محللون: ليس من السهل على الاحتلال فصل الجبهات
رجح محللون سياسيون أن يفشل المخطط الإسرائيلي بفصل الجبهة اللبنانية عن قطاع غزة، وتحييد حزب الله اللبناني ومنع دعمه للمقاومة الفلسطينية في غزة، وقال بعضهم إن الدعم ربما سيستمر بطرق وآليات أخرى.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الثلاثاء أن المجلس الوزاري الأمني المصغر صدّق على اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، وأوضح -في كلمة له عقب انتهاء اجتماع للمجلس- أن أسباب وقف إطلاق النار هي “التركيز على تهديد إيران وإنعاش الجيش وعزل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفصل الساحات العسكرية”.
وحسب الكاتب والباحث السياسي، هادي قبيسي، فإن الطموح الإسرائيلي في مسألة الفصل بين جبهات المقاومة لن يتحقق، واستدل على كلامه بإعلان المستوطنين الإسرائيليين رفضهم العودة إلى منازلهم في الشمال، ومطالبتهم بوجود لقوات إسرائيلية داخل جنوب لبنان ومنطقة عازلة.
ومن جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي، أحمد الحيلة أن فصل الجبهات سيتحقق عمليا بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي، لكن لا يعني ذلك أن حزب الله سيتخلى عن المقاومة الفلسطينية في غزة، وربما سيدعمها بطرق وآليات أخرى.
وأوضح أنه ليس من السهل أن تستفرد إسرائيل بقطاع غزة،”لأن فترة الـ60 يوما قد تحمل من الألغام مع لبنان وحزب الله ما لا يمكن احتسابه الآن”، وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي تعوّد في الاتفاقيات السياسية أن يأخذ ما يريد ولا يلتزم بما يريد الطرف الآخر.
ويذكر أن محمود قماطي نائب رئيس المجلس السياسي للحزب قال -في لقاء مع الجزيرة- “نشكك بالتزام نتنياهو ولن نسمح له بتمرير فخ بالاتفاق”.
وفي تقدير الحيلة، فإن الاتفاق مع لبنان هو اتفاق أميركي بالأساس، وهناك اتفاق بين إدارة الرئيس الحالي جو بايدن وإدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب بضرورة وقف الحرب على لبنان، وبالتالي إغلاق ملف لبنان بمواصفات القرار 1701 بوجود ضمانات حقيقية لتنفيذه.
وبعد تحييد حزب الله في فترة الـ60 يوما لحين وصول ترامب إلى البيت الأبيض، حيث يتم الانتقال وممارسة الضغط الحقيقي على قطاع غزة، وحسم المعركة داخل القطاع، وقال إن الملف الثالث سيكون إعادة ترتيب الشرق الأوسط بوجود إسرائيل فيه، وملف إيران.
تحديات تواجه الجيش اللبناني
وبحسب المسودة التي عززتها تصريحات صادرة عن الجانبين اللبناني والإسرائيلي، سيتم الذهاب صوب فترة انتقالية تمتد 60 يوما تنسحب خلالها القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني على أن تحل قوات تابعة للجيش اللبناني محلها.
كما يقضي الاتفاق بأن يقوم حزب الله بنقل أسلحته الثقيلة إلى شمال نهر الليطاني لضمان تطبيق هذه التفاهمات، وسيعهَد إلى لجنة رقابة دولية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية متابعة تنفيذ الاتفاق ومعالجة الانتهاكات التي قد تقع من هذا الطرف أو ذاك.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي الحيلة إن دخول الولايات المتحدة كطرف سيسبب حرجا وضغطا على الدولة اللبنانية وعلى حزب الله، ما يعني أن ضمانات التنفيذ صارت أكثر لصالح إسرائيل.
ومن جهته، أكد الخبير العسكري والإستراتيجي، العميد إلياس حنا -في حديثه ضمن وقفة مسار الأحداث- أن هناك تحديات تواجه الجيش اللبناني في المرحلة القادمة، تتعلق خصوصا بكيفية التعامل مع حزب الله إذا رفض بنودا معينة.
وقال أيضا إن التحدي الأكبر سيكون في مرحلة ما بعد انتشار الجيش، وأن يفرض على الاحتلال الإسرائيلي الانسحاب من المناطق التي احتلها في جنوب لبنان، وقواعد الاشتباك في المرحلة القادمة، وتساءل الخبير العسكري والإستراتيجي “هل هناك ورقة سرية أميركية تقول إنه في حال رصدت إسرائيل أي تحرك معين يمكنها التدخل؟”، وأعرب عن اعتقاده أن الولايات المتحدة سيكون لها دور أساسي.
ومن جهته، تساءل الكاتب المتخصص بالشؤون الإسرائيلية، إيهاب جبارين قائلا، هل مهمة اللجنة التي أوكلت لها متابعة الاتفاق: مراقبة الحدود أم ترسيم الحدود الداخلية والسياسية في لبنان؟
ومن جهة أخرى، رأى الكاتب والباحث السياسي، هادي قبيسي في مداخلته ضمن وقفة “مسار الأحداث” أن المقاومة في لبنان تعرضت لضربات، لكنها خاضت حربا غير مسبوقة في تاريخها، ولديها الآن خبرة جديدة وقيادات عسكرية جديدة لا تعرف إسرائيل كيف تفكر.