سياسة

أبو جاموس: هذا ما كنت أود قوله ومنعني سؤال هل تدين حماس؟

|

اتصلت العديد من وسائل الإعلام الناطقة بالفرنسية بمكتب رامي أبو جاموس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ليسمعوا صوتا من غزة، وحدثهم وقتها عن معاناة الفلسطينيين وعن المجازر والإذلال والمجاعة، وأخبرهم أن غزة جحيم على الأرض، ولكنه لم يستطع قول الكثير مما يريده على بعض القنوات، لأن وقته استنفد للرد على سؤال “هل تدين حماس؟” الذي يكرر عليه.

وقال الصحفي، الذي يكتب مذكراته في موقع “أوريان 21” منذ فبراير/شباط 2024، إن إحدى المشاركات في النقاش، وهي ناشطة في منظمة يهودية، تمكنت من التحدث مطولا واتهمت الفلسطينيين “بالسعي الدائم إلى وضع يوم 7 أكتوبر 2023 في سياق لا علاقة له به” -بحسب رأيها- إذ لم تكن له أي علاقة بالـ75 عاما الماضية، وأبدت حزنها لأن “الأصوات القادمة من غزة”، لا تريد إدانة هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، “خوفا من انتقام” حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ورامي أبو جاموس مؤسس مكتب “غزة برس” الذي يوفر مساعدة وترجمة للصحفيين الغربيين. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، اضطر رامي إلى مغادرة شقته في مدينة غزة بصحبة زوجته بسبب العدوان الإسرائيلي على القطاع.

هل تلوم أخاك أم جارك؟

وقال الصحفي المرشح مع 10 آخرين لجائزة بايو للمراسلين الحربيين -في يومياته على موقع أوريان 21- إنه لا يدافع عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأشار إلى أن السؤال هل ندين حماس، أجاب عنه منذ عقود موشيه ديان، عندما كان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، قبل أن توجد حماس، وهو يتحدث عن مقاتلي المقاومة الفلسطينية المسلحة.

فبالنسبة لديان كان من الطبيعي بالنسبة للأشخاص الذين تم الاستيلاء على أراضيهم أن يسعوا للدفاع عن أنفسهم، وبالتالي إذا طعن أخوك جارك الذي أخذ كل شيء منك، منزلك وحديقتك، ثم حبسك في قطعة أرض صغيرة، وقتل أمك وإخوتك، فهل تلوم أخاك أم تلوم الجار المعتدي؟

وفي الرد الذي كان أبو جاموس يريد أن يقوله للمشاركة ولم يسعفه الوقت في قوله، أبدى استغرابه أن أحدا لم يطلب منها خلال البرنامج إدانة قتل ما يقارب 42 ألف فلسطيني في مجازر الجيش الإسرائيلي، مشيرا إلى التمييز العنصري الذي تمارسه إسرائيل، بحيث يحاكم أي متهم إسرائيلي في محكمة مدنية، ولكن عندما يكون من الأراضي المحتلة، يمر عبر المحكمة العسكرية.

وكان من الرد الذي لم يستطع أبو جاموس قوله، إن الآلاف من الفلسطينيين مسجونون دون محاكمة، وإن إسرائيل هي المحتل وقد سرقت الأرض، ومن يقول ذلك يعد “إرهابيا”.

خطاب مزدوج

ونبه أبو جاموس إلى وجود المراسل السابق لقناة “فرانس 2” في القدس تشارلز إندرلين، وكان مصوره هو الذي صور على الهواء عملية الاغتيال التي قام بها الجيش الإسرائيلي للطفل محمد الدرة، وقد اضطر للدفاع عن نفسه أمام المحكمة ضد النشطاء المؤيدين لإسرائيل الذين اتهموه بفبركة موت الطفل.

وقال إندرلين إن الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة حماس، تنبأ بنهاية إسرائيل عام 2027، وإن كل ما يحدث اليوم هو لأن الناس يريدون تحقيق هذه النبوءة، وتحدث عن تعصب قادة حماس، وكنت -كما يقول أبو جاموس- أود أن أقول له إن نتنياهو يلقي الخطاب نفسه، ولديه خطاب مزدوج، باللغة الإنجليزية موجه للغرب، وآخر بالعبرية يستخدم فيه لغة الكتاب المقدس، ويسمى الفلسطينيين “العماليق” الذين تجب -حسب الكتاب المقدس- إبادتهم.

وأشار أبو جاموس إلى أن لدى تشارلز إندرلين أصدقاء فلسطينيين من المؤكد أنه لا يعتبرهم “إرهابيين”، مضيفا “هل الشخص الذي يروج للكفاح المسلح هو بالضرورة إرهابي؟ كنت أتمنى لو كان لدي الوقت لإجراء هذا الحوار معه أثناء العرض”.

ويتحدث إندرلين عن الرقابة التي تفرضها حركة حماس، “وكان من دواعي سروري -كما يقول أبو جاموس- أن أخبره أن الإصابات والوفيات حقيقية للغاية، وأن الرقابة موجودة في كل الحروب من جميع الجهات، بما في ذلك إسرائيل، حيث يمكن للرقابة العسكرية أن تتحكم في إنتاج الصحفيين في أي وقت، وأنها تفرض رقابة شاملة على تصرفاته في غزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى