منوعات

أنا سيلين ديون

عادة ما تعنون المواد التوثيقية سواء كانت كتب مذكرات أو مواد فيلمية، باسم الشخصية المشهورة التي يوثق حياتها ذلك الفيلم أو تلك المذكرات، فالفيلم الذي تحدث عن «غاندي» حمل اسمه، والفيلم الذي تحدث عن جمال عبدالناصر حمل اسم «ناصر» مجرداً، وكذلك الفيلم الذي يروي حياة أيقونة هوليوود «أودري هيبورن»، ومذكرات «فرح بهلوي» وغيرهم، فإلى أي درجة قدمت هذه المواد الشخصيات على حقيقتها بعيداً عن الادعاءات المبالغة والمتوقعة؟

لقد اختارت «سيلين ديون» للفيلم الذي يعرض حالياً ويوثق مسيرتها الفنية أن يحمل عنوان «أنا سيلين ديون» بكل ما يحيل إليه العنوان من صدق متناهٍ ومن سيشاهد الفيلم سيعرف الفرق، إن من يتابع لقاءات سيلين وحواراتها وأحاديثها فإنه يلمس في ملامحها ونبرة صوتها ودموعها، روحاً صادقة بعيدة عن الادعاء والتباهي!

لذلك كانت سيلين، وهي تشرف على تفاصيل الفيلم بنفسها، حريصة على جعل الفيلم وثيقة حقيقية، لأن مبدعة في حجمها وأثرها، يعنيها كثيراً هذا التوثيق الدقيق والحقيقي، لم ترد ديون أن تذهب بفيلمها نحو اللقطات المثيرة والمبالغات، بقدر ما أرادت الحقيقة التي تمثلها وتشبهها خاصة في ظل معاناة المرض الذي ترزح تحت وطأته!

ومنذ بداية الفيلم اختارت المخرجة الأمريكية (ايرين تايلور) لقطة ذات دلالة عميقة تظهر فيها «سيلين ديون» وهي شابة تقول بما يشبه المزاح: (حلمي هو أن أصبح نجمة عالمية، وأن أغني طوال حياتي) ثم تضحك بعفوية خجولة، بعدها بسنوات نشاهدها في لقطة باهرة وقد أصبحت نجمة عالمية.

تمتلك سيلين ديون شخصية مؤثرة وسيرة ملهمة، منذ تربعت على عرش الغناء وصنفت باعتبارها الفنانة الكندية الأكثر مبيعاً وأحد أفضل الفنانين على الإطلاق في جميع أنحاء العالم، وحتى إصابتها في العام 2022 بمرض (متلازمة الشخص المتيبس) هذا المرض النادر الذي لا علاج له، والذي يصيب واحداً في المليون من البشر اختار سيلين، وسيلين اختارت أن تكافح ضده وأن لا تستسلم له، وهذا ما يظهر من خلال بعض المشاهد المؤلمة في الفيلم أثناء تعرضها لنوبة صرع كانت خلالها عاجزة تماماً عن الحديث أو الحركة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى