منوعات

الطلاب والتثقيف الصحي

في برنامجه «بلسم»، عبر إذاعة نور دبي، طرح الدكتور بسام درويش سؤالاً يجب أن لا يغيب عن كل شخص مسؤول عن تربية ورعاية الأطفال: هل أطفالنا أصحاء؟ فما لم يتمتع الأطفال بصحة جيدة، فإن انعكاسات ذلك غالباً ما تكون سلبية على سائر أنشطة وحركة حياتهم ودراستهم، كذلك على مستوى تمتعهم بعلاقات متوازنة بزملائهم، وعلى درجة ثقتهم بأنفسهم، ومشاركتهم في الحياة المدرسية والاجتماعية.. لهذا كله هناك اقتراح بتشكيل لجنة من الخبراء في مجال الصحة من المختصين الإماراتيين لدمج التثقيف الصحي ضمن المناهج الدراسية.

إن نجاح المشروع الوطني التعليمي والتنموي للدولة يعتمد على وجود إنسان يتمتع بصحة جسدية ونفسية وعقلية جيدة، ويكون قادراً على القيام بمهامه وتحقيق طموحاته بسلاسة، متجنباً العديد من العوائق التي تتسبب فيها المشاكل الصحية، خاصة بالنسبة للأطفال والمراهقين: كالبدانة، أمراض السكري، أمراض الدم الوراثية، الأمراض ذات الصلة بالأمور النفسية. هذه أمراض تحتاج كشفاً مبكراً، وتوعية تتضافر فيها جميع الأطراف: البيت، المدرسة، المناهج، الأطباء، الإعلام، الاختصاصيون النفسيون، والذين يمكن أن يشكلوا لجنة تعمل على زيادة الوعي والتثقيف الصحي للطلاب.

لا بد من التأكيد على دور الأم والأسرة بشكل عام، فمن هنا تكون نقطة البداية، لأن الطفل يتلقى رعايته الصحية ابتداء من البيت، من حيث الأساسيات (التطعيمات والكشف المبكر لأمراض معينة، والأسس الضرورية حول الأطعمة المفيدة والأخرى الضارة)، هذه أسس يفترض ألا تتهاون فيها الأسرة أبداً، وأن تتابعها المدرسة ثانياً، خاصة ونحن في دولة توفر أرقى مستويات الخدمة الصحية لأفرادها. بقي أن يتعلم الطالب أبجديات صحته كما يتعلم أبجديات الرياضيات واللغة والدين والرياضة.. لأن الصحة دائماً وأبداً يجب أن تكون «الرقم واحد» في حياة كل إنسان، وهنا يأتي دور المنهج في تكريس ذلك.

لم يعد التثقيف الصحي اهتماماً ثانوياً اليوم بعد كل ما مررنا وما زلنا نمر به من تحديات وأوبئة وأمراض أصبحت عابرة للقارات، وتهدد صحة الكوكب بأكمله.. لذلك لا بد من الالتفات للثقافة الصحية، بما يوازيها من خطورة وأهمية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى