الولايات المتحدة

غارديان: محور ترامب وماسك تهديد جديد للديمقراطيات وتحالفات الغرب

انتقد الكاتب جوناثان فريدلاند في مقال رأي نشرته صحيفة غارديان تأثيرات علاقة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك على حلفاء الولايات المتحدة التقليديين، خاصة بريطانيا.

وقال فريدلاند إن هذا التحالف يسعى إلى تقويض الديمقراطيات من خلال نشر المعلومات المضللة، وتعزيز الانقسامات العرقية، والتلاعب بالانتخابات.

زعزعة الاستقرار

وأكد الكاتب أن ماسك صاحب منصة “إكس” شن “حربا رقمية” ضد حكومة المملكة المتحدة، ودعا إلى “تحرير الشعب البريطاني من حكومته المستبدة”، كما روج لادعاءات لا أساس لها للتحريض ضد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، مستندا بذلك إلى مزاعم يمينية “متطرفة” تدعي أن زعيم حزب العمال ووزراءه يتسترون على إساءة رجال مسلمين بريطانيين معاملة الأطفال.

وأشار الكاتب إلى قول صحيفة فايننشال تايمز إن “ماسك ناقش مع حلفائه سرا مدى إمكانية إقالة ستارمر من منصبه قبل الانتخابات العامة المقبلة”.  

وعدّ الكاتب هذه الخطوة -التي تتجاوز “المزاح أو العبث”- دليلا على جدية ماسك في التلاعب بالسياسة البريطانية وزعزعة استقرار حليف “قديم ومخلص” للولايات المتحدة، دون أي اعتراض يذكر من ترامب.

من جهته، مضى ترامب في زعزعة استقرار حليف آخر، إذ أعلن -“وكأنه زعيم مافيا يدير عملية ابتزاز”- عن ضرورة استحواذ الولايات المتحدة على غرينلاند وأهميتها للأمن الأميركي، مما أشعر الدانمارك بالتهديد.

وشدد فريدلاند على أن هذه الخطوات تعكس عداء مباشرا لحلفاء الولايات المتحدة القدماء، وأن تحالف ترامب وماسك (الملياردير ذو التأثير الإعلامي الكبير) يقوي سيطرة الثنائي على وسائل الإعلام، ويوسع نفوذه بشكل يهدد القيم الديمقراطية، ويعزز أحلام التوسع الإقليمي.

وقال الكاتب إن تصريحات الرئيس المنتخب مدروسة، وإنه يطبق نصيحة ستيف بانون كبير المخططين الإستراتيجيين لترامب بإتباع الفعل الشنيع بفعل أشنع، وترك وسائل الإعلام تلهث وراء الأخبار المتلاحقة لتنسى التي سبقتها.

إستراتيجيات روسية

وربط الكاتب بين أسلوب “حلف” ترامب وماسك وإستراتيجيات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرا إلى تشابه الوسائل المستخدمة، مثل نشر الأكاذيب وإضعاف المؤسسات الديمقراطية، واعتبر ترامب “قيصر أميركا”، وماسك قائدا رئيسيا في هذا النظام الذي يهدف إلى تقويض الاستقرار الدولي لصالح أجندات “قومية شعبوية”.

وقارن الكاتب بين تدخل عملاء بوتين في الانتخابات الديمقراطية في كل مكان -بما في ذلك الولايات المتحدة- وهجوم ماسك على حكومة حزب العمال البريطاني وحماسه لليمين الألماني “المتطرف”، والذي تجلى مرة أخرى يوم الخميس الماضي عندما استضاف في لقاء صوتي على “إكس” زعيم حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني.

وقال المقال إنه على الغرب غير الأميركي التوصل إلى فهم واضح لإستراتيجيات ترامب ومواجهته ونهجه “الاستبدادي” بصرامة، ووضح حد لماسك، أو “الأب الروحي لليمين المتطرف العالمي”، وفق تعبير الكاتب.

واختتم فريدلاند مقاله بالتأكيد على أن الاتحاد الأوروبي هو الكيان الديمقراطي الوحيد القادر حاليا على مواجهة نفوذ ماسك وترامب.

وفي هذا الصدد، حذر من أن تحقيق ماسك أهدافه بتنصيب “قادة شعبويين” في أوروبا -وتحديدا ألمانيا وفرنسا- سيُضعف هذا التوازن، مما سيفرض تحديا أكبر على القيم الديمقراطية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى