منوعات

اللكمة القاضية!

مجدداً يعود اسم الملاكمة الجزائرية الشابة إيمان خليف ليحتل مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن بخلاف ما حدث في المرة الماضية، فإيمان خليف التي تعرضت أثناء سير فعاليات أولمبياد باريس لحملة تنمر غير مسبوقة شاركت فيها الصحافة والاتحاد الدولي للملاكمة، تعود عبر القضاء لتواجه أكبر الأسماء والشخصيات في الغرب:

الكاتبة البريطانية (جي كي رولينغ) مؤلفة «هاري بوتر»، والملياردير الأمريكي إيلون ماسك، وقد تشمل الدعوى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، متهمة هؤلاء وغيرهم بشن حملة تنمر إلكتروني ضدها، عندما شككوا في كونها أنثى، مطالبين بمنعها من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية بباريس!

لا تسترجع إيمان شرفها عبر هذه الدعوى بحسب السؤال (الوقح) الذي وجهه لها مذيع فرنسي عقب فوزها بالميدالية الذهبية، الذي ردت عليه: أنا لا أفهم لغتك لكنني سأتحدث العربية وقم أنت بالترجمة إن شئت، فوجهت له اللكمة الأولى في مبارزة استرداد حقها (وليس شرفها لأن شرفها لم يضع كي تسترجعه)، أرادت إيمان وهي ترفض التحدث بلغة المذيع الفرنسي أن تقول له باللكمة القاضية: أنا لا أفهم لغتكم ولا سبب تنمركم، ورغبتكم في هز ثقتي بنفسي! ولقد فهم المذيع الرسالة عندما تلعثم وهو يغير حديثه للغة الإنجليزية، التي لم يسعده حتماً الحديث بها!

إيمان خليف برفعها شكوى جنائية لرد اعتبارها، تبدأ مباراة ملاكمة (حقوقية) لا تقل أهمية وخطورة، مستندة إلى القانون الفرنسي الذي يسمح بالتحقيق مع جميع الأشخاص المتورطين، حتى الذين استخدموا أسماء مستعارة، وهي بذلك تقول للجميع وخاصة هنا في بلاد العرب إنه لا يحق لأي شخص مهما علت مكانته وعظم شأنه أن يتعدى على كرامة وحق بحق وبدون حق، وإن مقاضاة رجال في حجم دونالد ترامب، وإيلون ماسك واردة فلا أحد فوق القانون!

أما أكثر ما يستوقف الإنسان فهو موقف الكاتبة البريطانية (جي كي رولينغ) التي عانت من الرفض والإقصاء والتجاهل في بداية حياتها قبل أن تنقلها رواية هاري بوتر إلى مصاف الكتاب الكبار الأثرياء.. كيف لكاتب أن يمارس التنمر وأمام أنظار العالم؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى