دولي

الفاشر.. «مدينة السلطان» أنهكها الاقتتال

في ظل اقتتال بين الجيش السوداني بمساندة القوات المشتركة المشكلة من عدد من عناصر الحركات الموقعة على اتفاقية جوبا للسلام، وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور والعاصمة الإدارية للإقليم المنكوب، تعيش المدينة المعروفة بفاشر السلطان (نسبة للسلطان علي دينار آخر سلاطين سلطنة الفور)، أوضاعاً صعبة، إذ يواجه مئات الآلاف من المدنيين أوضاعاً وصفت من قبل شهود ومراقبين بالقاسية، في ظل تبادل دائم للقصف والقصف المضاد.

فيما لم تفلح النداءات الدولية المتواصلة بوقف العمليات العسكرية في المدينة التي تؤوي أعداداً مهولة من النازحين، وتضم أكبر مخيمات للمتأثرين من الحرب التي غرق فيها إقليم دارفور منذ العام 2003.

ومع اشتداد المعارك في الفاشر، دعا البيت الأبيض، إلى وقف القتال، مشيراً إلى أن تصاعد الاقتتال والمستمر منذ أشهر يهدد حياة مئات آلاف السودانيين، مؤكداً أن المعاناة الإنسانية تتزايد في مخيمات النازحين.

بدورها، أعربت المنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، عن حزنها العميق وإحباطها إزاء العنف المسلح المستمر الذي يلحق الدمار بمدينة الفاشر في شمال دارفور، وقالت سلامي:

هذا أمر مفجع ويجب أن يتوقف.. لا يوجد عذر للهجمات المباشرة على المدنيين وأصولهم والمرافق الأساسية مثل المستشفيات، هذه محمية بموجب القانون الإنساني الدولي، يجب على أطراف النزاع الامتناع عن استهداف المدينة.

وتشير التقارير الأولية إلى تصاعد القتال على نطاق واسع في الفاشر، ما يهدد حياة الآلاف من الأشخاص، لاسيما في مخيمات النازحين داخلياً. وفيما ورد أن المرافق الصحية تأثرت أيضاً، لم يتم تحديد عدد الضحايا المدنيين بعد.

وأكدت المسؤولة الأممية، أن استمرار الصراع أزهق الأرواح وضيق سبل العيش ودمر البنية الأساسية، إذ تعد الفاشر موطناً لمئات الآلاف من النازحين داخلياً المعرضين لخطر المجاعة، بما في ذلك في مخيم زمزم حيث تم تأكيد المجاعة فيه.

وبالإضافة إلى ذلك، دمر الصراع المستمر نظام الصحة العامة في السودان مع تدمير العديد من المرافق أو نهبها أو التخلي عنها، ما ترك أكثر من 5 ملايين شخص بدون إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية.

وأضافت نكويتا سلامي: تظهر هذه الهجمات عدم جدوى العنف المسلح في الفاشر، يجب على جميع أطراف النزاع الوفاء بالتزاماتها تجاه القانون الإنساني الدولي وضمان حماية المدنيين من الأذى، هذه الهجمات في الفاشر تنتهك كل مبدأ إنساني.

اقرأ أيضاً:

السودان.. كبرى منظمات الإغاثة تحذر من أزمة جوع تاريخية

ياسمين وتوأمها الرضيع.. نزوح لا ينتهي من جحيم حرب السودان

 

الحصاد الأسود: 20 ألف قتيل في حرب السودان 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى