تشن الصين هذه الأيام حملة واسعة ضد الفاسدين في كرة القدم.. رشاوى وتلاعب وفساد.. يقابلها عزل وأحكام بالسجن ضد شخصيات رياضية كبيرة في البلاد.
فاسدون أفشلوا المشروع الصيني لتطوير كرة القدم.. والنهوض به عالمياً!!
قبل أعوام صرفت الصين المليارات، وجلبت النجوم: انييستا وديل بيرو وكابيلو…!! لصناعة دوري عالمي، لكن مسؤولين فاسدين أجهضوا حلم التنين.. وتهاوى المشروع..!!
هكذا عصفت أنانية بعض الفاسدين بأحلام شعب..
وشوهت كرة القدم.. اللعبة الجميلة..!!
وفي الحقيقة فإن الفساد ليس حكراً على الصين فقط.
بقدر ما تبدو كرة القدم في ظاهرها لعبة شعبية تمنح النجومية.. وبقدر ما يبدو نجومها من لاعبين ومسؤولين قدوة للجماهير، ومثالاً في النزاهة والقيم والمبادئ فإن الأيام كشفت لنا وجهاً آخر لكرة القدم، وجهاً قبيحاً.. مثيراً للدهشة والغرابة.
فأشهر المسؤولين والنجوم خرجوا من المستطيل الأخضر بتهم وقضايا وأحكام فساد.. وسجن!!
وقضيتهم واحدة.. رشاوى وفساد!!
تذكروا الخروج المهين لبلاتر رئيس فيفا!! وفضيحة بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم!! والكرات الباردة لتزوير قرعة أبطال أوروبا!!
وحتى ملاعبنا العربية غارقة في الفساد.. وما صرح به المصري فاروق جعفر على الهواء مباشرة ذات برنامج تلفزي صادم! اعترافات صريحة بأن حكام أفريقيا ساعدوا منتخب وأندية مصر في المسابقات الأفريقية مقابل هدايا وجولات سياحية!!
وبدوره لم يجد التونسي سليم شيبوب حرجاً في الاعتراف بأنه عندما كان رئيساً لنادي الترجي سرق ألقاباً وخطف انتصارات لا يستحقها…وهو يقبع في السجن اليوم!!
ميدو اعترف هو الآخر بأنه تآمر مع النجم الكاميروني صامويل ايتو ضد منتخب الجزائر في أمم أفريقيا 2004!!
وهنا أتساءل هل جميع المسؤولين في اتحاداتنا وأنديتنا العربية اليوم يعملون بنزاهة وشفافية؟؟ إذا ثمة نزاهة وشفافية فعلاً لماذا التكتم مثلاً على قيمة صفقات اللاعبين؟؟ ولماذا لا تنشر موازنات الأندية للعموم، لنعرف مداخيلها ومصاريفها..!! باستثناء القليل القليل، الأغلبية معاملاتها صندوق أسود!!..ممنوع.. محظور!!
وماذا عن التدخل في قطاع التحكيم.. رأينا حكماً يحتسب هدفاً في نهائي أبطال العرب و5 لاعبين في التسلل!!
حال كرتنا العربية ليس أفضل من الصين.. وعلى الجهات المعنية في الرياضة أن تتشجع وتبدأ حملة التنظيف بـ«المبيد» لطرد الفاسدين.
أكبر خطر على كرة القدم، الفاسدين، من داخلها فهم أول أعدائها!!
فأبعدوهم لنرى كرة القدم تلعب بنزاهة وليكن الفوز للأجدر.
