منوعات

المَجدُ لمن يطلبه.. قراءة في أفكار القائد

مثل سراج متوقد يتجلى علينا عقل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، هذا الفارس الذي لا يزداد على مرور الأيام إلا عزيمة ومضاء، ومحبة للوطن وعطاء، يسير بكل ثقة وهدوء على طريق مهده الآباء الطيبون والبناة العاملون الذين يحتفظ لهم صاحب السمو بمكانة خاصة في وجدانه الفياض بحب هذا الوطن وأبنائه النبلاء، فتراه بين الحين والآخر يتحفنا بهذه الأفكار التي هي مصدر إلهام وتحفيز لكل الأجيال السعيدة بالإسهام في مسيرة وطنها نحو الرفعة والتقدم والازدهار، وكم تغمرنا السعادة حين يكتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هذا النمط الفريد من التغريدات والتدوينات أو المواد الصوتية التي نشعر معها أن هذا المعلم الكبير قريب منا، يرشدنا ويضخ في أرواحنا دماء العزيمة والإصرار، لتظل مسيرة هذا الوطن معززة بهذا النمط المتفرد من التواصل النادر بين القيادة وأبناء الوطن.

في هذا السياق من التواصل الرائع بين القيادة وأبناء الوطن، نشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد مادة صوتية مقروءة على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي افتتحها بقوله: «نحن شعب لا يرضى بغير المركز الأول» لنستعيد بهذه الجملة المكثفة صدى كلمات قالها صاحب السمو في غير هذا الموطن، حيث افتتح كتابه المتميز «رؤيتي: التحديات في سباق التميز» بفصل بديع عنوانه «الغزال والأسد» تحدث فيه عن ثنائية التقدم والتخلف بما يعزز فكرة البحث عن المركز الأول دائماً، حيث يقول: «إن لم تكن في الطليعة فأنت في الخلف، إن لم تكن في المقدمة فأنت تتنازل عن مكانك الطبيعي لصالح منافس آخر ربما كان أقل منك مقدرة واستعداداً وإبداعاً».

«تعلمنا من زايد وراشد أن المجد لمن يطلبه، والمراكز الأولى لمن لا يرضى بغيرها» في هذا الجزء من كلام صاحب السمو يؤكد على عمق نظرة التميز منذ نشأة الدولة قبل أكثر من خمسين عاماً، حين رسخ المعلمان الكبيران المغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، فكرة أن قدر دولة الإمارات هو العمل الجاد واغتنام الفرص والصبر على ضريبة التميز، فكانت تلك الرؤى هي اللبنات الأولى في بناء الوطن وتشييد معماره الكبير، فالمجد ليس مما يتحقق بالأحلام والأمنيات الفارغة بل هو ثمرة السعي والكد والتشمير عن ساعد الجد.

وهكذا هي مسيرة هذا الوطن الذي نشأ تحت عيني هذه القيادة التي قدمت نموذجاً فذاً في القيادة واستثمار كل إمكانيات الدولة والشعب في سبيل صياغة صيغة واحدة للتقدم خلاصتها: «أن المجد لمن يطلبه، والمراكز الأولى لمن لا يرضى بغيرها» وهذا هو خط السير الذي رضيته القيادة والدولة، واستنهضت لأجله همم أبناء الوطن الذين ساروا خلف قيادتهم بكل ثقة وقناعة واقتدار، فكانت هذه القصة الرائعة لمجد هذا الوطن النموذج الذي أصبح واحداً من أرقى المجتمعات في هذا العالم المليء بالنماذج الناجحة المتقدمة.

«نفخر بأننا دولة شابة قامت على أفكار شابة، نعتز بشبابنا الذين يديرون طموحات شعبنا من استكشاف الفضاء إلى إدارة محطاتنا النووية، وصولاً إلى ترسيخ تنمية اقتصادية مستدامة لبلدنا» في هذا المقطع من حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد تأكيد عميق المغزى على حيوية الدولة منذ نشأتها وحتى هذا اليوم، فهي قد قامت على أكتاف قوية تتمتع بروح الشباب وعزيمة الفرسان الذين اندفعوا مثل الصقور نحو تحقيق الأهداف الكبرى للوطن والتي رسمها وسهر على تنفيذها المؤسسون الكبار، فظلت روح الشباب سارية في جسد الدولة، وأصبحت هي الطابع العام للوطن، ونحن نرى بأم أعيننا كيف يتم استثمار طاقات الشباب في إدارة الدولة لأن الشباب هم أعمدة البيت القوية لا سيما إذا تم إسنادهم بخبرة القادة المتمرسين، وها هي دولة الإمارات يدير طموحاتها ومشاريعها هذه الكوكبة الفذة من الشباب من كلا الجنسين ممن تجاوزت طموحاتهم حدود الوظائف الروتينية، وارتقت بهم الهمم نحو غزو الفضاء وإدارة المحطات النووية، يحدوهم قادة شجعان ويدعمونهم بكل ما يحتاجون إليه، وأمام الجميع هدف عالٍ منصوب هو تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة لهذا الوطن الناهض بقادته وأبنائه نحو مسارات المجد ومدارات العلا.

«نؤمن بأن أفكار الشباب وطاقات الشباب هم وقودنا وضمانتنا في رحلتنا لتحقيق أحلامنا» وزيادة في دعم الدور الطليعي للشباب في نهضة الوطن يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد على إيمانه بقدرات الشباب وطاقاتهم المبدعة في رفد مسيرة الوطن، فهم وقود الوطن وطاقته وضمانته التي بها تتحقق الأحلام ويتم تنفيذ الرؤى والمشاريع، فهم عماد الوطن ورجاله الذين يحمون أحلامه ويحققون منجزاته.

«لا بد من تحقيق التوافق السياسي والتكامل الاقتصادي بين دولنا العربية إذا أردنا تنمية حقيقية تضمن أمن واستقرار ورفاه الأجيال القادمة» في هذا المقطع الأخير من حديث صاحب السمو يتوسع المشهد نحو الأفق العربي، حيث يسكن هاجس الوحدة والتكامل قلب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وها هو يؤكد على ذلك في هذا المقام، فإذا أردنا تحقيق رفاه واستقرار الأجيال القادمة فلا بد من تحقيق التوافق السياسي والتكامل الاقتصادي بين جميع الدول العربية التي تمتلك من الطاقات والثروات ما يمنحها مركزاً متقدماً بين الأمم والشعوب حين تنجح في إدارة معركة الحياة، وتنخرط في معركة البناء الكبرى للأوطان التي تستحق كل تضحية وبذل وانتماء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى