغم أنه تمتع بنسب عالية عندما تم تنصيبه لأول مرة، إذ رفض 30% فقط من الأميركيين عمله.
وحسب نيوزويك، تراجعت مكانة بايدن بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان في أغسطس/آب 2021.
وتظهر أرقام وكالة الاستطلاعات “فايف ثورتي أيت” أنه خلال العام الماضي كافح بايدن لرفع نسبة قبوله فوق 20%، واعتبارا من أول أمس الثلاثاء عبر 54% من الأميركيين عن رفضهم طريقة تعامله مع منصب الرئيس.
خطأ ذاتي
وقال مسؤول في حملة ترامب إن ظهور بايدن الأخير في وسائل الإعلام كان “خطأ ذاتيا” ناتجا عن قرار حملة هاريس “إخفاء” المرشحة الديمقراطية ورفيقها في الانتخابات الحاكم تيم والز عن الصحافة.
وقال مصدر لنيوزويك إن غيابهما خلق فجوة إعلامية ملأها بايدن، مضيفا أنه “إذا كان بايدن لا يزال الرئيس فإن هناك أحداثا وطنية كبرى وكوارث تحدث في عهده ستحتاج إلى معالجة”.
وفي أغسطس/آب الماضي ذكرت صحيفة بوليتيكو أن بايدن كان يشعر بالإحباط من الرئيس السابق باراك أوباما ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي والسيناتور تشاك شومر، واعترفت بيلوسي نفسها بأنه بعد 5 عقود من الصداقة مع الرئيس لم تكن هي وبايدن على تواصل.
وقال مصدر من الحملة الانتخابية إن “هناك توترا حقيقيا بين الحملة والبيت الأبيض في الوقت الحالي، وأعتقد أن ذلك يتفاقم”.
صيحة لطلب الانتباه
وقال روف إنه نظرا لعدم شعبية بايدن اللافتة سيكون من الصعب على الرئيس تعزيز موقف نائبته، مضيفا “تبدو هذه الجولة وكأنها صيحة طلب انتباه من مسؤول غير محبوب”.
وأكد الناقد السياسي والمؤلف ستيف شير أن المزيد من ظهور بايدن لن يساعد هاريس، قائلا لنيوزويك إن “زيادة ظهوره العام تعقّد وتخلط رسائل هاريس ومحاولاتها لـ”قلب الصفحة” واقتراح أنها “بداية جديدة”.
وقال روف إن حديث بايدن “السعيد” أزعج الجمهور في المرة الماضية، ويبدو أنه في “جولته الوداعية” الجديدة التي ستركز على إنجازاته لن يتمكن من كبح نفسه عن “المبالغة في بيع سجله، مما سيثير غضب الناخبين من جديد”.
وأضاف الخبير الإستراتيجي الجمهوري أنه “مع قرب موعد الانتخابات يقاتل المتنافسون من أجل الحصول على مساحة إضافية في السباق، وقد يعطي السيد بايدن إلى السيد ترامب بضعا من هذه المساحة”.