منوعات

مواقع التواصل والمسؤولية الاجتماعية

تعتبر مواقع التواصل أكثر سهولة وسرعة في انتشار الشائعات، نظراً لأنها متاحة للجميع، وتسهل الانتشار والظهور بأكثر من صورة، حيث أصبحت مرتعاً ومكاناً لكل ما هو سطحي ومتواضع، ودون تعميم، فإن هذه المواقع بات لها نجوم ومشاهير، تدهش فعلاً من تواضع ثقافتهم وتدني معارفهم، ولكن عندما تحاول فهم كل هذا الاحتفاء، تجد أن السبب هو المواضيع البسيطة والسطحية والاستهلاكية التي يتحدثون عنها، والذي يحدث اليوم، هو استغلال تام لهذه الجماهير في ترويج قيم الاستهلاك، والخطر هو الترويج للابتذال على حساب القيم والمبادئ، ومع أنني مؤمنة تماماً أن مثل هذه الظاهرة طبيعية، إلا أن تناميها واعتقاد البعض أن الخروج عن التقاليد والقيم والمبادئ القويمة، هي السبيل والطريق الأمثل لتحقيق الشهرة على هذه المواقع، فتزايد الابتذال، ومعها تظهر بين وقت وآخر جرائم إلكترونية مؤلمة.

لذلك، تقع مسؤولية كبيرة على كافة المؤسسات الاجتماعية، ابتداءً من الأسرة، في بذل المزيد من التوعية والتوجيه والتذكير لكافة أفراد المجتمع، بكيفية المحافظة على ثرواته ومنجزاته، أدرك تماماً أن القوانين تقف دوماً رادعة لمثل هذه التجاوزات، لكنني أتمنى أن نشاهد مبادرات وأفكاراً تستهدف تثقيف المجتمعات حول هذه الظاهرة، وكيف يمكن أن تكون سبباً في تغذية المراهقين واليافعين لأفكار غير صحيحة، في مواجهة مثل هذه الظاهرة، يمكن أن تسهم الكثير من الحسابات الشهيرة على مثل هذه الحسابات، الحسابات التي عرف عنها الوطنية، وبث معلومات ومواد مفيدة، تنمي المعارف، وتأخذ على عاتقها الوقوف في خدمة مجتمعاتها، أقول بأن مبادرة عامة وشاملة، تنطلق من هذه المواقع، يمكن أن تعيد التوازن والمنطقية لهذا الفضاء المعلوماتي، ويبقى الدور الأهم مناطاً بكل أسرة في توعية أطفالهم، وتزويدهم بالمعلومات التي تبقيهم على مسافة آمنة من الوقوع تحت تأثير الاستهلاك الذي يبث على هذه المواقع.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى