منوعات

الشباب ثروة الوطن ورهان المستقبل

وطنٌ يرفُّ هوىً إلى شُبّانه

كالروضِ رِقّتُه على رَيْحانه

همْ نَظْمُ حِلْيته وجوهرُ عِقده

والعقدُ قيمتُه يتيمُ جُمانه

يرجو الربيعَ بهم ويأملُ دولةً

من حُسنه ومن اعتدال زمانه

مَنْ غاب منهم لم يغبْ عن سمعه

وضميره وفؤاده ولسانه

هذه قطعة من روائع أمير الشعراء أحمد شوقي في التنويه بقيمة الشباب وأنهم عماد الأوطان، لعلها تكون مناسبة للحديث عن قيمة الشباب في فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، اللذين عبّرا عن حفاوتهما البالغة بالشباب بمناسبة اليوم الدولي للشباب، وكتبا على مواقع التواصل الاجتماعي كلمتين هما خير تعبير عن المكانة العالية الفريدة التي يحتلها شباب الوطن في قلب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، اللذين يعرفان عن خبرة عميقة معنى انخراط الشباب في بناء الوطن حين أسهما ومنذ زمن بعيد في مسيرة بناء الدولة، والارتقاء بمنجزات الوطن.

«اليوم الدولي للشباب مناسبة نحتفي خلالها بالدور المهم للشباب في بناء مستقبل أفضل لبلدنا والعالم»، بهذه العبارة الأبوية العالية افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، هذه الكلمة، حيث أكد على عمق الاهتمام بالشباب الذين عبر العالم كله عن احترامه لهم وتثمين دورهم من خلال أجندته السنوية بتخصيص يوم دولي للشباب تأكيداً على القيمة الفريدة لهم داخل المجتمع، فجاءت كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تنويهاً بالدور الفاعل للشباب في بناء الوطن أولاً، فضلاً عن الإسهام الثمين في بناء الحضارة الإنسانية، حيث ينخرط شباب الإمارات المتفتح في كثير من البرامج والمشاريع المتقدمة على المستوى الإنساني مما يؤكد عمق حضورهم، وأهمية دورهم في المشترك الإنساني في كافة مجالات الحياة لا سيّما في العلوم والفنون.

«يؤدي الشباب بطموحهم وعزيمتهم دوراً محورياً في تحقيق مستقبل أكثر استدامة وازدهاراً للجميع»، في هذا المقطع من كلام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تأكيد على الدور الحيوي الذي ينهض الشباب بأعبائه من خلال الطموح المتوقد والعزيمة الماضية اللذين هما وقود كل حركة في الحياة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قائد نافذ البصيرة في شحذ الهمم وإذكاء نار العزيمة في نفوس الشباب، وهو دائم الحرص على غرس الشعور العميق بالثقة في نفوس أبنائه في جميع المواقف التي يلتقي فيها بالشباب، لأن ما يؤديه الشباب من جهد هو الضمانة القوية لتحقيق المستقبل المزدهر والتنمية المستدامة للوطن الذي يستحق هذه الجهود المباركة من أبنائه الذين يؤدون واجبهم ضمن شعور عميق بالحب والانتماء والحب الصادق لهذا الوطن الحبيب.

«دولة الإمارات ماضية في الاستثمار في الشباب وتمكينهم لدفع عجلة النمو في بلدنا»، بهذه الكلمات المفعمة بالعزيمة والدعم يختتم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هذه الكلمة الثمينة للاحتفاء بالشباب في يومهم الدولي، حيث أكد على استمرار دولة الإمارات قيادة وحكومة في دعم الشباب والاستثمار في مواهبهم وطاقاتهم لأنهم هم القوة الدافعة لعجلة النمو والتقدم في بلد الخير والعطاء .

وبموازاة هذه الكلمة الثمينة لرئيس الدولة، جاء الصوت القوي المعزز للشباب من خلال تدوينة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي كتب كلمة بديعة لا تخلو من الإحساس الشعري بقيمة الشباب وبكلمات معدودة عبر عن عاطفته الصادقة تجاه أبناء الوطن وشبابه الزاهر، حيث قال: «الشباب رهان الوطن .. وقود المستقبل .. قاطرة التنمية الحقيقية».

فعلى هذه القيم الثلاث : الرهان والوقود والقاطرة تقوم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للشباب، وهي كلمات على وجازتها لكنها تشتمل على أفضل ما يمكن تقييم دور الشباب به، فالرهان لا يكون إلا على السواعد القوية الأمينة التي تصون مجد الوطن، والوقود هو الدافع لكل حركة تجاه المستقبل على وجه الخصوص، والقاطرة هي التجسيد الحقيقي لحركة الحياة التي يخوضها الشباب في معركة بناء الوطن، فطوبى لشباب الوطن حين يفوزون بهذه الكلمات الرائعة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، سيد الشعر والبيان، والذي يعرف ببصيرته الثاقبة المعنى العميق لكل كلمة من هذه المفردات الثمينة البديعة.

«بهمتهم تعلو الأوطان .. ويزدهر البنيان .. وترقى حياة الإنسان»، وإذا كانت الثلاثية السابقة تضيء موقع الشباب في الوطن، فإن هذه الثلاثية : علو الأوطان، وازدهار البنيان، وارتقاء حياة الإنسان هي الثمرات الكبرى لجهود الشباب في بناء الوطن، فالأوطان لا تعلو راياتها في سماء المجد بين الأمم إلا بفضل الهمّة العالية لشبابها، ولا نعرف وطناً تقدم على أيدي أصحاب الهمم الخائرة والطاقات البليدة، ولا يمكن للبنيان أن يزدهر إلا بجهود الشباب المخلص المنخرط في خدمة وطنه بحب وانتماء ، فإذا تحقق ذلك كلّه على يدي أصحاب الهمم العالية فإن الحياة الإنسانية سوف ترقى ويرقى بها الإنسان في أخلاقه وطرائق تفكيره وذوقه الحضاري لأن التقدم مسيرة شاملة لا تحصل في جانب واحد من الحياة بل هي حالة شاملة تتقدم بها الأوطان في جميع المسارات.

«بهم نفاخر العالم .. ولهم نسلم الراية»، وبهذه الخاتمة الرائعة يلخص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم النظرة العالية لدور الشباب في حضورهم الوطني والإنساني، فهم معقد الفخر الذي يجعل للوطن شبابه المتميز المسهم بكل شجاعة واقتدار في رفد المشهد الإنساني بالكثير الكثير من الإنجازات، وهم أصحاب السواعد القوية القادرة على حمل اللواء واحتضان الراية التي سيتم تسليمها إليهم تعبيراً عن الثقة العميقة بهم وتأكيداً على دورهم الذي لا يقف عند مرحلة محددة من مراحل البناء والإعمار.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى