قطار فائق السرعة بين برلين وباريس ينطلق: بداية جديدة لعصر من التنقل الأوروبي المتطور
أطلقت ألمانيا وفرنسا يوم الاثنين قطاراً فائق السرعة، في رحلات منها ما هو مباشر، بين برلين وباريس، ما يعكس رمزاً جديداً لصداقة البلدين، بالإضافة إلى كونه علامة بارزة على قدرة أوروبا على جذب المزيد من المسافرين إلى شبكتها الحديدية.
وعلى الرغم من أن القطار يعد خطوة مهمة نحو تسهيل التنقل، فإن من غير المتوقع أن يكون له تأثير كبير من حيث توفير الوقت، إذ يستغرق حوالي 8 ساعات، مما يوفر راحة أكبر دون تقديم اختصار ملحوظ للوقت مقارنة بالطرق غير المباشرة الأخرى.
ويتزامن هذا الإطلاق مع الجهود المستمرة لشركة “دويتشه بان” الألمانية لتحسين سمعتها في ما يتعلق بدقة مواعيد قطاراتها، فقد شهد الشهر الماضي وصول 60% فقط من رحلاتها ذات المدى الطويل إلى وجهاتها في الوقت المحدد، وأي تأخير لا يتجاوز الست دقائق. وفي إطار خطتها لتحسين الخدمة، تهدف الشركة إلى رفع مستوى الدقة إلى أكثر من 75% بحلول عام 2027، وبدأت بتنفيذ مشروع لتحديث العديد من خطوط السكك الحديدية، حيث انتهت في الآونة الأخيرة من تحديث أحد أكثر المسارات ازدحاماً بين فرانكفورت وماينز، بعد خمسة أشهر من الإصلاحات.
والقطار الجديد الذي يربط برلين وباريس يتوقف في الطريق في فرانكفورت وكارلسروه ومدينة ستراسبورغ الفرنسية، ليصل إلى باريس قبل الساعة 8 مساءً، بينما يصل إلى برلين بعد الساعة 6 مساءً. بالإضافة إلى ذلك، هناك قطار ليلي مباشر يعمل ثلاث مرات في الأسبوع بين العاصمتين، وهو رابط أُطلق في العام الماضي من قبل مشغل القطارات النمساوي “ÖBB”، الذي يساهم في إحياء قطارات النوم في أوروبا بعد أن قامت العديد من الشركات بإلغاء هذه الخدمة في وقت سابق. وكانت “دويتشه بان” قد أوقفت هذا النوع من القطارات منذ عشر سنوات.
وتأتي هذه المبادرة الجديدة في وقت مهم من حيث تعزيز التعاون بين ألمانيا وفرنسا، اللتين تعدان من أكبر اقتصادات الاتحاد الأوروبي. وقد وصف عمدة برلين، كاي فيغنر، هذا الرابط بأنه “رمز جيد للصداقة الألمانية الفرنسية”، فيما أكد وزير النقل الألماني، فولكر ويسينغ، أن هذا المشروع ليس مجرد إضافة جديدة على شبكة القطارات، بل هو خطوة نحو جذب المزيد من المسافرين إلى سكك الحديد الأوروبية، وتحقيق الاستفادة القصوى من هذا التعاون في المستقبل.