منوعات

في مواجهة التطرف!

عادة ما تُحمل مصطلحات كاليمين المتطرف واليسار المتطرف على العمل والفكر السياسي أكثر من أي مجال آخر، لكن من الواضح أنه لم يعد هناك ثبات في أي شيء، وأن القواميس اختلطت كما اختلطت المفاهيم والمصطلحات، وما عاد هناك اتجاه يخص السياسة أو الفن فقط، وأن اليمين احتل الفن كما احتل السياسة سابقاً، وها نحن اليوم نرى اليمينيين يحتلون واجهات الرياضة والفكر والثقافة والدين و… أما السياسة فحدث ولا حرج!

الولايات المتحدة، التي لطالما قدمت نفسها بعد الحرب العالمية الثانية باعتبارها قلعة العالم الحصينة الحامية لفكرة الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان، متبرئة قدر ما تستطيع وعبر كل القنوات من تاريخها العنصري ضد السود والأقليات والمرأة… نراها في هذه الأيام تخطو بقوة نحو أفكار اليمين المتطرف، مناصرة كل ما له علاقة بالعنصرية والاستبداد والتطهير العرقي ضد الفلسطينيين، كما يعود صوت التطرف لينافس بشراسة لحكم الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة!

لقد كانت الرياضة دائماً المجال الذي تنافس فيه الجميع بمنطق التكافؤ والأخلاق بعيداً عن العنصرية والتطرف اللذين لا يتسقان مع الأخلاق الرياضية، لكننا اليوم نشهد تطرفاً وعنصرية من نوع آخر كريه يغزو لغة الرياضة والرياضيين من منطلق احتقار الآخر والاستقواء عليه، ويقود هذا شخصيات من عالم الرياضة والإعلام والسياسة للأسف الشديد!

حتى أكثر المعلقين والنقاد الرياضيين ديمقراطية كانوا ضد تلك الصور المتطرفة التي حشرت في حفل افتتاح أولمبياد باريس، والتي قدمها أشخاص أعلنوا صراحة عن هويات وانتماءات جنسية وفكرية شاذة ومنحرفة، دون أن ننسى كيف شجعت ووقفت أوروبا بأكملها وراء التعدي السافر على شخص ورمزية النبي محمد عليه الصلاة والسلام، الذي يمثل ملياري مسلم في العالم، عبر الرسومات المسيئة في عدد من الصحف هناك.. وغير ذلك كثير ومستمر!

المسألة ليست في أن ندافع عن أفكار الحريات والحقوق في أوروبا وأمريكا، أو أن نستعرض أفكار بعض رموز المعتدلين واليسار هناك، أو فيمن يقول بأن أوروبا دول مؤسسات، وأن القانون فوق الجميع، المسألة الأخطر هي أن القانون يحمي هذا التطرف باعتباره حرية، والأخطر أن العالم لم يعد متفقاً على تعريف الحق والحرية!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى