الجزيرة نت ترصد الاستعدادات لإعادة تشغيل مطار دمشق الدولي
مراسلو الجزيرة نت
دمشق- كشف مدير مطار دمشق الدولي أنيس فلوح عن التحديات التي تواجه إدارة المطار في عملية إعادة تشغيله المرتقبة، التي قال إنها قريبة، مشيرا إلى أن التحديات تكمن في البنية التحتية والتجهيزات القديمة المتعبة جدا، لا سيما المساعدات الملاحية، مؤكدا في الوقت نفسه على قدرة المطار على العمل في الوقت الراهن، ولكن بالحد الأدنى.
وزارت الجزيرة نت المطار الواقع شرقي العاصمة السورية دمشق لاستطلاع أوضاعه وخطة تشغيله المرتقبة، لا سيما بعد إعلان إدارة المطار قبل أيام عن تأجيل موعد تشغيله الذي كان مقررا مطلع الشهر الجاري، بغية استكمال إعادة تأهيله.
وقال فلوح، في حديث للجزيرة نت، إن المطار سيعود للعمل في “القريب العاجل” من دون أن يكشف عن موعد محدد.
وأشار إلى أن المطار قد استقبل، خلال الأيام القليلة الماضية، عددا من الرحلات التي كانت تقل وفودا رسمية وصلت إلى سوريا من دول عديدة، إلى جانب استقباله طائرات المساعدات الإنسانية عبر الجسور الجوية التي أطلقتها كل من دولة قطر، والمملكة العربية السعودية، والكويت مؤخرا لمساندة الشعب السوري.
ويترقب سوريون مهاجرون عودة المطارات الدولية في سوريا إلى العمل قريبا لزيارة بلدهم من دون تكبد عناء الهبوط في مطارات دول الجوار السوري، وخوض رحلة برية تمتد لساعات للوصول إلى وجهاتهم التالية، كما كانت الحال قبل سقوط النظام السوري السابق في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
تجهيزات قديمة
وبخصوص الجوانب التشغيلية والحالة الراهنة للبنية التحتية لمطار دمشق الدولي، كشف فلوح عن أن الحظر الذي كان مفروضا على شركات الطيران في البلاد، والعقوبات الدولية المفروضة على النظام المخلوع أدت إلى عرقلة أو تعقيد عمليات الصيانة المطلوبة للبنية التحتية في المطار طيلة سنوات، وإلى تعطيل القدرة على استبدال أو تحديث التجهيزات الأساسية في المطار، بما في ذلك المُساعدات الملاحية وخدمات الإضاءة المتواضعة والقديمة جدا.
وأضاف مدير مطار دمشق الدولي أن المهابط بحالة جيدة، ولكن الرادار ومختلف التجهيزات الملاحية تضررت بسبب الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة التي طالت المطار خلال العامين الماضيين.
وفي سياق الحديث عن الخطة التشغيلية للمطار، أشار فلوح إلى أن الإدارة تقوم في الوقت الراهن بإعادة النظر في خطط العمل كافة في المطار، بما في ذلك خطط الطوارئ، والبرنامج الأمني، والتجهيزات الرئيسية وغيرها من الخطط الأساسية.
وأضاف “قريبا جدا سيعمل المطار، ونحن نسابق الزمن لبلوغ هذا الهدف، ونعمل وفقا لتوجيهات الإدارة الجديدة وبشكل مبدئي على أساس انطلاق المطار في أقرب وقت، أما في مرحلة لاحقة، فسيترافق استئناف عمل المطار مع العمل على تطوير تجهيزاته”.
تحديات
وقال مدير مطار دمشق الدولي “سنجهز المطار لاستقبال الرحلات من جميع الدول التي تُطبق فيها أنظمة الطيران العالمي، حسب المعايير المعتمدة من قبل منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)، وبإمكان أي مسؤول أن يأتي إلى المطار للتفتيش”.
وعن عودة خدمة الشحن الجوي للمطار، قال فلوح إن هناك برنامجا لإعادة إطلاق رحلات الشحن الجوي باستخدام الطائرات الروسية القديمة المتوفرة، لكن لا وجود لجدول زمني لذلك.
كما تحدث فلوح عن خطة لتغيير شامل بما يتعلق بالرسوم الجمركية في المطارات، تدرسه جهات أخرى مع إدارة الطيران المدني.
وكانت جميع الرحلات في مطار دمشق الدولي توقفت في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي على خلفية العمليات العسكرية التي أدت إلى سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
ويوم 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أقلعت أول طائرة مدنية في رحلة داخلية تجريبية، منذ توقف المطارات عن العمل، من مطار دمشق الدولي لتهبط بسلامة في مطار حلب الدولي.
وقال مراسل الجزيرة من دمشق حينها إن المطار سيقتصر على الرحلات الداخلية لمعرفة الطيارين بجغرافية المسارات الجوية داخل سوريا، والتحليق من دون الأجهزة الملاحية، في انتظار استكمال إصلاح هذه الأجهزة واستئناف الرحلات الخارجية.
وتعرض مطار دمشق الدولي، منذ عام 2022، إلى استهدافات إسرائيلية متكررة أسفرت عن أضرار مادية في البنية التحتية للمطار، وأدت إلى خروجه عن الخدمة عدة مرات كان آخرها يوم 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
ويتميز مطار دمشق الدولي بموقع إستراتيجي جعله أحد أهم مراكز الحركة الجوية والشحن في سوريا، بالإضافة لكونه أكبر مطار دولي في البلاد.