الكويت

عبدالله السند: زيادة عدد متعاطي المخدرات على مستوى العالم بنحو 23% في غضون عقد واحد من الزمن

  • الإدمان مشكلة متعددة الأبعاد ومتداخلة العوامل ومتشابكة التأثيرات والوقاية منها يجب أن يكون عبر برامج وخطط ممنهجة متعددة التخصصات
  • المواد المخدرة تتزايد خطورتها بفعل تطور أنماط الترويج وظهور أنواع جديدة أشد فتكاً بالإنسان
  • واحد من بين كل 8 أشخاص في العالم يعاني من مشكلة نفسية وفق الإحصائيات العالمية

أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة د.عبدالله السند أن الإدمان آفة تعانيها كثير من المجتمعات عالميا، وتعد من أخطر مشكلات العصر الحديث، الأمر الذي يتطلب تكاتف الجهود المجتمعية والدولية من أجل التصدي لها، لاسيما أن أضرارها لا تمس حياة الإنسان وحده، بل تشمل كل أفراد أسرته ومجتمعه ومن حوله، وتتزايد خطورتها كل يوم بفعل تطور أنماط الترويج لها وظهور أنواع جديدة من المواد المخدرة أشد فتكا بالإنسان، وما لذلك من انعكاسات تعوق معدلات التنمية والإنتاج، وأثر تخريبي مباشر على المجتمعات، وطاقتها البشرية خاصة من فئة الشباب. ورأى د. السند خلال برنامج «مفاهيم» الذي يعده ويقدمه على تلفزيون دولة الكويت، أن هذه المشكلة باتت اليوم متعددة الأبعاد، ومتداخلة العوامل، ومتشابكة التأثيرات، وأمام تفاقمها أصبح من المتعذر على أي دولة بمفردها أن تتصدى وحدها للمشكلة، وهذا ما يفرض ضرورة مواجهتها من خلال تعاون دولي مشترك، ومن خلال تكاتف الجهود وتعاون مختلف جهات الاختصاص، وتكامل الرؤى بشأنها من مختلف الزوايا والتخصصات، من أجل إنجاح جهود التصدي، وتفعيل عمليات المواجهة لهذه الآفة المدمرة.

وحذر السند من أن تفاقم هذه المشكلة ينذر بالخطر الذي يؤدي إلى أضرار بالغة في ظل ظهور أنواع جديدة من المواد المخدرة، وابتكار أساليب وطرق مستحدثة للتهريب والترويج، وزيادة الارتباط بين المواد المخدرة والجريمة، وتضخم حجم الأموال المستخدمة في هذه التجارة غير المشروعة.وأشار الدكتور إلى بعض الإحصائيات ذات الصلة والتي تشير إلى تزايد مخاطر مشكلة الإدمان يوما بعد آخر، لافتا وفق تقرير للأمم المتحدة إلى زيادة عدد متعاطي المخدرات على مستوى العالم بنحو 23% في غضون عقد واحد من الزمن، وارتفاع من يتعاطون المخدرات من 240 مليون شخص، إلى 296 مليون شخص خلال الفترة بين 2011 و2021، وزيادة من يعانون من إدمان المخدرات أو أمراض تتعلق بالمخدرات بنسبة 45%، ليرتفع عددهم إلى 39.5 مليون شخص حول العالم.

وإذ لفت د. السند إلى أن العوامل التي تؤدي إلى الوقوع في الإدمان تختلف وتتفاوت، بين أسباب نفسية وعائلية واجتماعية واقتصادية، أشار إلى أن هناك نوعين من الإدمان، إدمان المواد المخدرة والخمور، والإدمان السلوكي القهري الذي لا يستطيع الشخص مقاومته، ويشمل ذلك إدمان ألعاب الكمبيوتر أو إدمان المواقع الإلكترونية أو مشاهدة المواقع غير الأخلاقية، وما يتبعها من سلوكيات خاطئة.

وفي إطار الوقاية من الإدمان رأى د. السند أن الوقاية يجب أن تكون عبر برامج وخطط ممنهجة وطويلة المدى ومتعددة الأبعاد والتخصصات، يضع أركانها أصحاب التخصص والخبرة في هذا المجال، لاسيما في مجال التربية والسلوك والأمن والصحة والقيم. هذا، وساق د. السند بعض الأسباب التي تقود الشخص نحو الإدمان، مشددا على ضرورة الحذر والابتعاد عن تجربة أي نوع من المواد المخدرة، لأن بداية الإدمان تجربة، والتي قد يتحول معها الأمر إلى الاستسلام الجسدي والنفسي. كما استعرض بعض أبرز الأعراض أو التغييرات التي قد تطرأ على الشخص مع بداية مرحلة الإدمان، لافتا إلى أنه من المهم أن نعرف كيف نساعد المدمن وأن نكشف أسباب إدمانه، ونحاول انتشاله من هذا البلاء، في ظل ما يؤكده المختصون أن الإدمان مرض يحتاج إلى العلاج والمساعدة للخروج منه، وقبل ذلك العمل سويا لمنع الوقوع فيه.

وأكد أن الكويت أعطت الأولوية لعلاج مدمني المخدرات من خلال وضع برامج طبية وتأهيلية، وأسست مركز علاج الإدمان عام 2004 تحت مظلة وزارة الصحة، والذي يقدم الخدمات العلاجية المتطورة عبر المختصين في المجال، فضلا عن مساعدة المتعافين في التأهيل النفسي والاجتماعي.

ومن جهة أخرى، أكد د. السند أن الصحة النفسية ركن أساسي في صحة الإنسان، وحالة من العافية التي يستطيع فيها كل فرد إدراك إمكاناته الخاصة، والتكيف مع حالات التوتر، والعمل بشكل منتج ومفيد، والإسهام في مجتمعه، لافتا إلى أن أهمية الصحة النفسية تكمن في أنها تصل بالفرد إلى الانسجام والتوافق النفسي والاجتماعي، والقدرة على الإنتاجية والعطاء، وهي جزء لا يتجزأ من الصحة والرفاه، مؤكدا أن الصحة هي حالة من اكتمال السلامة بدنيا وعقليا واجتماعيا، وليس مجرد انعدام المرض.

وحذر د. السند من الوصمة الاجتماعية للأمراض النفسية، والتمييز والتفرقة ضد الأشخاص المصابين بمرض نفسي مهما كانت حدته، مشيرا إلى أن الأمراض النفسية لا تختلف عن غيرها من الأمراض الجسدية في قابلية الشفاء والتعافي، عند المبادرة إلى تلقي العلاج. وفيما رأى أن وصمة المرض النفسي قد قلت بسبب زيادة مستوى الوعي المجتمعي في كثير من دول العالم غير أنها لاتزال تمثل مشكلة حقيقية، وتجعل أكثر من نصف من يعانون منها وفق ما تشير إليه بعض التقارير، لا يتلقون المساعدة أو العلاج، أو يتأخرون فيه، خاصة أن الاضطرابات النفسية في الواقع أكثر انتشارا، حيث أن واحد من بين كل 8 أشخاص في العالم يعاني من مشكلة نفسية، بحسب ما تشير إليه الإحصائيات العالمية فيما يتعلق بالصحة الذهنية.

وعرج د. السند على بعض الإحصائيات حول نسبة شيوع الأمراض النفسية حول العالم، وتأثيرات الصحة النفسية على الناحية الاقتصادية أو حالات الانتحار التي من بين أبرز أسبابها المحتملة المشاكل النفسية. كما أشار إلى أهمية الصحة النفسية للتنمية الشخصية والاجتماعية والاقتصادية، لافتا إلى أنها لا تعني فقط عدم وجود أي معاناة من الأمراض العقلية، بل هي الطريقة التي ندرك بها قدراتنا، وتحملنا لضغوط الحياة الطبيعية، وكيفية التعامل معها.وتطرق د. السند خلال محاور الحلقة إلى كيف أنه للصحة النفسية أن تزرع الاستقرار الذاتي للفرد في المجتمع، وكيف يمكن التعامل مع الوصمة التي يضعها المجتمع للمرض النفسي، أو وصمة المرض النفسي، محذرا من المفاهيم الخاطئة والمقترنة بالأمراض النفسية، وهي أن المريض النفسي يشكل خطورة على المجتمع، أو أن المريض النفسي سيظل يعاني طوال حياته، مؤكدا أن أكثر المرضى الذين يعانون من مشاكل نفسية، يتعافون بفضل الله، ويعودون لممارسة حياتهم بشكل طبيعي عند المبادرة في تلقي العلاج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى