قطر

محمد المناعي: اليوم العالمي للإعاقة فرصة لتعزيز حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع القطري

يحتفي العالم في الثالث من ديسمبر/كانون الأول من كل عام باليوم العالمي للإعاقة المعني بتعزيز الوعي بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتوفير الفرص لمشاركتهم المجتمعية الفاعلة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على التحديات التي يوجهونها في المجالات المختلفة، ويعزز من ضرورة اتخاذ إجراءات شاملة لضمان حقوقهم ودمجهم في المجتمع القطري.

ويشارك مركز النور للمكفوفين في الاحتفاء باليوم العالمي للإعاقة، إذ يعني بشكل خاص بالأشخاص ذوي الإعاقة البصرية عبر أنشطته المتنوعة، التي يسعى بوساطتها إلى تعزيز الوعي بأهمية توفير بيئات شاملة تدعم ذوي الإعاقة البصرية، وتمكنهم من ممارسة حياتهم اليومية بشكل مستقل وفاعل.

كما يركز المركز على نشر الوعي بشأن الإعاقات البصرية وكيفية التعامل معها، ويسعى إلى بناء بيئات شاملة تدعمهم وتعينهم في التغلب على التحديات التي قد تواجههم في حياتهم اليومية.

المستشار القانوني في مركز النور للمكفوفين محمد المناعي (الجزيرة)

قضايا ذوي الإعاقة

وفي حوار خاص بالجزيرة نت تحدث المستشار القانوني في مركز النور للمكفوفين، محمد راشد المناعي، عن اليوم العالمي للإعاقة وما يقدمه المركز من خدمات. وفي ما يلي نص الحوار:

  • هل يمكنك أن تقدم لمحة عن خلفيتك المهنية وتجربتك في مجال القانون، وما الذي دفعك للعمل مستشارا قانونيا في مركز النور؟

لدي خلفية قوية في مجال القانون وحقوق الإنسان، مع التركيز على قضايا ذوي الإعاقة، واخترت الانضمام إلى مركز النور للمكفوفين، لأنني أؤمن برسالة المركز في تمكين ذوي الإعاقة البصرية، وخلق بيئة تدعم استقلالهم واندماجهم في المجتمع.
فالعمل في المركز ليس مجرد وظيفة، بل وسيلة لدعم وتحقيق رؤيته المتمثلة في أن يصبح مؤسسة رائدة في تمكين وإدماج ذوي الإعاقة البصرية في دولة قطر.

  • ما الرسالة الأساسية التي يحملها اليوم العالمي للإعاقة، ولماذا تعتقد أنه يحظى بأهمية خاصة للمكفوفين وذوي الإعاقة بشكل عام؟

الرسالة الأساسية لليوم العالمي للإعاقة هي التأكيد على حقوق ذوي الإعاقة ودمجهم الكامل في المجتمع، وهذا اليوم يسهم في زيادة وعي المجتمع بقضايا المكفوفين وضعاف البصر وذوي الإعاقة عموما، مما يدعم استقلاليتهم، ويمكنهم من المشاركة الفاعلة في المجتمع.

  • ما أبرز التحديات القانونية التي تواجه المكفوفين في المجتمع اليوم، وكيف تعتقد أن هذه التحديات تؤثر في حياتهم اليومية؟

من أبرز التحديات هو الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية وفرص العمل الملائمة، وهذه التحديات تحد من قدرتهم على العيش باستقلالية والمساهمة في المجتمع بشكل كامل، وهو ما تسعى الدولة لتجاوزه بوساطة برامجها الداعمة وخدماتها.

  • هل يمكنك شرح بعض القوانين المحلية والدولية التي تدعم حقوق ذوي الإعاقة؟ وكيف تسهم هذه التشريعات في تحسين جودة حياتهم؟

توجد قوانين محلية مثل قانون حقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في قطر، إضافة إلى الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وهذه التشريعات تعمل على ضمان:
الخدمات الطبية: كتوفير الرعاية الطبية الوقائية، والعلاجية، والصحية، والنفسية. وفرص العمل: توفير فرص العمل والتشغيل المناسبة وفقا لقدراتهم. والتوعية المجتمعية: توعية المواطنين بحقوق المكفوفين وضعاف البصر، وتشجيع تقديم العون، وحسن معاملتهم. والبرامج التعليمية والتأهيلية: وبرامج التربية الخاصة، وتوفير وإعداد الكوادر الفنية المؤهلة للتعامل مع المكفوفين وضعاف البصر. والرياضة والترويح: توفير فرص ممارسة الرياضة والترويح بما يسهم في تطوير قدراتهم. والخدمات المتخصصة: توفير الخدمات الخاصة في مجالات الرعاية والعناية والإغاثة والتدريب والتأهيل المهني.
وهذا ما يسهم في تعزيز استقلالهم واندماجهم في المجتمع.

الدعم القانوني

  • كيف يسهم مركز النور في توفير الدعم القانوني للمكفوفين؟ وما الإجراءات المتبعة لتقديم هذا الدعم؟

يسعى المركز إلى توفير استشارات قانونية للمكفوفين وضِعاف البصر لمساعدتهم على فهم حقوقهم والحصول عليها، كما نسق المركز مع مؤسسات قانونية ومجتمعية لضمان وصولهم للخدمات المناسبة وتذليل العقبات التي قد تواجههم، وقد جرى التنسيق كذلك مع مكتب محاماة لتقديم خدمات قانونية مجانية لهم.

  • ما الإستراتيجيات التي يستخدمها المركز لرفع الوعي بالحقوق القانونية لذوي الإعاقة؟ هل هناك حملات توعية أو برامج تعليمية خاصة؟

يسعى المركز مستقبلا لتنظيم حملات توعوية وورش عمل وبرامج تثقيفية لتعريف المجتمع بحقوق ذوي الإعاقة البصرية، ويسعى لتعزيز الوعي عبر برامج مخصصة في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.

  • كيف يمكن للمجتمع ككل أن يسهم في تعزيز حقوق ذوي الإعاقة؟ وما الدور الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في هذا السياق؟

المجتمع يستطيع دعم ذوي الإعاقة عبر نشر الوعي وتوفير بيئات داعمة، في حين يمكن للمؤسسات الحكومية وغير الحكومية توفير فرص متكافئة، وتعزيز شراكات مع مراكز متخصصة مثل المركز.

  • كيف ترى تغيرات النظرة المجتمعية نحو ذوي الإعاقة على مر السنوات؟ وهل تلاحظ تحسنا في كيفية التعامل مع قضاياهم؟

هناك تطور ملحوظ في تقبل المجتمع لذوي الإعاقة، ومركز النور يلعب دورا رئيسيا في تحسين هذه النظرة من خلال التوعية المستمرة والدعم الذي يقدمه للمكفوفين وضعاف البصر.

  • ما التحديات التي لا تزال قائمة رغم التقدم في التشريعات والدعم القانوني؟ كيف يمكن معالجتها؟

التحديات تشمل صعوبة الوصول الشامل للبيئات التعليمية والعملية، ومعالجة ذلك يتطلب تكثيف التعاون بين القطاعات وتطبيق التشريعات بصرامة.

  • كيف ترى مستقبل حقوق ذوي الإعاقة في المجتمع؟ وما التغيرات التي تأمل في تحقيقها بالسنوات القادمة؟

أرى مستقبلا مشرقا مع تزايد الوعي، وأطمح لرؤية مزيد من الفرص الملائمة التي تعزز استقلال ذوي الإعاقة.

ابتكارات تكنولوجية

  • كيف ترى دور التكنولوجيا في دعم حقوق المكفوفين وتحسين حياتهم؟ هل هناك ابتكارات تكنولوجية تسهم في هذا المجال؟

التكنولوجيا تسهم بشكل كبير في تعزيز استقلال المكفوفين وضعاف البصر، مثل الهواتف الذكية وأجهزة القراءة الإلكترونية والعصا البيضاء الإلكترونية، والتي تسهل عليهم التنقل والتواصل والتعلم.

  • ما دور التعليم في تمكين ذوي الإعاقة قانونيا؟ وكيف يمكن أن يسهم التعليم في تغيير المواقف المجتمعية تجاههم؟

التعليم يوفر لذوي الإعاقة فرصة للتعلم والوعي بحقوقهم، وهذا يساعد على تغيير نظرة المجتمع إليهم وتعزيز مساهمتهم فيه.

  • كيف يتعاون المركز مع الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني لتعزيز حقوق ذوي الإعاقة؟

المركز يعمل بتنسيق وثيق مع الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني لتمكين ذوي الإعاقة البصرية، وضمان حصولهم على الخدمات الشاملة التي تعزز اندماجهم.

  • ما الرسالة التي تود توجيهها للأجيال القادمة من ذوي الإعاقة بشأن أهمية الدفاع عن حقوقهم وتحقيق أحلامهم؟

رسالتي هي أن يدافعوا عن حقوقهم بثقة، وأن يعلموا أن النجاح والمشاركة الفعَّالة حق مشروع لكل فرد في المجتمع.

تحديات المكفوفين

  • كمتعايش مع تجربة الإعاقة، كيف أثرت تجربتك الشخصية على عملك مستشارا قانونيا؟ هل هناك تجارب محددة شكلت رؤيتك؟

تجربتي الخاصة عززت من فهمي العميق للتحديات التي يواجهها المكفوفون وضِعاف البصر، وهذا ما جعلني أكثر حرصا على العمل على تمكينهم قانونيا ومجتمعيا.

  • هل هناك أي نقاط أو أفكار إضافية تود مشاركتها حول موضوع حقوق ذوي الإعاقة بمناسبة اليوم العالمي للإعاقة؟

أتمنى أن يستمر المجتمع في دعم ذوي الإعاقة لتحقيق حياة أكثر استقلالية، وأن نستمر كمجتمع في العمل معا لتعزيز التمكين والشمولية لهم. وتتجدد الدعوات من قبل المؤسسات ومنظمات المجتمع، لتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتمكينهم من الاندماج الكامل في المجتمع، ويسعى المركز جاهدا لتقديم خدمات متكاملة تسهم في تحسين حياة ذوي الإعاقة البصرية ودمجهم في المجتمع وتحقيق استقلاليتهم.

والجدير بالذكر أن تأسيس مركز النور للمكفوفين جاء تماشيا مع إستراتيجية التنمية الوطنية لدولة قطر الثالثة 2024 -2030، والتي تعزز دعم الدولة للفئات الأولى بالرعاية والأشخاص ذوي الإعاقة والعمل على تأهيلهم ودمجهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى