منوعات

أوروبا وآسيا.. حديثٌ في السياحة

الملاحظ أن شعوباً كثيرة في العالم، الأوروبية خاصّة، بدأت تتوجه إلى الشرق، إلى بلدان آسيا، لقضاء إجازاتها الصيفية، ينشدون المدن الحديثة والجزر الحالمة، للتمتع بمباهجها ومرافقها، طلباً للاسترخاء واستعادة الحيوية.

ونحن، في بلدان الخليج العربية، مشمولون بهذا التوجه السياحي الصيفي، للشرق، ليس لأننا شركاء في سحر الشرق، وجزء فاعل من آسيا، الممتدة من فلسطين إلى اليابان. بل لأن مُدننا وجُزرنا هي الأحدث تأهيلاً، والأنظف، ولها جاذبيتها الخاصّة. هي الأمتع بصرياً عند التجوال، والأسهل تنقلاً بين معالم مبهرة ومرافق مريحة.

حقيقة كهذه صدرت عن مؤشر «قابلية العيش العالمي» الذي أجرته الإيكونوميست البريطانية للعام الحالي 2024. شمل 173 مدينة حول العالم. نتيجته أن مُدننا هي الأفضل للعيش.

وتسألني: كيف حدث، وبوقت قياسي، هذا التميز المديني في منطقة الخليج العربية، وأي قصة كفاح ونجاح تكمن خلفه؟ الإجابة عن الأسئلة جاهزة ومدعومة بالوثائق، لكن لأن الحديث فيها يطول، نؤجلها لوقت لاحق.

السياحة اليوم هي صناعة، وفي بلدان الخليج العربية تقوم هذه الصناعة على مجموعة قيم، بينها كرم الضيافة، والسلوك المتحضّر، والأمان، ثم الإبهار في المكان كقيمة فنية، ابتكرته يد الإنسان برؤية متفردة.

لا غرابة إذن، بأن يكون دخل السياحة في دولة الإمارات، للمثال لا الحصر، نحو 51.9 مليار دولار سنوياً. وتكتشف أهمية الرقم عند المقارنة بحواضر عربية وإقليمية، وحتى عالمية، خاصّة بلدان الشاطئ الجنوبي لأوروبا.

لكن التوجه الأوروبي إلى بلدان آسيا، وإن كان دافعه سياحياً هذه المرة، والمرات التي قبلها، هو ليس الأول ولن يكون؛ فأوروبا، دائماً ما كانت تفرد في تفكيرها الاستراتيجي لموضوع الهجرة إلى الشرق، إلى دول أصبحت تسمّى اليوم «بلدان الاقتصادات الناهضة». وبعيداً عن السياحة، هل نحن، في المدى المتوسط، أمام هجرة أوروبية تجارية اقتصادية إلى القارة الآسيوية، وإن تمت، ما رقمها سيكون؟ وتلك قصة أخرى.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى