استراتيجيات خفية وراء إدمانك على تطبيقات التواصل الاجتماعي
كشف فريق من علماء النفس عن الطرق المبتكرة التي تستخدمها تطبيقات شهيرة مثل “واتساب” و”إنستغرام” وX وSpotify لاستقطاب المستخدمين وإبقائهم متصلين لفترات أطول مما يدركون.
في عالم تهيمن عليه الألوان الزاهية والتصاميم الجذابة، أصبحت الهواتف الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث يقضي كثيرون ما يقارب ربع يومهم في التفاعل معها. وتشير الأبحاث إلى أن هذه التطبيقات تستغل ما يُعرف بـ”غريزة الضغط”، وهي ميل فطري لدينا منذ الطفولة للتفاعل مع العناصر القابلة للنقر.
تقول الدكتورة أنستازيا ديديوكينا، خبيرة الصحة الرقمية ومديرة معهد Consciously Digital، إن التصاميم المستديرة والتأثيرات البصرية مثل التظليل تجعلنا نشعر برغبة ملحة في التفاعل مع الأيقونات. على سبيل المثال، يعكس حرف “F” في شعار فيسبوك تصميما بسيطًا وجذابًا، بينما يستحضر رمز الكاميرا في “إنستغرام” شعور الحنين ويعزز التفاعل.
أما تطبيق X (تويتر سابقًا)، فيستخدم رمزا بحجم كبير على شكل حرف “X”، ما يجذب الانتباه ويشجع النقر، كأنه مدرج لطائرات الهليكوبتر. ووفقًا للدكتورة داريا جيه كوس، أستاذة علم النفس في جامعة نوتنغهام ترينت، فإن الرموز المألوفة تبرز في أذهان المستخدمين وتزيد من احتمالية التفاعل معها.
وأشار الدكتور غاي أولسون من جامعة ماكغيل إلى أن الشركات التقنية تجري اختبارات مكثفة لاختيار أكثر الأيقونات جاذبية بهدف زيادة التنزيلات وتعزيز الاستخدام.
وترى الأستاذة راشيل بلوتنيك من جامعة إنديانا أن الأزرار المصممة بدقة تشجع على الاستهلاك الفوري، مشيرة إلى ارتباط الضغط عليها بمشاعر المتعة والإشباع السريع، وهو ما يجعل التطبيقات أكثر جاذبية.
من ناحية أخرى، كشفت دراسة نشرت في المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة عن وجود صلة بين الاستخدام المفرط للهواتف الذكية والإرهاق الذهني والجسدي.
تسلط هذه الدراسات الضوء على كيفية تصميم التطبيقات لتلعب على احتياجاتنا الفطرية ورغباتنا غير الواعية، مما يؤدي إلى زيادة استهلاكنا الرقمي وإدماننا على النقر والمشاركة، في وقت تتطلب فيه هذه العادات مزيدًا من الوعي لتجنب آثارها السلبية.