منوعات

البؤساء

كلما جاءت الألعاب الأولمبية تستحضر ذاكرتي قصة منقوشة على صدرها بحبر لا يخفت لونه.. قصة البؤساء..!! بؤساء وجياع وأصبحوا نجوماً في الملاعب!! وأبطالاً أولمبيين!!

قصة التونسي محمد القمودي صاحب الـ 4 ميداليات أولمبية.. كان طفلاً بائساً يعيش في قرية «سيدي يعيش» في الجنوب. يرسله والده لشراء كيس شاي من متجر يبعد 20 كلم عن كوخهم.. نعم رحلة 40 كلم ذهاباً وإياباً من أجل كيس شاي!! وفي الدرب تعلم السرعة.. وبات بطلاً أولمبياً في ألعاب القوى!!

توج بذهبية وبرونزية في أولمبياد مكسيكو 1968 وبفضية في أولمبياد طوكيو 1964 وبفضية أخرى في أولمبياد ميونيخ 1972!!

القمودي قصة نجاح مبهرة.. بطل ولد من عدم!!

مقالات ذات صلة

وفي ظل تخلي اتحاداتنا الرياضية العربية عن صناعة الأبطال بطرق علمية سنظل نترقب فرحة بميدالية يزفها لنا أمثال هؤلاء البؤساء!!

رصيدنا العربي في أولمبياد باريس حتى كتابة هذه السطور 3 ميداليات يتيمة!!

البؤساء أبطال صنعوا أنفسهم بأنفسهم.

وكم من طفل بائس حول الفقر إلى نجومية وغنى.. وكم من صبي متشرد رسم حلماً، وبقساوة تدرب، فنال في الملاعب المجد والعلا.

ارسم هدفك وانطلق.. وارم المصاعب بسهمك.. والنصر لك.

فبالأمس شرفنا القمودي والقروج ونوال المتوكل.. واليوم نمور وفارس والسيد.. فلمَ لا يكون غداً دورك؟؟

وإن لم يتحقق الذهب فالفضة فخر لنا.. ولك.

وكل العيب أن تتهاون وتخسر معركة الحياة..

فيا ويلك!! لم تخلد لأحفادك لا ألقاباً ولا تاريخاً..

وحتى مشاركة في الأولمبياد.. فلا!

تذكر أن بيليه كان يمسح الأحذية في الشوارع ثم بات أسطورة!!

ومارادونا عاش الفقر في الطفولة..

تذكر أن ميسي طفل مهاجر كان يعاني من هشاشة العظام.. وصار من الكبار!!

لا تيأس.. الفرنسي كونتي قبل أعوام قليلة كان بائعاً متجولاً في الأحياء.. واليوم متوج بلقب مونديال 2018!!

روبينهو.. قصته شهيرة مع فتاة أحبها طفلاً فقيراً فرفضته لبؤسه وشقاوته.. فضل أن يرد لها الدين بتحية خاصة عند تسجيل الأهداف!!

كريستيانو نفسه نشأ فقيراً في جزيرة ماديرا وكادت والدته أن تجهضه لعدم قدرتها على توفير مصروفاته!! لكن كتب له أن يرى النور فحول بؤس عائلته إلى فخر وثراء ونجومية.

القصص عديدة والدرس واحد: قوة الإرادة وحب النجاح تصنع منك بطلاً أولمبياً وعالمياً.

بؤساء سلاحهم قوة الإرادة والإصرار وحب النجاح..

ارسم هدفك.. واحلم.. ثم كافح وقاتل ستدرك العلا.

علمتنا الحياة في الملاعب أن الرياضي «الجائع» والمعذب في الأرض ينجح دائماً..

البؤساء قصة نستلهم منها الدروس والعبر.. فبقوة الإرادة يمكن للورد أن ينبت بين شقوق الصخر. أجيال اليوم.. جيل البلايستيشن والهمبورغر.. جيل فيسبوك وإنستغرام.. الكسالى.. «ملوك الرفاهة وأصحاب الفخامة»، هل وصلت الرسالة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى