دولي

مأساة السودان هل تلفت أنظار العالم؟

مع التئام شمل قادة العالم المشاركين في أعمال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، تكمل حرب السودان الدامية شهرها الـ 17 دون أن تلوح في الأفق بوادر لإطفاء نيران الحريق الذي التهم أخضر البلاد ويابسها، إذ يصارع السودان، البلد الموبوء بالنزاعات، تحت وطأة الموت اليومي، ويترقب وينتظر أن تحظى قضية الملايين من أهله بنظر المجتمع الدولي، والضغط على أطراف الحرب لوقف طاحونة القتل.

وقتل منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع في أبريل من العام الماضي، نحو 20 ألف شخص، وجرح آلاف آخرون، وفق إحصاءات الأمم المتحدة، بينما فر أكثر من 10 ملايين أو من منازلهم، بما في ذلك 8.1 ملايين نزحوا داخل السودان، و2.4 مليون آخرين عبروا الحدود لاجئين إلى دول الجوار وغيرها.

ومع اشتداد حدة المعارك مؤخراً بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور نزح ما لا يقل عن 1500 شخص عقب تصعيد الأعمال العدائية في المدينة.

لا سيما أن الأوضاع في المدينة التي تحتضن مئات آلاف من النازحين ينذر بكارثة إنسانية، بعد أن أكدت لجنة مراجعة المجاعة التابعة لتصنيف مرحلة الأمن الغذائي المتكامل ظروف المجاعة في مخيم زمزم للنازحين في أغسطس، ومن المرجح أن تشهد 13 منطقة أخرى، بما في ذلك مخيمان آخران للنازحين في شمال دارفور، ظروفاً مماثلة، وتحتاج إلى الوصول العاجل والمساعدة.

دعوات تدخّل

وحثت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتن نكويتا سلامي، في بيان لها، الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على التركيز على محنة ملايين الأشخاص في السودان، الذين عانوا أكثر من 17 شهراً من الصراع الوحشي، ما أدى إلى أسرع نزوح مدني وأزمة إنسانية في العالم.

وقالت سلامي: «يناشد العاملون في المجال الإنساني في جميع أنحاء السودان المجتمع الدولي أن يتدخل لإنهاء الصراع المدمر، وضمان الوصول غير المقيد حتى تتمكن أكثر من 150 منظمة إغاثة تعمل في البلاد من الوصول إلى ملايين الأشخاص، الذين يواجهون الجوع والمرض الحاد ويواجهون المجاعة».

وستحتل الأزمة في السودان والمنطقة مركز الصدارة في مقر الأمم المتحدة، اليوم، وفقاً لسلامي عندما تنضم الدول الأعضاء إلى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ووكالة الأمم المتحدة للاجئين، للدعوة إلى تقديم الدعم العاجل والجماعي لمعالجة الكارثة الإنسانية، والدفع نحو السلام.

معاناة

ولفتت المنسقة الأممية إلى أن كل ساعة تمر تعني أن النساء والأطفال في أجزاء من الفاشر والخرطوم والجزيرة وسنار وغيرها من المناطق المتضررة مباشرة من الصراع من المرجح أن يموتوا بسبب الأعمال العدائية أو سوء التغذية أو المرض.

وأضافت: وفي الوقت نفسه يؤدي تفشي الكوليرا وحالات الأمراض المنقولة بالمياه أو النواقل إلى تفاقم الوضع المزري بالفعل الذي يواجهه الأشخاص، الذين يعانون من سوء التغذية، لا سيما الأطفال والنساء.

وأشارت إلى أنه ووفقاً للسلطات السودانية وصل عدد حالات الكوليرا المبلغ عنها خلال الشهرين الماضيين إلى 13300 حالة، بما في ذلك 415 حالة وفاة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى