من الجدة ديزي إلى الكراسي المتحركة وروبوتات الدردشة: كيف يُغير الذكاء الاصطناعي حياتنا اليومية؟
لم يكن الهدف من تطوير الذكاء الاصطناعي محصورا في محادثات مع روبوتات مثل “تشات جي بي تي” أو تعديل الصور والأصوات فقط، بل تمكنت بعض التطبيقات من تقديم حلول مبتكرة لتحسين حياة الناس، بما في ذلك دعم ذوي الاحتياجات الخاصة. فيما يلي بعض الأمثلة على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات متنوعة.
تجرب مدينة فيرونا الإيطالية استخدام أجهزة استشعار تعتمد على الذكاء الاصطناعي بهدف تقليل الازدحام المروري وتعزيز السلامة على الطرق حتى نهاية العام. يتم اختبار هذه التقنية الجديدة في تقاطع “بورتا نوفا” المزدحم، الذي يتضمن خمسة مداخل وستة مخارج.
تعمل الأجهزة على جمع البيانات وتحليلها، حيث يقوم النظام المعتمد على الذكاء الاصطناعي باكتشاف أنواع المركبات، قياس سرعاتها، وتحديد أوقات وصولها المتوقعة. هذه التقنية تشير إلى إمكانية تحقيق تحسن كبير في قطاع النقل والمواصلات.
أما في بريطانيا، تم تطوير روبوت دردشة يعمل بشكل آلي يحمل اسم “الجدة ديزي”، مهمتها هي المماطلة في الحديث مع المتصلين المحتالين عبر الهاتف. تهدف هذه التقنية إلى تعطيل محاولات الاحتيال عن طريق إطالة مدة المكالمة، مما يقلل من فرص المحتالين في الوصول إلى أهدافهم.
على الرغم من أن تقنية مثل “الجدة ديزي” قد تبدو استهلاكية، إلا أن عمليات الاحتيال في المملكة المتحدة وصلت إلى نحو 2.69 مليار يورو في عام 2023، مما يمثل زيادة بنسبة 104% مقارنة بالعام السابق، وفقا لدراسة أجرتها شركة خدمات مالية تدعى “بي دي أوه” (BDO).
وقد صممت شركة الاتصالات البريطانية “فيرجن ميديا أو توو” (Virgin Media O2) هذا الروبوت بهدف تجنيب الأفراد عناء التحدث مع المحتالين، مما يعزز من الحماية الشخصية ويقلل من فرص وقوع الأفراد في فخ الاحتيال.
الذكاء الاصطناعي والأشخاص ذوي الإعاقة
فرقة “بيغ أوشن” (Big Ocean) الكورية الجنوبية استطاعت أن تبرز في سماء النجومية، رغم التحديات التي تواجه أعضاءها من إعاقة السمع. فبفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي، تمكنوا من تحسين أصواتهم وأدائهم الغنائي، ما أدى إلى إنتاج فني مميز.
لقد سجل الأعضاء أصواتهم بعد تلقيهم إرشادات دقيقة ساعدت في تطوير أدائهم الفني. ووفقًا للخبراء، فإن هذه التقنية تمثل خطوة هامة نحو جعل الموسيقى أكثر إتاحة للجميع، بغض النظر عن القيود الجسدية.
وعن تجربتهم، قال هانز تشو، المنتج الرئيسي لشركة “مابل” (Muble) المنتجة للموسيقى، في حديث سابق مع يورونيوز: “عندما استمعنا إلى النسخة المكتملة، كان الأمر مؤثراً للغاية. شعرنا أن العديد من الأشخاص تأثروا بشكل عميق، بل إن البعض بكى حينما استمعوا إليها”.
بالرغم من هذه الإيجابيات، يخشى الخبراء من محاذير عدم تمكن الجميع من استخدام هذه التكنلوجيا أو الوصول إليها.
وقال بن كامب، أستاذ كتابة الأغاني في كلية بيركلي للموسيقى في رسالة بالبريد الإلكتروني لـ”يورونيوز” إنه “مع زيادة انتشار هذه التقنيات على نطاق واسع، ستتسع الفجوة بين أولئك الذين يمكنهم الوصول إليها وأولئك الذين لا يمكنهم الوصول إليها بسرعة”.
كما اختبر باحثون في سويسرا نموذجًا أوليًا لبرنامج لكرسي متحرك ذاتي القيادة في آذار/مارس، قد يساعد الأشخاص ذوي الإعاقة على عبور الطريق بمساعدة طائرة بدون طيار.
من جانبه، أوضح فرانشيسكو فلاميني، الأستاذ في سلامة الأنظمة ذاتية القيادة في جامعة العلوم التطبيقية والفنون في جنوب سويسرا (SUPSI) لـيورونيوز: “التحدي الكبير الذي نواجهه هو أن الأجهزة موجودة، ولكن ما (ينقصنا) هو البرمجيات للتحكم في النظام”.
وأضاف فلاميني أن الذكاء الاصطناعي الآمن أمر بالغ الأهمية لتطوير نظام ملاحة مجتمعي مستقل، كهذا الكرسي المتحرك الذكي.
من المتوقع أن يختتم المشروع في أيلول/ سبتمبر 2025 بنموذج أولي كامل، مع إمكانية تطويره في السنوات التالية على المستويين التكنولوجي والقانوني.
المصادر الإضافية • أ ب