انتبه قبل أن تبث رسائلك!
الذين يصورون مقاطع فيديو يتحدثون فيها عن ملاحظات ومسائل يحسبونها مهمة أو ستهم الناس، ثم يقومون ببثها عبر وسائل التواصل، دون أن يجروا على مقاطعهم المصورة تلك، المراجعات المطلوبة، هل يدركون خطورة وأبعاد ما قاموا به فعلاً؟ أم أن المسألة مجرد رغبة ملحة استجابوا لها بعفوية، لأن لديهم دافعاً شخصياً أولاً ومن ثم الإمكانيات التقنية التي تغري الجميع باستسهال التعاطي مع وسائل التواصل الاجتماعي؟
إن ما يحدث عادة وبشكل يومي ومستمر أن يرسل أحدهم أو إحداهن مقطعاً مصوراً يتعرض فيه لمشكلة أو ملاحظة من وجهة نظره، يظن أنها تهم الناس، فيقول في المقطع ما يحلو له، حتى أنه لا يدع أمراً لا يخوض فيه دون تدقيق أو تأكد، فيقع في التجاوزات دون أن يقصد، ويدخل الناس الذين يستمعون إليه في حالة من الارتباك والحيرة، وهذه أول علامات فشل الرسالة! أن لا تصل للهدف!
إن عملية تصوير فيديو نتحدث فيه عن فكرة أو ظاهرة أو مشكلة، وبالتالي بثه للجمهور تسمى في علم الاتصال: الرسالة، ويسمى صاحبها المرسل ونحن المتابعون نعتبر مستقبلين عبر وسائل اتصال مختلفة، ولكي تنجح هذه الرسالة وتحقق هدف مرسلها فلا بد من توافر عوامل مختلفة من حيث المصداقية وقوة الصياغة وتماسك الحجة، وعدم تعدي المرسل على حقوق الآخرين، أو تجاوز حدود الحرية العامة، فإذا تجاوز الحدود فلا يلومن إلا نفسه، لأن هناك قانوناً يحمي المجتمع من شراسة الإعلام وتوحش بعض المنابر التي تفتقد أخلاق المهنة كما تفتقد المهنية والمصداقية، لأن القانون هو الضمانة الأكيدة لحماية حقوق الجميع.
إن الاختباء أو الاعتذار بالمصلحة العامة لا يبيح هذا لأي شخص يمتلك هاتفاً في يده وشبكة اتصال متاحة ولساناً طليقاً قادراً على الخوض في أي موضوع، فهناك محاذير، وقواعد للرسالة الإعلامية، وعلينا أن نعرفها، إن ما تبثه من غرفة نومك يصل صداه إلى آخر بقعة في الكرة الأرضية ويتابعه آلاف الناس، وهنا تكمن الأهمية والخطورة وضرورات الحذر، الحذر حماية لنفسك ومجتمعك والقضية التي تطرحها.