منوعات

السلام

يعد السلام من أهم الأمور التي تسعى الأمم والشعوب إلى تحقيقها والوصول لغايتها، بهدف أن يعم الأمن والأمان وتسود العدالة الاجتماعية والاستقرار بين الجماعات والأفراد.. وذلك بسبب المآسي وويلات الحروب التي عانت منها المجتمعات الإنسانية على مر العصور والأزمنة، والتي حصدت فيها أرواح الملايين من البشر صغاراً وكباراً!

والسلام بمفاهيمه العامة يعني نبذ العنف والتطرف والحروب والمشاحنات والاختلافات بين البلدان والطوائف والشعوب، وخصوصاً المتجاورة. والغاية القصوى في أهداف السلام أن تحل النزاعات بالطرق السلمية والتحاورات والتفاهمات والاتفاقيات.

ويحتفل العالم في الحادي والعشرين من سبتمبر كل عام باليوم العالمي للسلام.. وهي الدعوة التي أهدتها اليابان إلى الأمم المتحدة في 1995 بهدف تعزيز الجهود العالمية في هذا المجال.

ومن هذا المنطلق، قامت الأمم المتحدة بجعل 21 سبتمبر من كل عام يوماً عالمياً للسلام من أجل تعزيز مفهوم السلام بين دول العالم!

ووفقاً للطبعة الثامنة عشرة لمؤشر السلام العالمي الذي صدر أخيراً عن معهد الاقتصاد والسلام في سيدني، قال ستيف كيليليا معد التقرير ومحلل السياسات الخارجية: «منذ العام 2021، شهدت دولة الإمارات تحسناً في تقييمها أكثر من أي دولة أخرى، حيث صعدت 31 مركزاً لتحتل المرتبة 53 في العام 2024.

كما حسنت دولة الإمارات علاقاتها الدبلوماسية وعلاقاتها التجارية مع إيران وتركيا، وعززت العلاقات الدبلوماسية على نطاق أوسع في جميع أنحاء المنطقة. ووفق التقرير أيضاً شهدت الإمارات تحسينات في محاور المؤشر الثلاثة وهي الأمن والأمان في المجتمع، والنزاع المحلي والدولي الحالي، ومستويات التعبئة العسكرية!

وأضاف ستيف كيليليا: لقد خطت الإمارات خطوات كبيرة في تحسين العلاقات مع المنافسين الإقليميين الرئيسيين في السنوات الأخيرة، ويصنف المؤشر 163 دولة وإقليماً مستقلاً حول العالم وفقاً لمستويات الأمن والأمان والاستقرار.. أعود لأقول إن دولة الإمارات العربية المتحدة لعبت دوراً مهماً ومحورياً وعلى الصعد كافة.

منذ تأسيسها، بقيادة الباني المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تحقيق السلام واحتواء وحل العديد من حالات الخلاف والتوتر الناشب من النزاعات المختلفة بين دول الجوار وغيرها في المنطقة وخارجها.

ومن أجل السلام أيضاً حرصت دولة الإمارات على أن تحقق معاهدة السلام مع دولة إسرائيل مكاسب حقيقية للقضية الفلسطينية، ونيل حقوق الشعب الفلسطيني، ويأتي وقف ضم الأراضي الفلسطينية في هذا السياق.

وفي الشأن الفلسطيني أيضاً أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة التزامها الثابت بتعزيز السلام والعدالة وصون حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق.. وتحقيق حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة. كما رحبت باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة، قراراً بالأغلبية يطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية خلال عام.

في شأن الحرب الروسية الأوكرانية أثمرت بنجاح جهود الوساطة التي قامت بها الإمارات خلال العام الجاري بين روسيا وأوكرانيا في إنجاز 8 عمليات لتبادل أسرى الحرب، إذ وصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تم تبادلهم بين البلدين في هذه الوساطات إلى 1994 أسيراً.

في شأن الحرب في السودان، دعمت الإمارات كل الجهود الهادفة إلى دفع مبادرات السلام الخاصة بالسودان قدماً.. وتعهدت في 17 أبريل الماضي بتقديم 100 مليون دولار دعماً للجهود الإنسانية في السودان ودول الجوار. كما أطلقت الإمارات مبادرات إنسانية جديدة في تشاد وتقديم مساهمة بقيمة 10.25 ملايين دولار للأمم المتحدة لدعم اللاجئات السودانيات المتضررات من الأزمة المستمرة في السودان.

وفي اليمن، رحبت دولة الإمارات في 25 يوليو الماضي ببيان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن، بشأن التوصل إلى اتفاق بين الأطراف اليمنية حول الخطوط الجوية والقطاع المصرفي. واعتبرت أن الاتفاق خطوة إيجابية على طريق الحل السياسي بما يحقق تطلعات الشعب اليمني الشقيق في الأمن والنماء والاستقرار وتحقيق السلام.

وبما أن السلام والإنسانية مترادفان! .. ونتيجة لالتزام دولة الإمارات بمسؤولياتها الإنسانية لتخفيف المعاناة عن البشرية ومساندتها المستمرة للمنكوبين والمتضررين من ضحايا النزاعات والكوارث تأهلت الدولة لاعتلاء المراكز المتقدمة والأولى عالمياً في العطاء الإنساني! .. تجسيداً للقيم الإنسانية التي جاء بها ديننا الحنيف والإرث الإنساني النبيل الذي تركه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي يفخر به شعب الإمارات.

كما أن مبادرة «إرث زايد الإنساني» التي أمر بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في 29 مارس الماضي بقيمة 20 مليار درهم تخصص للأعمال الإنسانية في المجتمعات الأكثر حاجة في أنحاء العالم، ما هي إلا تجسيد لنهج الإمارات في عمل الخير والإحسان والعطاء المستدام السليم وتعزيزاً لرسالتها في نشر السلام والمحبة بين الشعوب!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى