منوعات

تعليمات الأمن والسلامة

هذه الحكاية حصلت مؤخراً على إحدى شركات الطيران الصينية: تقدمت إحدى المضيفات من سيدة صينية تجلس في مقاعد الدرجة الاقتصادية، طالبة منها وضع حقيبة يدها أسفل المقعد، إلا أن الراكبة رفضت إلا أن تكون حقيبتها الفاخرة من ماركة «لوي فويتون» بجانبها، ما أدى إلى إثارة جدل مع الراكبة تسبب في تأخير الرحلة ساعة، وتم استدعاء الشرطة وإنزالها من الطائرة!

جميعنا سافرنا بالطائرات، وتنقلنا بين مختلف الدرجات فيها، وكانت لدينا أمتعة مختلفة المستوى، لكننا كنا نعلم أن هناك تعليمات إلزامية توجه لجميع الركاب الذين عليهم الالتزام دون نقاش، أما أن يكسر الراكب قانوناً إجبارياً فإن تصرف قائد الطائرة الصينية سليم تماماً، وعلى الراكبة أن تتحمل نتيجة قرارها بأن ترى حقيبتها الفاخرة أهم من حياتها، ومن القانون، ومن الرحلة التي كانت تهم بها!

إن تعليمات كوضع الحقائب أسفل المقاعد أو في الكبائن العلوية، إضافة لتعديل مقعد الطائرة في الوضع العمودي، وفتح نوافذ الطائرة، وإغلاق الطاولات الأمامية.. إلخ، هي في حقيقتها قانون إجباري من قبل اتحاد الطيران الدولي، سببه ضمان سلامة وحياة الركاب في حالة حدوث أي حادث للطائرة يتطلب إخلاء سريعاً أو إنزالاً اضطرارياً للركاب.

إدارات الطيران قامت بإجراء تجارب على حوادث طيران وهمية لقياس الزمن الذي تحتاجه عمليات الإخلاء والإنقاذ، والأمور التي يمكن أن تعرقل هذه العمليات، إضافة لوضعيات الكراسي ووجود أمتعة صلبة قد تؤدي إلى ارتطامات بالرأس أو الجسد تتسبب في إصابات قاتلة!

الغريب أن هناك كثيرين مثل تلك الراكبة، الذين يسافرون لاستعراض مقتنياتهم الشخصية أمام بقية الركاب، معتقدين أن حمل حقيبة بقيمة 5000 دولار قد يكون مبرراً لتجاوز إجراءات الأمن والسلامة، هؤلاء الركاب يحتاجون ضربة قاسية تجعلهم يستفيقون جيداً ليعلموا أن الحياة أهم وأثمن وأجمل من حقيبة «لوي فويتون»، التي لن تنقذها في ساعة الشدة.

وبحسب دراسة أجريت مؤخراً من قبل شركة بوينغ فإن 58 % من حوادث الطيران المميتة تحدث أثناء الإقلاع أو الهبوط، وهذا هو السبب الذي يجعل طاقم الطائرة يوجه تعليماته في هذه الأوقات التي تكون فيها على الأرض أو على ارتفاع 35 ألف قدم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى