تعاف بطيء للخدمات في العالم بعد شلل أصاب برامجها جرّاء تحديث خاطئ لبرنامج معلوماتية
بدأت الشركات والخدمات في جميع أنحاء العالم في التعافي ببطء بعد انقطاع كبير في تكنولوجيا المعلومات أثّر على أنظمة الكمبيوتر لساعات من الخميس إلى الجمعة.
واعتذر الرئيس التنفيذي لشركة Crowdstrike، جورج كورتز، عن الفوضى العارمة التي أصابت أمس تكنولوجيا المعلومات في العالم. وقال إنّ الشركة أصلحت العطب، لكنّه حذّر من أنّ الأمر قد يستغرق “بعض الوقت” قبل أن تعود جميع الأنظمة إلى عملها بشكل طبيعي.
وكانت شركات الطيران والبنوك والمستشفيات، في العالم، من بين المؤسّات الأكثر تضررًا بعد أن أصدرت شركة الأمن السيبراني Crowdstrike تحديثًا خاطئًا للبرنامج تسبّب في تعطّل أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام Microsoft Windows.
وفي المقابل، حذّرت رئيسة الأمن السيبراني في ألمانيا، كلوديا بلاتنر، من أنّه بالنظر إلى حجم الانقطاع، قد يستغرق التعافي الكامل أسابيع. وخلال مؤتمر صحفي في بون، قالت بلاتنر: “أؤكّد لكم أنّ الأمر لن يستغرق ساعات… نتلقى حاليًا تقارير تفيد بأن بعض المتضررين قد أعادوا تشغيل أنظمة تكنولوجيا المعلومات الخاصة وهذا يعني أنّنا بالفعل في عملية الاسترداد. لكن من المتوقع أن يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يعود الوضع إلى طبيعته”.
وعلى غرار بقية دول العالم، أدّى انهيار النظام في حدوث فوضى في قطاع الرعاية الصحية في ألمانيا، حيث اضطرت المستشفيات الجامعية الرئيسية في مدن مثل كيل ولوبيك إلى إغلاق وإلغاء جميع العمليات غير الطارئة بسبب عدم توفر المعلومات اللازمة.
من جهة أخرى، بدأت بعض خدمات شركات الطيران العالمي في العودة إلى عملها الطّبيعي بعد إلغاء آلاف الرحلات على الرغم من أنّ المشغّلين يتوقعون استمرار التأخير والإلغاء خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وعلى خلفية هذا الاضطراب الرقمي العالمي، اتفق الخبراء على الحاجة إلى الابتعاد عن الاعتماد المفرط على الإدارة عن بُعد من خلال عدد قليل من المنصات المركزية الكبيرة.
وبيّن خبير الأمن السيبراني والرئيس التنفيذي للاستراتيجية العالمية في جمعية حوكمة تكنولوجيا المعلومات ISACA، كريس ديميترياديس، انقطاع الخدمة أنّه: “عندما يتأثر مزوّد خدمة واحد في سلسلة التوريد الرقمية، يمكن أن تتعطل السلسلة بأكملها، مما يتسبب في انقطاعات واسعة النطاق. هذا الحادث هو مثال واضح لما يمكن تسميته بالوباء الرقمي. نقطة فشل واحدة تؤثر على ملايين الأرواح على مستوى العالم”.
وأضاف بقوله: “إنّ الانقطاع هو نتيجة لعالم رقمي معقّد ومترابط بشكل متزايد. وهذا الفشل هو بالضبط السبب في أنّ المرونة الإلكترونية هي المفتاح لضمان سلامة وأمن ورفاهية المواطنين بالإضافة إلى كونها عامل تمكين رئيسي للاقتصاد العالمي”.