مصادر: الصحفي تايس فرّ من خاطفيه في دمشق قبل احتجازه مجددا
وقال مسؤول أميركي حالي وثلاثة سابقين ومصدر مطلع لرويترز، إن تايس تمكن من الهروب من زنزانته عام 2013، وأعيد اعتقاله.
وحين هرب تايس، شاهده بعض سكان حي المزة في دمشق وهو يتجول في الشارع.
ووفق شخص مطلع على عملية الهروب، فإن تايس دخل منزل عائلة سورية معروفة، لم يكشف عن اسمها لأسباب أمنية.
وأشار مسؤول أميركي حالي وآخر سابق إلى أن تايس أعيد القبض عليه بعد هروبه بفترة وجيزة.
ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن قوات تابعة مباشرة للرئيس السوري السابق بشار الأسد على الأرجح أخذت تايس بعد هروبه.
وذكر أحد الأشخاص المطلعين على عملية الهروب أن تايس ربما جرى نقله جيئة وذهابا بين وكالات مخابرات حكومية مختلفة في السنوات التالية.
وأفاد مسؤول أميركي ومصدر مطلع بأن إدارة الرئيس باراك أوباما تلقت في عام 2016 معلومة أخرى تفيد بأن تايس نُقل إلى مستشفى في دمشق لتلقي العلاج من مرض ما، فيما قد يكون ثاني ظهور معروف لتايس، لكن المسؤولين الأميركيين الحاليين ليسوا متأكدين من هذا التقرير بقدر تأكدهم من هروبه في عام 2013.
وعلى مدى السنوات الماضية، أعربت عائلة تايس التي قادت مساعي العثور عليه عن خيبة أملها من الإدارة الأميركية، قائلة إنها لم تضع إطلاق سراح تايس كأولوية.
ويوم الأحد الماضي، قال الرئيس الأميركي جو بايدن: “نعتقد أنه على قيد الحياة. نعتقد أننا نستطيع إعادته، لكن ليس لدينا دليل مباشر على ذلك حتى الآن”.
وعلى مدى السنوات الاثنتي عشرة الماضية، جمعت الوكالات الأميركية، ومنها مكتب التحقيقات الاتحادي “إف بي آي” ووزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية “سي آي أي” آلاف الأدلة عن تايس، لكن يكاد يكون من المستحيل التحقق من أغلبها.
وفي عام 2019، سافر مسؤولون من إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، من بينهم كاش باتيل، مساعد الرئيس الأميركي ومستشار مكافحة الإرهاب آنذاك، وروجر كارستينز، المبعوث الخاص لشؤون الرهائن، إلى دمشق للقاء مسؤولين سوريين بشأن تايس.
وحسبما قال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون فإن الحكومة السورية رفضت تقديم أدلة على حياة تايس وطالبت الولايات المتحدة بالتراجع عن سياستها تجاه سوريا وسحب القوات الأميركية من البلاد مقابل تدشين مفاوضات بشأن تايس.
وأبقت إدارة بايدن على الاتصال بالحكومة السورية منذ ذلك الحين، لكن مسؤولي الأسد لم يكونوا على استعداد للتفاوض حتى توافق الولايات المتحدة على مطالبهم.
وفي الأسبوع الماضي، سافر كارستنز، المبعوث الخاص لشؤون الرهائن، إلى بيروت لتنسيق البحث عن تايس.
وهناك مسؤولون آخرون في المنطقة، من بينهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، وباربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، يعملون على ملف تايس.
وأطلقت المعارضة المسلحة، بقيادة هيئة تحرير الشام، سراح آلاف الأشخاص من السجون في دمشق منذ الإطاحة بنظام الأسد في مطلع الأسبوع الماضي، لكن لم يتم العثور على تايس حتى الآن.
وصرّح مسؤول أميركي بأنه “لا توجد معلومات جديرة بالثقة حول مكان وجوده (تايس) كما لا توجد أدلة واضحة على وفاته”.
وبعد مرور نحو أسبوع على الإطاحة بالأسد، يخشى بعض المسؤولين الأميركيين أن يكون تايس قد قُتل في جولة ضربات جوية إسرائيلية وقعت في الآونة الأخيرة.
ويخشى مسؤولون أيضا أن تايس، إذا كان محتجزا تحت الأرض في زنزانة، لربما افتقر إلى الهواء الصالح للتنفس، لأن قوات الأسد قطعت الكهرباء عن سجون كثيرة في دمشق قبل فرار الرئيس.