رياضة

من محنة اللجوء إلى سماء الشهرة.. قصص نجاح رياضيين عرب

لا تختزن حكايات اللجوء العربي نحو أوروبا المآسي فحسب، بل تضم في طياتها أيضا كثيرا من قصص النجاح والتألق في جميع مناحي الحياة، وفي مقدمتها الرياضة.

وتعد التغريبة السورية في أوروبا مثالا ساطعا على النجاح الذي حققه لاجئون فروا من ويلات الحرب لتنتهي محنتهم ويتلمسوا طريق الشهرة، بل وخلدوا أسماءهم في سجلات الدول التي مثلوها.

مدرب كرة القدم السوري أسامة عبد المحسن بلغت شهرته الآفاق عام 2015 ليس بسبب موهبته، ولكن بعد أن تعرض للركل من قبل صحفية مجرية على الحدود بسبب محاولة دخوله رفقة عائلته إلى بلادها، لكن الواقعة مهدت له الطريق ليصبح لاحقا مدربا لفريق خيتافي الإسباني.

بطل عالمي

في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تصدرت صورة مانويل شار الصحف الألمانية بعد فوزه ببطولة العالم للملاكمة في الوزن الثقيل (أكثر من 85 كيلوغراما) على حساب الملاكم الروسي ألكسندر أوستينوف ليمنح ألمانيا اللقب الغائب عن خزائنها منذ أن فقد أسطورتها ماكس شميلينغ لقب العالم عام 1932.

ولم يكن مانويل شار سوى شاب من أصول سورية، واسمه الحقيقي عمر مانويل، قتل والده في الحرب الأهلية اللبنانية وفرت أمه مع 6 من أطفالها الثمانية إلى ألمانيا عام 1989، وكان عمر مانويل في سن الرابعة حينها.

من مخيم الزعتري لملاعب البرازيل

بعد معاناة مريرة في مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالأردن، ابتسم الحظ أخيرا عام 2018 لـ4 شبان سوريين: حافظ محمد الملقب بمرسيلو (نادي هيزينغي في الدرجة الأولى)، وعمر الديري وأحمد عنجاري وقيس الضامن الذين نجحوا في اجتياز اختبار الانتقاء الذي شمل 350 لاعبا والذي نظمته منظمة برازيلية  للانضمام إلى أكاديمية احترافية.

بعد الانتقال إلى البرازيل، خاض الشبان الأربعة تجربة احترافية في صفوف أندية برازيلية، ووثقت منصة “نتفليكس” رحلتهم، وقد سبق لهم أن التقوا النجم البرازيلي الكبير رونالدو نازاريو.

 

لاعب معتمد

في أبريل/نيسان 2022، ضجت وسائل الإعلام البرتغالية والعالمية بفيديو مؤثر للاجئ سوري في البرتغال، بعد انتهاء الحصة التدريبية للاعبي نادي “أغياس نيغراس” البرتغالي، سلّم أحد اللاعبين رسالة لزميله في الفريق علي الحسن بداخلها بطاقة اعتماده الرسمية في النادي.

قدم علي مع عائلته إلى البرتغال عام 2017 عن طريق برنامج إعادة التوطين التابع للأمم المتحدة. وبعد معركة بيروقراطية استمرت 3 سنوات، تمكن الحسن أخيرا من ممارسة كرة القدم بصفة رسمية في البرتغال.

 

نجم شتوتغارت

في 2021 عام، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي خبر انتقال الشاب همام محمود (15 عاما) اللاجئ في ألمانيا منذ عام 2015، للعب ضمن صفوف نادي شتوتغارت لـ4 مواسم قادمة، حسب العقد الموقّع.

وذكرت المصادر أن محمود كان هدفا لعديد من أندية ألمانيا، من بينها العملاق بايرن ميونخ متصدّر بطولات الأندية في ألمانيا وأوروبا، بالإضافة إلى أندية لايبزيغ، ونورينبيرغ، وهوفنهايم، وإنغلوشتات.

وكان محمود المنحدر من محافظة درعا قد لجأ إلى ألمانيا مع عائلته عام 2015، وأشرف على تدريبه والده، الذي كان واحدا من لاعبي نادي الشعلة السوري.

الثاني عالميا

وصل حسن بيسو إلى ألمانيا مع عائلته في سن الخامسة فرارا من الحرب في سوريا. موهبة الطفل الصغير لم تظل خافية لوقت طويل، إذ التقطتها أعين خبراء الشطرنج في نادي ليبشتات ليحظى برعاية، مما جعله يصنف ثانيا على مستوى العالم تحت سن 12 عاما في 2023.

لعب بيسو (12 عاما حاليا) مع المنتخب الألماني للشطرنج في كأس أوروبا الوسطى المعروفة باسم كأس ميتروبا في كرواتيا، مما يجعله أصغر لاعب في تاريخ اتحاد الشطرنج الألماني.

استقرت عائلة بيسو السورية في بلدة ليبشتات بغرب ألمانيا عام 2016 كلاجئين، كان أول ما فعله مصطفى هو شراء لعبة شطرنج والعثور على ناد، لكي يلعب فيه ابنه في البلدة الصغيرة.

لاحقا، أصبح حسين بيسو بطلا لألمانيا لأول مرة وهو في الـ9 من عمره، وفاز بالميدالية البرونزية في بطولة العالم الأخيرة للشباب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى