تفاصيل آخر جلسة مشتركة للكونغرس في مسيرة هاريس
واشنطن- بعد 4 سنوات من اقتحام أنصار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مبنى الكونغرس لعرقلة التصديق على نتائج انتخابات 2020، ستترأس كامالا هاريس نائبة الرئيس الحالي جو بايدن فرز أصوات المجمع الانتخابي بصفتها رئيسة لمجلس الشيوخ.
وبعد شهرين بالضبط من خسارتها في سباق 2024 أمام ترامب، ستترأس هاريس جلسة التصديق على هزيمتها، وستقف على منبر رئيس مجلس النواب في خطوة أخيرة تعزز رسميا انتصار منافسها قبل أسبوعين من عودته إلى البيت الأبيض.
وخلال آخر ساعات أمس الأحد، أصدر مكتب هاريس بالبيت الأبيض جدول أعمالها، لليوم الاثنين، وجاء فيه، “في الساعة الواحدة مساء بالتوقيت الشرقي، ستترأس نائبة الرئيس جلسة مشتركة للكونغرس للتصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2024 في مبنى الكابيتول، وهي مفتوحة لوسائل الإعلام المعتمدة مسبقا”.
“عدو الديمقراطية”
خلال السنوات الماضية، نددت هاريس بترامب وهاجمته باعتباره “تهديدا خطيرا للديمقراطية الأميركية”، لكن مساعديها يصرون على أنها ستؤدي واجبها الدستوري والقانوني بجدية وعلى أكمل وجه.
ولن تكون هاريس أول نائب رئيس يخسر الانتخابات ويترأس فيها جلسة الكونغرس المشتركة لإحصاء أعضاء المجمع الانتخابي الذي منح الفوز للخصم، إذ سبق أن عانى ألبرت آل غور، نائب الرئيس الأسبق بيل كلينتون، من هذا الحرج عام 2001 بعد هزيمته أمام جورج بوش الابن. كما قام ريتشارد نيكسون، نائب الرئيس دوايت آيزنهاور، بالمهام نفسها سنة 1961 بعد هزيمته أمام جون كينيدي.
قانونيا، على الكونغرس التصديق رسميا في السادس من يناير/كانون الثاني الجاري على نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وأكد رئيس مجلس النواب مايك جونسون أن “العاصفة الشتوية الثلجية الهائلة التي تتحرك عبر الولايات المتحدة لن تمنع الكونغرس من الاجتماع اليوم للتصديق رسميا على انتخاب الجمهوري دونالد ترامب رئيسا للبلاد”.
ويُتوقع أن تتراكم الثلوج لتصل لارتفاع ما بين 7 إلى 18 سنتيمترا، مما يتسبب في صعوبة التنقل، وقد أعلنت أغلب المدارس والجامعات والمؤسسات الخاصة والشركات، والمكاتب الحكومية، إغلاق أبوابها.
سجل جنائي
وسيحصل ترامب، الذي نجا من محاولتي عزله خلال فترة ولايته الأولى، على مكانين في كتب التاريخ عندما يبدأ فترة ولايته الثانية يوم 20 يناير/كانون الثاني الحالي. وسيكون أول رئيس منذ غروفر كليفلاند يخدم فترتين غير متتاليتين، إذ ترك منصبه بعد هزيمته في انتخابات 2020، ويعود بعد 4 سنوات بعدما انتصر في انتخابات 2024.
وفاز ترامب بأصوات 312 من أعضاء المجمع الانتخابي، مقابل 226 صوتا لهاريس.
وسيصبح ترامب أول رئيس يبدأ مهام منصبه بسجل جنائي بعد إدانته في نيويورك، مايو/أيار الماضي، في 34 جناية في قضية دفع أموال لنجمة إباحية لمنعها من التحدث قبل انتخابات 2016. وقبل 4 سنوات، رفض الاعتراف بخسارته أمام بايدن، مدعيا أن انتخابات 2020 كانت “مشوبة بالتزوير على نطاق واسع”.
وفي السادس من يناير/كانون الثاني 2021، وهو اليوم الذي كان من المقرر أن يصادق فيه الكونغرس على نتائج تلك الانتخابات، عقد ترامب تجمعا جماهيريا بجوار البيت الأبيض وحث الآلاف من أنصاره على السير في شارع بنسلفانيا إلى مبنى الكابيتول و”القتال مثل الجحيم”.
واستجاب أنصاره مما سبب أول هجوم واسع على مقر حكومي أميركي منذ عقود طويلة. وفاز المدعون الفدراليون بإدانة أكثر من ألف شخص متورطين في الهجوم وتم سجن ما لا يقل عن 645 شخصا، وكان 145 آخرون يقضون عقوبة الحبس المنزلي، وفقا لوزارة العدل.
ولم يوضح ترامب ما سيفعله، إلا أنه سبق وأعرب عن تعاطفه معهم خلال الحملة الانتخابية، وهاجم الأحكام الطويلة التي أدين بها كثير من المتهمين. ولم يؤكد إذا ما كان سيعفو عن نحو 1600 متهم، تمت إدانة ألف منهم بالفعل.
وسبق أن قال ترامب أمام تجمع حاشد بولاية ويسكونسن في سبتمبر/أيلول الماضي: “في اللحظة التي نفوز فيها، سنراجع بسرعة قضايا كل سجين سياسي وقع ضحية ظلم لنظام هاريس وبايدن، وسأوقع على عفوهم في اليوم الأول”.
قدرة دستورية
وبالنسبة إلى ترامب، فإن “العفو عن المتهمين يرقى إلى الفصل الختامي من ملحمة السادس من يناير/كانون الثاني 2021″، كما يقول جوليان زيليزر أستاذ التاريخ في جامعة برينستون.
وأضاف زيليزر “لقد نجا ترامب من جميع الملاحقات القضائية، ومن التهديد الانتخابي الذي شكله ذلك على مستقبله وعلى مستقبل حركة ماغا. ثم فاز في إعادة انتخابه وباكتساح، وفاز بها بالتصويت الشعبي وبجميع الولايات المتأرجحة. العفو هو الخطوة الأخيرة في هذه الدائرة”.
وأشارت افتتاحية صحيفة وول ستريت جورنال المحافظة، أمس الأحد، إلى أن ترامب “لا يستطيع تغيير ما حدث قبل 4 سنوات، عندما اقتحم حشد من أنصاره مبنى الكابيتول في محاولة مستحيلة لقلب خسارته في انتخابات 2020”.
وبمجرد تنصيبه يوم 20 يناير/كانون الثاني الجاري، سيحصل ترامب على القدرة الدستورية لإصدار عفو واسع، وتخليص المشاركين في أعمال الشغب، التي راح ضحيتها 5 من رجال الشرطة وأصيب مئات آخرون، من العواقب القانونية.
وأضافت الصحيفة، المقربة من ترامب، أن فكرة العفو الرئاسي عن مرتكبي هذه الجرائم من شأنها أن تتناقض مع دعمه للقانون والنظام، وستبعث برسالة “مروعة” حول وجهة نظره بشأن مقبولية العنف السياسي الذي يتم نيابة عنه.