منوعات

دولة الإمارات.. أفقٌ وإنجازات

كل بناء مادي أو معنوي ينهض على قواعد متينة سيظل يحتفظ بعناصر التماسك والمتانة مهما تغيّرت الظروف والمستجدات، وهذه الدولة، دولة الإمارات العربية المتحدة قد نشأت على أقوى القواعد منذ وضع القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيّان، طيب الله ثراه، والقادة الشجعان الذين التفّوا حوله أسسَ بناء الدولة على النزاهة والشفافية والعدالة وتحمّل المسؤولية وتحقيق الأمن والرفاه الاقتصادي والسِّلْم الاجتماعي، وما تفرضه هذه الأهداف والمطالب من تخطيط ومتابعة وتنفيذ تُشكل في مجموعها مسيرة الدولة نحو تنمية حقيقية نلمس آثارها في تحقيق الرفاه الاجتماعي والاستقرار الوطني والتقدم العلمي والتطور الاقتصادي والثقافي، وهو ما نلمسه واقعاً متحقّقاً في حياة هذا الوطن ومسيرته التي جعلت منه دولة متحضّرة مرموقة بعين التقدير والاحترام بين جميع الأمم والشعوب.

في هذا السياق من الثقة بمسيرة الدولة والتعبير عن السعادة بالمنجزات الوطنية، نشر صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبيّ، رعاه الله، تغريدة ثمينة مفعمة بمشاعر البشارة والأمل حين تحدث عن المنجزات الاقتصادية للدولة حيث تسارعت وتيرتها عما كان متوقّعاً، وتمّ تحقيق معدّلات نموّ في الصادرات مع فتح أسواق جديدة أمام الصادرات الإماراتية بما يؤكد نجاح القيادة وفرق العمل في القطاعين العام والخاص في تحقيق الأهداف ضمن سقف أعلى من سقف التوقعات ولا سيّما في ظروف اقتصادية صعبة تزداد فيها الشكوى من الركود بسبب عوامل كثيرة يأتي في طليعتها ما تشهده كثير من الدول من الحروب والنزاعات التي تقف حجر عثرة أمام التنمية الاقتصادية، وتعمل على إبطاء النمو الاقتصادي بما ينعكس سلباً على مسيرة الحياة وإيقاع التنمية المستدامة.

«قبل عدة سنوات أعلنّا أهدافنا الاقتصادية الوطنية، وأعلنّا أنّ مستهدف تجارتنا الخارجيّة للعام 2031 هو 4 تريليونات درهم سنويّاً، هدفٌ كان يُمثّل تحدّياً كبيراً في وقتها» بهذه الكلمات الهادئة التي تسترجع لحظة مليئة بالتحديات حين كانت خطّة الدولة تحقيق دخل وطني من التجارة يبلغ 4 تريليونات وهو رقم في غاية الضخامة ويُشكّل بحسب عبارة صاحب السموّ تحديّاً حقيقيّاً الذي كان وما زال وسيبقى مكوّناً أساسيّاً في تفكير قادة الدولة، فهذه الدولة تعشق التحديات بل إنّ التحديات هي سبب الإبداع والإنجاز، لأنّ العيش في مدار التحدي يعني استنفار الطاقات والدفع بها نحو العمل وتحقيق الأهداف.

بعد ذلك تحدّث صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد عن القفزة النوعية في حجم الصادرات التجارية حين أعلن عن ورود أخبار تحمل أرقاماً ذات دلالة إيجابية على حجم النموّ الاقتصادي، فقد بلغت صادرات النصف الأول من هذا العام 2024 حجم ما كانت تصدره الإمارات خلال عام كامل قبل جائحة كورونا عام 2019 م، وحقّق الميزان التجاري نموّاً متميّزاً بلغ 1.4 تريليون بزيادة في النمو تصل إلى 25 بالمئة للصادرات غير النفطية، لأنّ هدف الدولة الأكبر هو تحقيق الوفر الأكبر من غير الصادرات النفطية، وهذا يعني تحديد هدف يقوم في جوهره على التحدي وذلك بتحقيق 3 تريليونات درهم تجارة خارجية غير نفطية في الأشهر الستة الباقية من هذا العام.

إنّ هذا النموّ المتميّز في حجم الصادرات والتجارة الخارجية لم يكن له أن يتحقق لولا السياسة الحكيمة للقيادة، حيث نجحت في خلق فرص اقتصادية جديدة لصادرات الوطن غير النفطية وذلك حين ترسخت العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وبين بعض الدول النامية حيث ازداد حجم التجارة مع العراق بواقع 41 % بحيث أصبح هو الوجهة الأولى للصادرات الإماراتية، كما ارتفع الميزان التجاري مع تركيا بنسبة 15 % يليها ارتفاع ملموسٌ أيضاً في حجم التجارة مع الهند بلغ 10 % مما يشير إلى الثقة الراسخة بالمنتج الإماراتي الذي ينافس على المستوى العالمي ويحظى بهذا النمط المتميز من الثقة.

وفي موازنة بين معدّل النمو العالمي في التجارة الخارجية يؤكّد صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد أنّ هناك فارقاً كبيراً مقارنة بمعدل النموّ في الإمارات، ففي حين بلغ معدّل النموّ العالمي 1.5 % كان حجم النموّ في التجارة الخارجية للإمارات هو 11.2 % وهذا مؤشّرٌ بالغ الأهمية والدلالة يؤكد التنامي المتسارع لمعدل النمو في الوطن نحو تحقيق الأهداف والمستهدفات.

ثم ختم صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد هذه التغريدة البديعة بالشكر لله تعالى على هذا التوفيق الذي نراه في مسيرة الوطن، ثم الإشادة بالمتابعة الحثيثة من لدن صاحب السموّ الشيخ محمّد بن زايد آل نهيّان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي نجح نجاحاً منقطع النظير في بناء شبكة من العلاقات الاقتصادية والتجارية مع العديد من الدول مما أتاح للدولة تحقيق مثل هذه النتائج الباهرة في مسيرتها الاقتصادية، كما لم يغفل صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد عن شكر فرق العمل في القطاعين الحكومي والخاص الذين يبذلون جهوداً مشكورة في بناء الوطن وتسريع وتيرة التنمية، ليظلّ هذا الوطن نموذجاً يُحتذى به في النموّ والازدهار وتحقيق الوفر والرفاه.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى