البحرين

‎على هامش إطلاق الحملة الوطنية (مياه مستدامة).. خبراء يؤكدون تميز أداء مملكة البحرين في مجال التكيف مع تغير المناخ والحملة خطوة مهمة في الحفاظ على الثروة المائية

المنامة في 20 أكتوبر/ بنا / أكد خبراء ومسؤولون مشاركون في حفل إطلاق الحملة الوطنية (مياه مستدامة)، التي دشنها اليوم سعادة الدكتور محمد بن مبارك بن دينه، وزير النفط والبيئة والمبعوث الخاص لشؤون المناخ، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وبحضور سعادة المهندس إبراهيم بن حسن الحواج، وزير الأشغال، وسعادة السيد ياسر بن حميدان، وزير شؤون الكهرباء والماء، أهمية الحملة التي تهدف إلى الحفاظ على الثروة المائية وتعزيز الوعي المؤسسي والمجتمعي بأهمية إعادة تدوير المياه واستدامتها.

‎وأشاروا إلى أن شعار الحملة “لكل قطرة قصة” يحمل العديد من الدلالات التي تدعو للحفاظ على الثروة المائية، مشيدين بالمبادرات والأنشطة الاجتماعية التي تهدف إلى إعادة تدوير المياه، ورفع الوعي بترشيد الاستهلاك، وتطبيق أساليب الترشيد في الأنشطة المختلفة، منها الزراعية والتجارية والصناعية.

‎وأكدوا في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين (بنا) على هامش حفل إطلاق الحملة، أن أداء مملكة البحرين يُعد متقدمًا في مجال التكيف مع تغير المناخ، مثمنين الجهود المتواصلة من مختلف الجهات لتحقيق الاستدامة البيئية، وتحسين البيئة المحلية، وتعزيز جودة الحياة.

‎وفي هذا السياق، أكدت ليلى سبيل، مديرة إدارة تغير المناخ والتنمية المستدامة في الجهاز التنفيذي للمجلس الأعلى للبيئة، أهمية حملة “لكل قطرة قصة”، لما لها من دور في تعزيز مرونة قطاع المياه في مملكة البحرين، مشيرةً إلى الطلب العالمي المتزايد على موارد المياه، مما يستدعي التعامل مع هذه الثروة الهامة بكفاءة واقتدار.

‎وقالت إن الحملة تُعد خطوة مهمة نحو تحقيق استدامة المياه في مملكة البحرين، مما يعكس الوعي بضرورة التعامل مع تحديات الموارد المائية، مبينة أن الجهود تتكاتف لترشيد استهلاك المياه، مع التركيز على طرق وأساليب الترشيد في الأنشطة المختلفة، بما في ذلك الأنشطة الزراعية والتجارية والصناعية.

‎ولفتت السيدة سبيل إلى أداء مملكة البحرين المتقدم في مجال التكيف مع تغير المناخ مقارنة بدول مشابهة في الظروف والبيئة كونها من الدول الجزرية، مؤكدةً أهمية الوعي بتأثير تغير المناخ على مصادر المياه والأمن الغذائي والنظام البيئي، مشيرة إلى الجهود المبذولة، ومنها تطوير خطة وطنية للاستثمار في التكيف مع آثار تغير المناخ، وإيجاد مشاريع تشمل إعادة استخدام المياه، وزراعة أشجار القرم، وتحسين الأداء النوعي.

‎من جانبه، قال السيد عبدالمجيد الحداد، نائب المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، مكتب غرب آسيا، إن الحملة الوطنية (مياه مستدامة) تهدف إلى توعية الجمهور بقيمة المياه، مشيراً إلى وجود مخاطر تهدد الموارد المائية من مصادر مختلفة، لافتًا إلى أن المياه المتجددة شحيحة، بينما المياه المعالجة والمياه الرمادية تعتبر مصادر مهمة للاستخدام.

‎وأضاف أن مشاريع إعادة استخدام المياه تشمل مبادرات لتطوير استخدام المياه الرمادية في المنازل، مثل تجميع مياه الأمطار واستخدام مياه المكيفات لري المزروعات، وهو جزء من تطبيق الاستراتيجية الوطنية للمياه، وجهود مجلس الموارد المائية لحماية وتنمية الموارد بما يضمن استمرارها وكفاءتها، مؤكداً ضرورة تطوير استخدامات المياه، مع التركيز على مشاريع إعادة الاستخدام، مما يسهم في تقليل الهدر ويعزز الاستدامة.

‎من جهته، أشار السيد محمد جناحي، رئيس قسم مصادر المياه بالمجلس الأعلى للبيئة إلى أهمية تعزيز الوعي بأهمية تقنين استخدام المياه، وتحسين استخدام المياه المعالجة في المنازل، مبيناً وجود تصاميم مستقبلية يمكن تنفيذها في المنازل الجديدة تتيح استخدام المياه العذبة والمعالجة، حيث يتم تجهيز المنازل بأساليب وطرق للتعامل مع التغيرات المناخية وشح المياه.

‏‎وأشاد جناحي بالتوجه الحكومي في مملكة البحرين الذي يهدف إلى التعامل مع هذا الملف بوعي ومسؤولية، مع إيجاد إدارة متكاملة لموارد المياه لتعزيز الوعي حول استخدام المياه بشكل مستدام، خاصة في ظل التغيرات المناخية.

‎بدوره، ثمَّن السيد محمد داداباي، رئيس المهندسين في مكتب الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، جهود مملكة البحرين في الحفاظ على البيئة، ومنها الحملة الوطنية للتشجير التي تهدف إلى مضاعفة عدد الأشجار في مملكة البحرين إلى ثلاثة ملايين شجرة خلال عشر سنوات. مشيداً بإعلان مملكة البحرين عن خطة لزيادة عدد الأشجار بحلول عام 2035.

‎ وقال إن مبادرات التشجير تأتي إلى جانب مبادرات أخرى مهمة، مثل توفير الخدمات الإسكانية بطريقة مستدامة، ومراعاة استخدام مواد البناء ذات المواصفات المستدامة، والسعي لتحقيق الأهداف العالمية من خلال تطبيق أهداف التنمية المستدامة الـ17 التي وضعتها الأمم المتحدة.

‎يُذكر أن مشروع الحملة يستهدف تحقيق الاستدامة والمرونة في قطاع المياه، إضافة إلى توعية الجمهور وتعزيز الاستخدام المسؤول للمياه، ورفع مستوى الوعي حول تهديدات تغير المناخ، وتشجيع الأفراد والمؤسسات على تبني الأساليب الاستهلاكية الموفرة للمياه، وابتكار الطرق الداعمة لاستدامة الموارد المائية.

‎وتشتمل الحملة الوطنية “مياه مستدامة” على العديد من البرامج والأنشطة والمعارض والمسابقات التوعوية والتثقيفية، التي تهدف إلى تحقيق الاستدامة والمرونة في قطاع المياه، ورفع مستوى الوعي لدى المؤسسات والأفراد بأهمية إعادة تدوير المياه الرمادية وتشجعهم على المساهمة في الجهود الوطنية الرامية لحماية الثروات الطبيعية.

‎من: سماح علام

م.ج, ع.ر, S.E




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى