منوعات

السمع والطاعة من محبة الوطن

إن الإسلام جعل محبة الوطن عنواناً مهماً ومحاطاً بطاعة الله عز وجل وطاعة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر والسلوك القويم باتباع تعاليم الإسلام السمحة الوسطية، فمن واجب كل مواطن أن يحرص على إعمار وطنه والارتقاء به في جميع المجالات من خلال عمل الخير، الدأب على الرشد، والتمسك بالقيم الكريمة والمبادئ الأصيلة.

والتزود بالعلم والمعرفة لأنه أساس التطور، وتوظيف الخبرات والإمكانات وتسخيرها في خدمة الوطن، وأن الإنسان إذا ما أحب وطنه استشعر مسؤولية المحافظة على أمنه واستقراره، ولذلك سأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يهبه محبة الوطن في المدينة تحقيقاً للاستقرار والطمأنينة.

ومن أعظم ما جاء به ديننا الحنيف بربط طاعة الله عز وجل وطاعة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ارتباطاً وثيقاً محكماً بطاعة ولي الأمر، حيث قال تعالى في كتابه الحكيم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ..}، حيث إنه لا يستقيم للناس أمر دينهم ودنياهم إلا بطاعة ولاة الأمر والانقياد لهم، طاعة لله ورغبة فيما عنده، حتى يرسخ الأمن ويقام ميزان العدل وتستتب الطمأنينة في الأوطان جمعاء.

طاعة الله عز وجل، هي الطاعة الأولى والواجبة ولا يختلف اثنان عليها، طاعته جل وعلا في أوامره والابتعاد عما نهى عنه، الالتزام بالعبادات والتقرب إليه بها، وترسيخ أدب المعاملات والعمل على الاجتهاد فيه، والابتعاد عن الظلم والبقاء على ميزان العدل في كل ما يقوم به المرء في يومه، الاجتناب عن ما نهى عنه في علانية أو خلوة، ومراقبته جل وعلا في كل وقت وحين.

طاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، تأتي تلك الطاعة مرتبطة بالطاعة الأولى، وهي طاعة الله عز وجل، مكملة لها ومفصلة، حيث دعانا صلى الله عليه وسلم إلى التقرب إلى الله تعالى بالعمل الصالح، وقد أتت تلك الطاعة من خلال باب الأخلاق، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «بُعِثتُ لأُتَمِّمَ صالِحَ الأخْلاقِ»، فالأخلاق في كل تفاصيل حياتنا اليومية، أخلاقك في منزلك وعملك ومجتمعك، فالأخلاق هي أساس محبة الناس لك ومحبتك لهم.

طاعة ولي الأمر، طاعة مهمة موجبة، وهي من أهم الطاعات بعد طاعة الله ورسوله، وتأتي تلك الطاعة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمحبة الوطن والذود عن حياضه، فولي الأمر بطاعته ترقى الأوطان وتحقن الدماء وتقام العبادات بطمأنينة وترسخ دعائم الأمن ويقام ميزان العدل ويسود التطور والتميز على الصعيد الوطني والدولي، فباب طاعة ولي الأمر مهمة جداً والالتفاف حول القيادة الرشيدة دأب الصالحين والعاقلين، والبيعة لهم قد تمت من أجدادنا وآبائنا ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم:

«مَن مَاتَ وَليسَ في عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»، فالمغفور بإذن الله تعالى الشيخ زايد، طيب الله ثراه، كان لا يختم خطاباته إلاّ بتوقيع «والدكم»، فقد كان وما زال نِعم الأب والقائد والمعلم والحكيم، علّم ودعم ورسّخ العادات الأصيلة والتقاليد النبيلة بين أبناء شعبه، واليوم بتوفيق الله تعالى وفضله علينا يستمر أبناؤه على النهج الحكيم ذاته.

حفظ الله الإمارات العربية المتحدة من شرور الأعداء، ودحض مكر الماكرين بها، وجعل كل من أراد بهذا البلد سوءاً أن يشغله في نفسه، وأن يجعل وطننا الإمارات وطن أمن وأمان ووطن خير وسلام، وأن يحفظ قيادته وولاة أمره وأن يجعل أبناء هذا الوطن ملتفين ومتآلفين أبد الآبدين حول قيادته، فنحمده جل وعلا على ولاة الأمر في وطننا الإمارات العربية المتحدة، ولاة أمر أقاموا العدل فينا، ورسّخوا دعائم الأمن بيننا، وسهروا على راحة أبنائهم حتى ينعم وطننا بالأمن والسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى