منوعات

المنطقة إلى أين؟

ترن في خاطري تلك التهاني الدافئة والتمنيات، التي يكررها الآباء والأمهات والأصدقاء في كل مرة يحتفلون فيها بتخرج أبنائهم وأصدقائهم وأحبتهم، ولعل أكثر العبارات عمقاً وتأثيراً، والتي تبقى عالقة في فضاء الذاكرة حتى بعد زمن قول أحدهم: «اللهم ارزقهم أياماً ومستقبلاً أحلى من أيامنا!».

إن قتامة الصور والأخبار التي تتوالى جراء تسارع الأحداث في المنطقة دفعت بهذه العبارة إلى مقدمة أفكاري، متسائلة عن الأيام الأحلى التي نتمناها، فما يحدث قد تجاوز القلق والخوف، وكأن هناك إصراراً لدى جهات معينة بدفع المنطقة نحو حافة الحرب أو استمرار التوتر! وهذا ما يفسر القدر المبالغ فيه من القتل المتواصل للأبرياء، وتهجيرهم، والإبادة الجماعية، والاغتيالات السياسية والصواريخ العابرة للسماوات، وتبادل خطابات التهديد! أما الذين لا حول لهم ولا قوة فيدفعون حياتهم ثمناً!

الوطن العربي جغرافيا كبيرة وواعدة، يحق لأهلها وشبابها أن ينعموا بالحياة الآمنة والكريمة، في ظل أنظمة توفر لهم متطلبات ذلك، خاصة أن هذه الجغرافيا غنية بالموارد والإمكانيات، إلا أن جزءاً كبيراً منها يرزح تحت آفات الفقر والبطالة والأزمات السياسية، وانسداد الأفق نحو مستقبل آمن للشباب، وهذا يدفع منطقة الخليج نحو مزيد من القلق!

كيف يمكن أن تأمن وتمضي في مشاريعك الحياتية، التي تخطط لها، وأنت جزء من منطقة تعيش شبح الحرب ليل نهار؟ إن السؤال مشروع وضروري، ففي نهاية الأمر نحن في الخليج جزء رئيس من هذه المنطقة، وكل ما يحدث فيها سينعكس على حاضر ومستقبل بلدان الخليج! وإن قادة المنطقة يسعون بجدية، ويمتلكون الإرادة السياسية والرغبة لحل الخلافات سلمياً، وإطفاء أي فتيل مشتعل، فهل يملك اللاعبون الكبار الآخرون الإرادة نفسها؟

إن الاتجاه اليميني المتطرف بدأ يطغى مجدداً على سياسات العالم للأسف، وهو ذاته الذي منح حكومة نتنياهو الخط الأخضر لسلسلة الاغتيالات التصعيدية، التي تمت في اليومين الأخيرين، بهدف الضغط لإنهاء صفقة الرهائن بلا شك، لكن هل هذا ما سيحصل فعلاً؟ إن أحداً لا يمكنه أن يجزم بذلك أو يتوقع الطريق الذي تدفع إليه المنطقة، أما نحن فلا نملك سوى التفاؤل!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى