بعد 38 عاماً من التأخير.. مترو تسالونيكي في اليونان ينطلق بمزيج فريد من التاريخ والتكنولوجيا
افتتحت اليونان أخيراً مترو تسالونيكي الجديد، المشروع الذي استغرق 38 عاماً من العمل المتقطع منذ بدء أولى الحفريات عام 1986. تم افتتاح الخط الأول، الذي يمتد على مسافة 9.6 كيلومتر ويشمل 13 محطة، رسمياً يوم السبت بحضور رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس.
يتميز المترو بتقنيات حديثة تشمل قطارات بدون سائق وأبواب شبكية على الأرصفة، وسيكون متاحاً للجمهور مجاناً لمدة أربعة أيام قبل اعتماد سعر تذكرة يبلغ 0.60 يورو.
المشروع، الذي بدأ بتصميم أولي يعود لأكثر من قرن، واجه تأخيرات طويلة بسبب اكتشافات أثرية ضخمة خلال الحفريات.
التراث الأثري
كشفت أعمال البناء في تسالونيكي عن كنوز أثرية هائلة تضمنت طرقاً تعود للعصر الروماني، أنظمة مياه وصرف صحي، وفسيفساء ونقوش تمتد لقرون، بما في ذلك الحكم البيزنطي والعثماني.
وتم العثور على أكثر من 300,000 قطعة أثرية، عُرض العديد منها في محطات المترو، مثل محطة “فينيزيلوس” المركزية، التي تضم جزءاً من طريق روماني مرصوف بالرخام.
وقد واجه المشروع تحديات مالية وتقنية، منها مشاكل مع المقاول الرئيسي “AEGEK” خلال الأزمة الاقتصادية عام 2009. وبلغت تكلفة الخط الأول 3 مليارات يورو، مع استمرار العمل على الخط الثاني المتوقع اكتماله خلال العام المقبل.
مشروع مشابه في روما
على غرار مترو تسالونيكي، يعاني خط المترو “C” في روما من تأخيرات وتكاليف متصاعدة بسبب الاكتشافات الأثرية المستمرة.
بدأ المشروع في التسعينيات وتجاوزت تكلفته 7 مليارات يورو مع موعد اكتمال متوقع في 2035. ويهدف الخط إلى ربط الضواحي بمركز روما التاريخي، مما يجعله، مثل مترو تسالونيكي، رمزاً للاندماج بين التراث الأثري والتطور العمراني.
وعلى الرغم من التأخيرات والتحديات، يمثل مترو تسالونيكي خطوة كبيرة نحو تحسين النقل في المدينة التي يسكنها مليون نسمة. كما يقدم تجربة فريدة تجمع بين الحداثة والتراث الأثري، مما يعكس اندماج التاريخ مع البنية التحتية العصرية.