منوعات

دور محوري للذكاء الاصطناعي في تحويل مشهد التنقل الحضري

يعيد انتشار المدن الذكية تشكيل مشهد الحياة الحضرية في الوقت الذي يواصل به التقدم التكنولوجي تحويل كيفية تنقل السكان وتفاعلهم مع بيئاتهم.

ويحدث هذا التحول بسرعة مذهلة في الشرق الأوسط، خصوصاً مع استثمار المنطقة بصورة كبيرة في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتطورة لدعم توسع مشاريع المدن الذكية. وتعمل هذه التطورات على تسهيل حياة السكان وتحويل مشهد التنقل الحضري والارتقاء به إلى مستويات غير مسبوقة.

فمن جهة، يساهم دمج التقنيات المتقدمة وإنترنت الأشياء عند تخطيط المدن في تعزيز كفاءة التنقل وجعل الطرق أكثر أماناً. ومن جهة أخرى، يساهم هذا الدمج بوضع أسس متينة للابتكارات المستقبلية التي تستمر في إعادة صياغة الطرق التي نتنقل بها عبر المدن.

وخلال عام 2023، أطلقت دبي أكثر من 50 مبادرة استراتيجية لتعزيز السلامة على الطرق من خلال التحكم في حركة المرور، هندسة الطرق والمركبات والتوعية المرورية. وقد تم تصميم هذه التدابير وتنفيذها للحد من حوادث الطرق وتحسين السلامة العامة.

ويعتبر دمج الذكاء الاصطناعي في إطار السلامة على الطرق أحد الجوانب المهمة لهذه الجهود، حيث يساعد في التنبؤ بالمخاطر المحتملة ومعالجتها قبل تفاقمها، وتتيح التحليلات التنبؤية توقع حوادث المرور والظروف الجوية الخطرة وغيرها من مخاوف السلامة، مما يسمح باتخاذ تدابير استباقية فاعلة.

وبالإضافة إلى هذه المبادرات التي تغطي دبي بأكملها، تساهم الابتكارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في مجال تطبيقات طلب السيارات في تحقيق طموحات السلامة على الطرق في دولة الإمارات، حيث تسخر هذه الابتكارات نظام تحديد المواقع العالمي لمراقبة سرعات السائقين في الوقت الفعلي، وإصدار إشعارات لهم عند الضرورة.

ونظراً لأن هذه الأنظمة حساسة للحركات المفاجئة أو القوية مثل الضغط الشديد على المكابح، فهي تنبه السائقين على الفور عند استشعار هذه التقلبات، وتقوم بإلغاء الوصول إلى الخدمة بعد تكرار الانتهاكات.

وتبرز أهمية وتأثير الذكاء الاصطناعي على التنقل الحضري بشكل خاص لقدرته على تحسين المسار في الوقت الفعلي، في الوقت الذي تعجز فيه الأساليب التقليدية عن التعامل مع طبيعة المدن الحديثة، حيث تؤثر أنماط المرور المتقلبة وإجراءات إغلاق الطرق وظروف الطقس غير المتوقعة على خطط التنقل والحركة وتعطلها في كثير من الأحيان.

ويتغلب الذكاء الاصطناعي على هذه التحديات باستخدام التعلم الآلي والخوارزميات المتقدمة لمعالجة كميات هائلة من البيانات على الفور، واختيار المسارات الأكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة.

وبلغت قيمة سوق برامج تحسين المسارات 5.69 مليارات دولار في 2022، ومن المتوقع أن ينمو السوق بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 14.1% حتى عام 2030، مما يسلط الضوء على الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي لتحسين مسارات التنقل.

تعمل هذه التكنولوجيا على تقليص وقت التنقل وتقليل استهلاك الوقود، وهو ما يعتبر ميزة كبيرة في مناطق مثل دول مجلس التعاون الخليجي، حيث يشكل الازدحام المروري مصدر قلق كبيراً.

كذلك يعتمد النقل التشاركي غالباً على حلول رسم الخرائط التي تصممها جهات خارجية للتخطيط الفعال للمسار، حيث تركز «يانغو» على تخصيص هذه التقنيات لتلبية الاحتياجات المحددة لكل منطقة، حيث تساهم هذه الأنظمة في ضمان التوجيه الدقيق والتتبع في الوقت الفعلي لتغيرات المسار.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى