خفة دم تنتهي بجريمة.. كيف حول طلاب مصريون ترند المعلمين لكارثة؟
أثار قيام طلاب مصريين بإشعال النار في معلمتهم، ضمن ما عرف بـ”ترند المدرسين” حالة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تحولت لفتة كان الهدف منها التعبير عن الامتنان للمعلمين إلى مشهد صادم.
وظهر “ترند المعلمين” في الوطن العربي كتعبير لطيف عن تقدير الطلاب لدور معلميهم، حيث كان التلاميذ يُفاجِئون أساتذتهم بتقديم الحلوى والشوكولاتة والهدايا الصغيرة خلال الحصص الدراسية، وانتشرت في إطاره مقاطع فيديو مؤثرة لمعلمين يبكون فرحا بهذه اللفتة الإنسانية.
لكن عند وصول هذا الترند إلى مصر، أخذ منحى مختلفا بفعل خفة الدم المعهودة لدى المصريين، حيث أهدى الطلاب المعلمين هدايا غير مألوفة، مثل الدواجن والبيض والأدوات المنزلية، مما أضفى طابعا فكاهيا على الظاهرة.
بيد أن هذا المزاح تحول إلى كارثة، عندما نشر طلاب في مركز أبو حماد بمحافظة الشرقية مقطع فيديو وهم يشعلون النار في معلمتهم أثناء درس خصوصي، وسط ضحكات بعضهم وتشجيع آخرين.
غضب واسع
وانتشر المقطع كالنار في الهشيم، وتسبب في حالة من الصدمة والغضب بمنصات التواصل، رصد برنامج “شبكات” (2025/1/5) جانبا منها، ومن ذلك ما كتبته أماني أحمد “عيال قليلة الأدب ومفيش أهل تربي ولا تعلم الصح من الغلط ولا احترام الكبير وخصوصا إنهم عاملنها قصد”.
أما سماح فياض، فعلقت بغضب: “الغريب الإحساس الذي انعدم عند الطلبة.. يعني الست بتولع قدامهم والبنات بتضحك والبنين بيقولوا ولع فيها يا بني.. إيه الرعب ده!!! الجيل اللي جاي فعلا يخوف”.
بينما قال عبد الله الحسيني: “تحويل حالة الاحترام والهيبة التي بين الطالب ومعلمه إلى حالة تهريج، والأب والأم يدفعوا، والعيل يروح يتمرقع ويهزر، والمدرس يقبض آخر الشهر.. وأهي ماشية”.
وكتب محمد أبو مسلم: “المفروض التربية الأول وبعدين التعليم.. وده الذي وصلنا لكدة وأكتر، لأن المعلم دلوقتي أهم حاجة عنده البزنس وليس التربية والتعليم”.
في حين علق نواف دهمان: “موضوع جلب هدایا للمعلم أمر مرفوض تربویا، وتجعل بعض الطلبة محرجين، وإحدی نتائج هذا التصرف الخاطئ ما حدث من إيذاء متعمد للأستاذة والتقليل من مكانتها”.
ومع تصاعد الغضب، طالب ناشطون بمراجعة سلوكيات التلاميذ في المدارس وفرض عقوبات رادعة على المتورطين في مثل هذه الحوادث، مما دفع الإدارة التعليمية في مركز أبو حماد بمحافظة الشرقية للتأكيد على أن حالة المعلمة مستقرة، وأنها بدأت تحقيقا عاجلا في الواقعة.
وعلى إثر التحقيق، أعلن وكيل أول وزارة التربية والتعليم بمحافظة الشرقية، محمد رمضان، عن عقوبة طالت المعلمة نفسها، بخصم 15 يوما من راتبها، بتهمة إعطاء درس خصوصي دون تصريح، في مخالفة للوائح والقوانين.
5/1/2025–|آخر تحديث: 5/1/202508:16 م (بتوقيت مكة المكرمة)