هل أطفالنا على المسار الصحيح ؟!
في الحقيقة لا نتوقع أقل من هذه النسبة في هذه السن المبكرة من عمر الطفل، حيث يخضع خضوعاً تاماً لإشراف وسيطرة الوالدين بنمط حياته، لكن المشكلة دائماً تبدأ بعد هذا العمر، وتحديداً عندما يبدأ في امتلاك استقلالية قراراته بالتدريج، ويصبح صاحب الخيار الأول في محلات البقالة والمطاعم، وتكتمل المسألة بتنزيل تطبيقات طلبات المطاعم والبقالة في هاتفه الذكي، ويبدأ الوالدان في الرد على سماعة الباب ليجدوا مندوب التوصيل يسأل عن أبنائهم !
قد يبدو الأمر ساخراً، لكن هذه حقيقة وواقع مع التغيرات المتسارعة في المجتمع، فتربية الأطفال اليوم وتوجيههم نحو المسارات الصحيحة تزداد صعوبة مع تعدد قنوات التأثير الخارجي التي اخترقت أسوار المنزل !
اليوم تشارك وسائل التواصل الاجتماعي وبرامج القنوات المرئية عبر الهواتف الذكية الوالدين في التأثير على الأبناء وتكوين ثقافاتهم وانطباعاتهم عن الحياة، صحيح أن الوالدين يظلان الأقرب للتأثير في الأبناء، لكن المسؤولية أصبحت تتطلب جهداً مبذولاً أكبر وعيناً رقيبة أوسع !
كانت لي تجربة مع أطفالي في الاتفاق على الامتناع عن شرب مشروب الكولا الغازي حتى بلوغهم سن الثامنة عشرة لتأثيره السلبي على نمو العظام، وكانوا ملتزمين بذلك إلى درجة أن معظمهم استمر في عدم شرب الكولا حتى بعد تجاوزه السن المتفق عليها، فقد تحول الأمر لديهم إلى وعي وثقافة صحية !
اليوم عندما أجد أحد الوالدين في مطعم أو مقهى يناول أطفاله الصغار مشروباً مضراً أشعر بالاستفزاز، خاصة عندما يفترض أن يكون الوالدان الشابان المتعلمان أكثر وعياً، بينما يصيبني الحزن عندما أجد أطفالاً بعمر المراهقة يسحبون مشروبات الطاقة من ثلاجات محلات البقالة دون وعي بأضرارها على البالغين فكيف بالمراهقين، مما يدفعني للمطالبة بسن قوانين تمنع بيع هذه المشروبات المضرة للمراهقين !
باختصار.. أطفالنا أمانة في أعناقنا حتى بلوغهم السن التي تسمح لهم باتخاذ قراراتهم المستقلة، ومسؤوليتنا أكبر في بناء ثقافتهم الصحية وتشكيل وعيهم بالحياة حتى وصولهم لهذه السن !