سياسة

فخ “الماجستير”.. هكذا ضللت مدرسة باريس 200 صحفي عربي

شهادات غير مسجلة

أوصلنا التتبع في قاعدة بيانات الدليل الوطني إلى أن تسجيل المدرسة العليا للصحافة مُنتهٍ منذ عام 2015، وبالتالي فهي غير قادرة على منح شهادات مهنية معترف بها.

وبحسب ملف المدرسة في الدليل الوطني للشهادات، فإن شهاداتها كانت مسجلة بدءاً من عام 2008 إلى عام 2015، وهو ما يعني أنه خلال كل تاريخ المدرسة، فإنها سجلت في الدليل بين هذين العامين فقط.

في نهاية العام الفائت أعلنت المدرسة الفرنسية الأم، نيتها إبرام عقود مهنةٍ لنظام التناوب (دراسة وعمل) مع الراغبين فيها للعام 2024 الجاري.

في قائمة الإجراءات والشروط، عثرنا على بند يقرّ بتسجيل الشهادة في الدليل الوطني (RNCP) فور الانتهاء من التدريب، ويمكن للطالب البحث فيه من خلال الكود “RNCP34537”.أدخلنا الكود إلى قاعدة بيانات الدليل الوطني، فتبين أنه يعود لمدرسة ميديا سكول باريس المعهد الأوروبي للصحافة (IEJ).

هذا يعني أن المدرسة العليا للصحافة في باريس، تستعين باتفاقات خارجية مع مدارس ومعاهد أخرى مسجلة في الدليل الوطني، لمعادلة شهادات القسم الفرنسي عن طريقها.

يزعم موقع القسم العربي للمدرسة في تبويب النظام الداخلي أن الدراسة تندرج في نظام “في إيه إي” (VAE) وهو نظام “أكاديمي فرنسي يسمح لكل شخص مهما كان عمره ومستواه التعليمي بمتابعة دراسته من خلال تقييم خبراته السابقة”. لكن هذا الزعم غير صحيح، لأن المدرسة غير مسجلة في الدليل الوطني للشهادات، والتسجيل في الدليل شرط أساسي لنظام “VAE” طبقاً للقوانين الفرنسية.

يقول عامر مراد في هذا السياق: “لقد وعدوني بإدراج شهادتي في المنصة الوطنية الفرنسية للحاصلين على الماستر، لكن لم أجد أي شيء”. ويتساءل: “كيف يمكنهم منح هذا الوعد إذا لم تكن المدرسة معترفا بها؟!”.

في إطار قانونية المدرسة العليا للصحافة في باريس ESJ (المدرسة الأم)، ليس ثمة ما يدعم الادعاءات، إلا كونها مسجلة لدى وزارة التعليم العالي الفرنسية كمؤسسة تعليمية خاصة، وهذا التسجيل هو رخصة مزاولة العمل فقط، ولا علاقة له بقيمة الشهادات، ودرجتها الأكاديمية، أو الاعتراف القانوني بها.

يُظهر موقع “أونيسيب” (ONISEP) التابع لوزارة التعليم العالي بوضوح طبيعة هذه المؤسسة التعليمية، وأن الشهادات تصدر عن المدرسة فقط، وغير مسجلة في الدليل الوطني للشهادات كجامعة.

أما القسم العربي فقد أجرينا حوله بحثاً بطرق مختلفة، وفي منصات عديدة متخصصة بالتعليم في فرنسا، الرسمية منها وغير الرسمية، لكن لم نعثر على أيّ أثر له ولا لعلامته التجارية “SSJC” ولا لعلامته التجارية الجديدة “EAD AR”.

أرسلنا رسالة بالبريد الإلكتروني إلى إدارة المدرسة الفرنسية ممثلة بمديرها “غ.ج” للاستفسار حول القسم الفرنسي، فأجاب بالنص: “المدرسة معترف بها من قبل الدولة الفرنسية منذ عام 1947 على الأقل، ومنذ ذلك الحين من قبل بعض الحكومات الأجنبية، ضمنها بعض الدول العربية، على حد علمي، تونس (2009)، فلسطين (2021)، والكويت (1967)، على ما أعتقد.. نحن نتفاوض مع الدول العربية أو الجامعات العربية كل حالة على حدة (لبنان، فلسطين، العراق، المغرب، الجزائر.. إلخ)”. لكنه لم يستجب لطلبنا حيال تزويدنا بوثائق تثبت الاعتراف بشهادات المدرسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى