جاء هذا التطور بالتزامن مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن رصد عدد كبير من الصواريخ أُطلقت من لبنان، ما أدى إلى دوي صافرات الإنذار في شمال ووسط إسرائيل ورد إسرائيلي مكثف على مواقع في الضاحية الجنوبية لبيروت، استهدف مناطق محددة بزعم احتوائها على مخازن أسلحة ومراكز قيادة تابعة لحزب الله.
موقف إسرائيل من التصعيد
خلال “التاسعة” على “سكاي نيوز عربية”، استعرض الكاتب والباحث السياسي إيلي نيسان تطورات الموقف الإسرائيلي، حيث أوضح أن إسرائيل تسعى لوقف قدرات حزب الله في الجنوب اللبناني، مشيرًا إلى أن تصريحات وزير الدفاع الجديد، إسرائيل كاتس، أسيء تفسيرها حين تحدث عن تجريد حزب الله من أسلحته في الجنوب فقط وليس في كل لبنان.
وشدد نيسان على أن إسرائيل تهدف إلى منع إطلاق قذائف الهاون والصواريخ على المناطق الإسرائيلية القريبة.
غارات إسرائيلية وردود فعل دولية
وتركزت الغارات الإسرائيلية على مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت، بما في ذلك منطقة الغبيري، وأدت إلى مقتل مدنيين، بينهم نازحون إثر غارة استهدفت مبنى في منطقة عربون.
في السياق ذاته، أكد نيسان أن إسرائيل تواصل جهودها الدبلوماسية مع قوى دولية، مثل روسيا، لضمان منع وصول الأسلحة لحزب الله عبر سوريا، مشيرًا إلى أن التصعيد العسكري الحالي قد يعقد مسار أي مفاوضات لوقف إطلاق النار.
تأثير التصعيد على المدنيين والوضع الإقليمي
وسلطت “التاسعة” الضوء على تداعيات التصعيد على المدنيين اللبنانيين، الذين يعانون من آثار الغارات الإسرائيلية المكثفة، بينما أكدت إسرائيل أنها تستهدف مواقع عسكرية لحزب الله وتوجه تحذيرات مسبقة للمدنيين في مناطق القصف.
في المقابل، يواصل حزب الله التهديد باستهداف العمق الإسرائيلي، مما يزيد من حالة التوتر ويصعب الوصول إلى تهدئة.
إمكانية التوصل إلى تهدئة
وناقشت سكاي نيوز عربية من خلال “التاسعة” احتمالية التوصل إلى تهدئة في ظل التصعيد المستمر، حيث أشار إيلي نيسان إلى أن إسرائيل قد تكون مستعدة لوقف العمليات العسكرية إذا ضُمنت شروطها، ومنها تجريد حزب الله من أسلحته في الجنوب وتعزيز دور القوات الأممية في المنطقة.
واعتبر أن أي اتفاق يجب أن يضمن تطبيق بنوده بشكل صارم، مع إمكانية الرد على أي خروقات، وهو ما يعكس التوتر المعقد على الساحة الإقليمية.
موقع أكسيوس كان قد نقل عن المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكستين قوله، إن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان قريبا، مبديا تفاؤله بنجاح الجهود الدبلوماسية.
وقد التقى هوكستين في وقت سابق، في البيت الأبيض مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر الذي قدم موقف إسرائيل المحدث بشأن اقتراح وقف إطلاق النار المطروح حالياً على طاولة المفاوضات، وفق ما نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر كان قد تحدث عن إحراز تقدم بشأن وقف إطلاق النار في لبنان..
المطالب الإسرائيلية
- المطالب الإسرائيلية لتحقيق اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، لا تبدو في جميعها سهلة التنفيذ لذا تستمر المشاورات بغية التلاقي في الوسط.
- وبحسب تقارير إسرائيلية، تطلب تل أبيب إشرافا دوليا على تنفيذ بنود الاتفاق وإدخال مراقبين أميركيين ومن دول أخرى.
- وكذلك تصر على الاحتفاظ بحق التدخل وشن هجمات ضد حزب الله إذا لمست أي تهديد ضدها.
- ومن المطالب المقترحة أيضا وجود ضمانات من واشنطن وموسكو بمنع إعادة تسليح حزب الله ووضع نقاط تفتيش لمنع مرور السلاح.
- وتقول هيئة البث الإسرائيلية، إن إحدى نقاط الخلاف تتمحور حول سرعة انتشار الجيش اللبناني في الجنوب وإبعاد حزب الله جنوب نهر الليطاني وتفكيك قدراته العسكرية هناك.
وفي خضم هذا التصعيد، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، إن أولوية بلاده هي وقف الهجمات الإسرائيلية والمجازر الجماعية.
وقال ميقاتي خلال لقائه مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن أولوية الحل السلمي تكون على قاعدة تطبيق القرار ألف وسبعمئة وواحد وإلزام الجيش الإسرائيلي بتطبيقه كاملا.
وأكد أن لبنان يرفض أي شروط تشكل تجاوزا للقرار ألف وسبعمئة وواحد، مشددا على تعزيز وجود الجيش في الجنوب بالتعاون مع قوات اليونيفيل.
من جهته، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي رفض القاهرة ربط اختيار رئيس للبنان بوقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن زيارته تمثل رسالة دعم وتضامن مع الشعب اللبناني.
