منوعات

ليست مجرد تنبيهات!

من المعروف أن التحذيرات التي تصدرها الجهات الرسمية للمواطنين عند السفر لا تأتي من الفراغ، ولا يجوز التعامل معها بعدم اهتمام من قبل الجمهور، لأن الهدف في النهاية هو المصلحة العامة، لذلك فعدم الجدية أو التحايل على هذه التحذيرات يمكن أن يقود إلى ما لا تحمد عقباه، وساعتها لا ينفع الندم.

إن جميع دول العالم الحريصة على حياة وأمان مواطنيها في الخارج تعمل على تحديث المعلومات المتعلقة بالأماكن والدول التي يفترض تجنب السفر إليها أو الأماكن التي من المفترض الابتعاد عنها في حالات التوترات والنزاعات وانعدام الأمان، وهو أمر يستدعي من المواطنين الاستجابة الفورية، لأن كلفة التجاهل عالية جداً!

نحن في عالم يموج بالاضطرابات والفوضى التي طالت كل شيء، المناخ، الاقتصاد، السياسة، أوضاع المعيشة، السياحة، الفكر والقيم والمعتقدات.. ما نتج عنه في المقابل فوضى موازية في شوارع الكثير من الدول، إضافة لاختلال مستويات الاستقرار الاقتصادي والمعيشة، وصولاً لأزمات المناخ.

وإن ما نتابعه ونراه من الاعتداءات والسرقات والمشاهد المروعة في شوارع دول أوروبية كانت مثالاً للتمدن والاستقرار، دليل على أن العالم لا يتمتع بالأمان الذي نتصوره.

علينا أن نفكر بعقلانية شديدة، لأن الاستمرار في سلوكيات مستفزة بالنسبة للآخرين لم يعد مقبولاً أو مسموحاً به، بل ودخل منطقة الخطر، السفر بهدف الاستعراض، وإبراز الممتلكات الشخصية التي يتجاوز ثمنها آلاف الدولارات، والتنقل بسيارات فارهة، وحمل حقائب وأمتعة باهظة في القطارات وسيارات الأجرة..

لقد آن وقت مراجعة هذه السلوكيات التي تعرض أصحابها للخطر، خاصة أن نتائجها تجاوزت الكراهية والنظر إلينا بازدراء، لقد وصلنا لظاهرة الاعتداء المباشر على الحياة، وفي الشوارع العامة وأمام أنظار المارة دون أن يبادر أحد لتقديم المساعدة!

تواجه أوروبا اليوم، العديد من الدعوات المتطرفة لطرد المهاجرين، وعدم استقبال لاجئين عرب ومسلمين، وهناك اتهامات توجهها جماعات عديدة لحكوماتها بأنها تريد تقديم نفسها بصورة متحضرة على حساب دافعي الضرائب التي تذهب لإعاشة هؤلاء اللاجئين، وهذه كلها توجهات تفجر أعمالاً عدائية ظلت أوروبا تتجنبها لسنوات طويلة، لكن للأسف لا شيء يبقى على حاله أبداً!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى