عمان

سفارة الصين بمسقط تحتفل بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية

 وانغ شيوهونغ: سلطنة عمان دولة عظيمة ذات تاريخ عريق وحضارة متميزة، وشعبها ودود، ومجتمعها مستقر

مسقط – خالد عرابي

احتفلت سفارة جمهورية الصين الشعبية المعتمدة لدى سلطنة عمان مؤخرا بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، وذلك بفندق قصر البستان ريتز كاريليتون مسقط ، برعاية سعادة محسن بن حمد بن سيف الحضرمي، وكيل وزارة الطاقة والمعادن المحترم، ضيف الشرف، ولفيف من المسئولين العمانيين ، ومن سعادة السفراء أعضاء السلك الدبلوماسي، ولفيف من أبناء الجالية الصينية في السلطنة.

وفي كلمته في حفل الاستقبال قال سعادة وانغ شيوهونغ، القائم بأعمال السفارة الصينية لدى سلطنة عمان: يسرنا أن نلتقي اليوم للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. أولا، يطيب لي أن أتقدم بأحر الترحيب وجزيل الشكر لجميع ضيوفنا الحاضرين، وأن أعبر عن خالص التهنئة لجميع المواطنين الصينيين في عمان بمناسبة العيد الوطني، نيابة عن سفارة الصين وبأصالتي.

وأضاف قائلا: على مدى خمسة وسبعين عام منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، مضت الصين قدما بخطوات قوية تحت قيادة حزب الشيوعي الصيني وتوحد الشعب الصيني، إذ تغلبت على مختلف الصعوبات والحصار غير العادلة، وحققت إنجازات عظيمة في تنمية الوطن وتحسين مستويات معيشة الشعب، وسجلت معجزة في التنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعي طويل الأمد. ففي بداية تأسيس الصين الجديدة، كان الناتج المحلي الإجمالي الصيني يمثل أقل من 5% من إجمالي حجم الإقتصاد العالمي، ولا يوجد أي صناعات ثقيلة ولا التكنولوحيا الحديثة في الدولة في ذلك الوقت. أما الآن، تحتل الصين المرتبة الثانية في عالم في الناتج المحلي الإجمالي، وقد أنشأت النظام الصناعي الحديث الأكثر اكتمالا على مستوي العالم. وعلى مر العقود، تظل مساهمة الاقتصاد الصيني في النمو الاقتصادي العالمي بنسبة حوالي 30%، مما يجعلها محركا هاما للاقتصاد العالمي. في النصف الأول من هذا العام، على الرغم من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي واستمرار شبح الحماية التجارية، إلا أن الاقتصاد الصيني ما زال يحافظ على تقدم مطّرِد، وحقق النمو بنسبة 5% على أساس سنوي، ويواصل التعاون الاقتصادي والتجاري الخارجي يتوسع، وتجاوز حجم الواردات والصادرات 3 تريليون (Trillion) دولار أمريكي، حيث إزداد حجم تجارة الصين مع الدول المشاركة في بناء مبادرة “الحزام والطريق” بنسبة 7.2% على أساس سنوي.

سياسة الإصلاح والانفتاح

وأكد سعادة وانغ شيوهونغ، القائم بأعمال السفارة الصينية لدى سلطنة قائلا: وعلى مدى 75 عام، وخاصة 46 عامً منذ انتهاج الصين سياسة الإصلاح والانفتاح، تدفقت الديناميكية للابتكار والحيوية التنموية بعد الصقل الطويل الأمد، مما حققت إنجازات خلاقة وجديدة في كافة المجالات في التراكم من حيث الكمية واختراقات من حيث الجودة. تعد الصين رائدة عالميًا في العديد من المجالات مثل اتصالات الجيل الخامس، والسكك الحديدية عالية السرعة، ومركبات الطاقة الجديدة والخ، وقد تم إجراء الرحلة التجارية لطائرة الركاب من طراز “سي-919″، وتم إطلاق مركبات الفضاء لأسرة “شنتشو” بشكل متتالٍ، وهبط المسبار “تشانغ آه-6” على الجانب البعيد للقمر وأعاد بعينات التراب إلى الأرض لأول مرة في التاريخ، وغاصت الغواصة “فندوتشه” في أعماق البحار، بالإضافة إلى ذلك، تكامل الاقتصاد التقليدي مع الاقتصاد الرقمي بشكل معمق، ولاقت المنتجات المحلية الصنع والعلامات التجارية العصرية ترحيبا واسعا لدى الزبائن من أنحاء العالم. إن تصنيع إنجازات الابتكار العلمي والتكنولوجي في الصين قد أدى إلى تسريع تشكيل قوى إنتاجية جديدة.

وأضاف: على مدى 75 عام الماضي، تتمسك الصين بسياسة خارجية سلمية مستقلة، وتلتزم بهدفها المتمثل في صون السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة، وتطوير التعاون الودي مع جميع البلدان على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، إذ أنها قد أقامت علاقات دبلوماسية مع 183 دولة في العالم وأقامت علاقات الشراكة استيراتيجية مع أكثر من 110 دولة ومنظمة دولية. إنها ظلت وستظل بانيا للسلام العالمي ومساهما في التنمية العالمية ومحافظا على النظام الدولي.

وأكد قائلا: إن الصين إذ تعرب عن انشغالها الشديد إزاء الصراع في قطاع غزة، وتدعو الى وقف إطلاق النار وإنهاء القتال بشكل فوري، ووقف كافة أعمال العنف والهجمات ضد المدنيين. ترى الصين أن المخرج الأساسي لكسر دوامة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يَكْمُن في تنفيذ “حل الدولتين” واستعادة الحقوق الفلسطينية الوطنية المشروعة وإقامة دولة فلسطين المستقلة.

سلطنة عمان دولة عظيمة

القائم بأعمال السفارة الصينية لدى السلطنة أكد في كلمته على أن سلطنة عمان دولة عظيمة ذات تاريخ عريق وحضارة متميزة، وشعبها ودود، ومجتمعها مستقر. على رغم أن المسافة بين الصين وعمان تبلغ آلاف كيلومتر، إلا أن الثقافات والعادات وطريقة التفكير بين الشعبين الصيني والعماني متشابهة، وكلاهما يحبان السلام ويحترمان الاخرين ويلتزمان بالوعود. ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وسلطنة عمان قبل 46 عاما، ظلت العلاقات الثنائية بينهما تتطور بشكل مطّرد وقد أصبحت شريكين استراتيجيين في كل المجالات، وتتعزز الثقة السياسية المتبادلة بينهما بشكل مستمر، ويدعم بعضهما البعض في القضايا التي تتعلق بالمصالح الأساسية والهموم الكبرى لكل منهما. وأردف قائلا: يشهد التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين يتعمق ويتوسع بشكل ملحوظ، وتظل الصين أكبر شريك تجاري وأكبر مستورد للنفط الخام العُماني لسنوات متتالية. وفي النصف الأول من هذا العام، بلغ حجم التجارة الثنائية الى 18.6 (ثماني عشر فاصل ستة) مليار دولار أمريكي، بزيادة 8% على أساس سنوي. وشهد التبادل والتعاون في مجالات الثقافة والتعليم والصحة بين البلدين أيضا تطورا جديدا، ففي هذا العام، شارك أكثر من 70 طالبا وطالبة عمانيين في المخيمات لـ”جسر اللغة الصينية” في الصين. كما يأتي المزيد من السياح الصينيين إلى عمان. إن الزيارات المتبادلة بين الشعبين تزرع “بذور الصداقة” الجديدة لمستقبل علاقة البلدين .

وأشار سعادة وانغ شيوهونغ إلى أن بلاده تولي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات مع عمان، وتستعد للعمل مع سلطنة عمان لمواصلة تعزيز الثقة السياسية المتبادلة، وتقوية التنسيق الاستراتيجي، وتعميق التعاون العملي، لكي دفع بناء مجتمع المستقبل المشترك بين الصين وعمان.

فى يوليو الماضي، تكللت بنجاح الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، مما رسم خطة التنمية الصينية الجديدة لتعميق الإصلاح على نحو شامل وفتح آفاق جديدة لدفع التحديث الصيني النمط. إن هدفنا طموح جدا لكنه بسيط جدا أيضا، ألا وهو تحقيق حياة أفضل للشعب الصيني والتمتع بمجتمع سلمي مستقر ومتناغم في نهاية المطاف.

ويهدف التحديث الصيني النمط إلى تحقيق النمو الاقتصادي السريع والتنمية الاجتماعية المستقرة من خلال اتباع مسار التنمية الذي يناسب ظروفها الوطنية، ويحترم التنوع والشمول والاستدامة في التنمية، ويستكشف مسار تحديث ونموذج تنمية جديدًا، ويوفر تجربة ومرجعًا مفيدة للدول الأخرى، وفرصا وأسواقا جديدة للتنمية العالمية.

في المستقبل، ستواصل الصين قيادة الإصلاحات بمفاهيم تنموية جديدة، وترتكز على مرحلة التنمية الجديدة، وتسرع في تنمية قوى إنتاجية جديدة. ستعمق إصلاح نظام إدارة الاستثمار الأجنبي والاستثمار الخارجي، وتتمسك بسياسة الانفتاح عالي المستوى على الخارج بثبات واستمرار، وتعزز قدرات الانفتاح من خلال توسيع التعاون الدولي، وتحقيق الترابط والرخاء المشترك مع دول “الحزام والطريق” بما فيها سلطنة عمان.

وقال: ستواصل الصين بذل جهود لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية، مبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، والدعوة إلى التعددية القطبية المتّسمة بالمساواة والانتظام، والعولمة الاقتصادية القائمة على المنفعة للجميع والاحتضان، والتمسك بمفهوم الصدق والنتائج الحقيقية والصداقة وحسن النية، والسعي وراء الخير الأعظم والمصلحة المشتركة، والالتزام بتوسيع الشراكة العالمية القائمة على المساواة والانفتاح والتعاون، وتعزيز تقارب المصالح مع الدول الأخرى، مما يساهم بالحكمة الصينية والحلول الصينية في حل المشاكل العالمية.

وأختتم سعادة وانغ شيوهونغ قائلا: لا تزال بعض المناطق في العالم تعيش في النزاعات. يدرك الشعب الصيني مدى قيمة السلام، ويدرك أيضا أن التضامن والتعاون للتنمية المشتركة هو الطريق الصحيح لمواجهة هذه التحديات. دعونا نعمل معًا، خطوة بخطوة، لتعزيز الالتئام بين البناء المشترك لـ”الحزام والطريق” و”رؤية عمان 2040″، ودفع التعاون في مختلف المجالات إلى مستوى أعلى.

وأخيرا، دعونا نتمنى معا للصين وعمان الرخاء والصداقة إلى الأبد! أتمنى لجميع الضيوف الحاضرين الصحة والعافية والسعادة.

وأود أيضًا أن أعبر عن شكري الخاص للمؤسسات والشركات الصينية والجالية الصينية الذين دعموا هذه الفعالية بقوة وساهموا في العروض والفنية، وأتمنى لكم جميعا كل السعادة والخير والصحة والعافية. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى