الهجرة وأوكرانيا وشبح ترامب على رأس ملفات القمة الأوروبية في بريطانيا
يجتمع قادة أوروبا يوم الخميس في قصر إنجليزي في قمة تطغى عليها المخاوف بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستبقى حليفًا موثوقًا به إذا فاز دونالد ترامب برئاسة ثانية.
يستضيف رئيس الوزراء البريطاني المنتخب حديثًا، كير ستارمر، نحو 45 من قادة أوروبا، لمناقشة قضايا الهجرة وأمن الطاقة والتهديد الروسي، في الوقت الذي يسعى فيه إلى استعادة العلاقات بين المملكة المتحدة وجيرانها في الاتحاد الأوروبي بعد أربع سنوات من الطلاق الحاد بينهما فرضه بريكست.
و تعتزم المملكة المتحدة “لعب دور أكثر نشاطًا وشمولًا على الساحة الدولية”، بما في ذلك مساعدة أوكرانيا في الحرب مع روسيا والعمل على اتخاذ إجراءات صارمة ضد عصابات مهربي البشر الذين ينظمون الهجرة غير الشرعية.
وقال ستارمر: “لا يمكننا أن ندع تحديات الماضي القريب تحدد علاقاتنا المستقبلية… لهذا السبب سيكون الأمن الأوروبي في طليعة أولويات السياسة الخارجية والدفاعيّة لهذه الحكومة، ولهذا السبب أنا ملتزم باغتنام هذه الفرصة لتجديد علاقتنا مع أوروبا”.
هذا الاجتماع هو الرابع. وقد عُقدت القمم السابقة في جمهورية التشيك ومولدوفيا وإسبانيا. وهي فكرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وقد تم إنشاؤه في عام 2022 كمنتدى للدول داخل وخارج الاتحاد الأوروبي، الذي يضم 27 دولة، بعد أن هز الغزو الروسي الهائل لأوكرانيا شعور القارة العجوز بالأمن.
وتأمل المملكة المتحدة أن تكون هذه القمة هي الأفضل حضوراً حتى الآن، على الرغم من أنّ أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، لن تحضرها إذ أنّها تناضل من أجل فترة رئاسيّة ثانية للمفوضية مع المشرّعين في البرلمان الأوروبي. ومن غير المتوقع أن يحضر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتشمل قائمة الضيوف المستشار الألماني أولاف شولتز، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الإيطالي جيورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، والأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج.
تهدف حكومة يسار الوسط التي يقودها ستارمر إلى إعادة بناء العلاقات مع الاتحاد الأوروبي. وكانت توترت بسبب سنوات من المشاحنات الحادة حول شروط إنفصال بريطانيا عن الاتحاد. ويمثّل إبرام اتفاقية أمنية جديدة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي في القريب العاجل، أبرز أولويات ستارمر.
وتعتزم المملكة المتحدة العمل بشكل أوثق مع وكالة الشرطة الأوروبية يوروبول لمكافحة تهريب المهاجرين، كجزء من التدابير الرامية إلى تعزيز أمن الحدود. وقرّر ستارمر التخلي عن خطة المحافظين المثيرة للجدل والتي لم تتحقق. وتتمثل في إرسال المهاجرين غير النظاميين للمملكة المتحدة إلى رواندا دون عودة.
كما يخطط المشاركون مناقشة كيفية الدفاع عن الديمقراطية ضد التدخل الروسي ودول أخرى. وعلّق ستارمر: “لا يمكننا تأمين حدودنا وتحفيز النمو الاقتصادي والدفاع عن ديمقراطياتنا إلا إذا عملنا معًا”.
وتتطلع الأنظار في أوروبا إلى العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد الانتخابات الرئاسيّة (5 نوفمبر) هناك وإمكانية فوز دونالد ترامب. لطالما أثار تشكيك ترامب في حلف الناتو قلق حلفاء أمريكا. وقد أدى اختياره للسيناتور جيه دي فانس في منصب نائب الرئيس، إلى تنامي هذه المخاوف. علما أنّه معارض للمساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا.
وأشار مسؤول رفيع المستوى في الاتحاد الأوروبي إلى أنّه لا يمكن التنبؤ بتصرفات ترامب وأن احتمال عودته للحكم تعدّ “إحدى القضايا التي تشغل بال الجميع”. وأكّد هذا المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته، أنّ القادة الأوروبيّين يعتزمون مناقشة “كيف يمكننا الاستعداد” لعودة ترامب المحتملة إلى الساحة السياسية الدولية.