خبراء ومختصون يؤكدون على دور الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي في تعزيز الوعي الجماهيري والمشاركة المجتمعية
المنامة في 11 نوفمبر/ بنا / أكد خبراء ومختصون على هامش ندوة دور الإعلام الرقمي والذكاء الإصطناعي في تشكيل الوعي السياسي أهمية تناول الذكاء الاصطناعي بوعي كبير إذ يمثل فرصة لتعزيز الوعي السياسي وتطوير مهارات الأفراد في مختلف المجالات، مشددين على أهمية تطوير التشريعات بما يضمن مواكبة الابتكارات التكنولوجية وبما يسهم في حماية الأفراد والمجتمع.
وبينوا في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين إلى أهمية استغلال الذكاء الاصطناعي بشكل إيجابي لتعزيز الإبداع والابتكار بدلاً من الخوف من فقدان الوظائف، إذ أن هناك حاجة إلى المزيد من النقاش والتوعية حول كيفيةاستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل فعال في مختلف القطاعات.
وفي هذا الجانب أوضحت الدكتورة لولوة المطلق رئيس مجلس إدارة ومؤسس شركة غولدن ترست للاستشارات الإدارية أهمية الندوة التي تتناول موضوع الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الوعي السياسي، وقالت إن هذا الموضوع يعد موضوعًا حيويًا وذو أهمية كبيرة في الوقت الحالي.
وأضافت أن الذكاء الاصطناعي يؤثر على جميع الأفراد، بما في ذلك الطلاب، و المؤسسات، والسياسيين، مما يجعل من الضروري مناقشة تأثيراته بشكل جاد وشامل.
وأشارت الدكتورة لولوة الى أن الذكاء الاصطناعي لن يؤدي إلى الاستغناء عن الموظفين، بل سيخلق وظائف جديدة في المستقبل، موضحة أن التطورات التكنولوجية دائمًا ما تفتح آفاقًا جديدة في سوق العمل.
ونوهت إلى أن الذكاء الاصطناعي يُعتبر أداة مساعدة للصحفيين، حيث يعزز من إبداعهم وابتكارهم بدلاً من استبدالهم مضيفة أن طريقة استخدام الذكاء الاصطناعي هي التي تحدد تأثيره، مشيرة إلى أنه يمكن أن يكون له دور كبير في خلق وظائف جديدة ودعم الإبداع إذا تم استخدامه بشكل صحيح ومسؤول.
وأضافت أن هناك حاجة إلى مزيد من النقاش والتوعية حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل فعال في مختلف القطاعات.
ومن جانبه أكد السيد محمد العبيدلي كاتب صحافي والرئيس التنفيذي لشركة النديم لتقنية المعلومات، على أهمية الندوة التي تعالج قضية ملحة تتصل بالاعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي وتاثيرهما في تشكيل الوعي ، مشيرًا إلى اهتمام الجهات الرسمية وتجاوب المواطنين مع هذا الموضوع الحيوي.
وأوضح أن هذه الندوة تأتي لتعزيز التوعية والتثقيف حول القضايا المستجدة والمتعلقة بالذكاء الاصطناعي وتأثيراته على المجتمع، وأكد العبيدلي أهمية الوعي في التعامل مع موضوع الذكاء الاصطناعي، موضحًا ضرورة عدم الخوف من الذكاء الصالح والتأكيد على فوائده المحتملة.
ودعا إلى تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي بحكمة لتحقيق الفوائد المرجوة وتعزيز الابتكار، مشددًا على ضرورة مضاعفة كمية المحتوى العربي على منصات الذكاء الاصطناعي، وذلك لأن المعلومات المتاحة باللغة العربية على هذه المنصات قليلة مقارنة باللغات الأخرى.
وقال العبيدلي إن تكثيف المحتوى العربي سيضمن توافر معلومات غنية ومتنوعة تلبي احتياجات المستخدمين العرب، ويسهم في تشكيل الخوارزميات بشكل صحيح، مما سيعزز من فعالية الذكاء الاصطناعي في اللغة العربية، ويسهم في تطوير تطبيقات وخدمات ذكاء اصطناعي يلبي الاحتياجات الخاصة بالمجتمعات العربية.
فيما أكد السيد عبدالله الهامي، رئيس تحرير صحيفة الوطن، على الدور الحيوي الذي يلعبه الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي في تشكيل الوعي السياسي وتأثيرهما الكبير على المجتمعات، وذلك لأن التكيف مع التغيرات السريعة في الإعلام الرقمي أصبح ضرورة ملحة، تحتم المبادرة في استخدام هذه التقنيات بدلاً من التحفظ عليها .
وبين الهامي وجود حاجة ملحة لفهم أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وكيفية التعامل مع الإعلام الرقمي بشكل يتماشى مع القيم الثقافية والدينية. مؤكدًا أن إنشاء منصات عربية تعكس الهوية والقيم الثقافية العربية والإسلامية يعد أمرًا ضروريًا لتعزيز الوعي المجتمعي، مشيرًا إلى وجود نقص في إنتاج المحتوى الرقمي العربي، في حين أن الفضاء الرقمي مليء بمحتوى متنوع من ثقافات أخرى، ممايستدعي تكثيف الجهود في هذا المجال.
أما المحامية الدكتورة هنادي الجودر فأكدت أهمية الندوة التي تتناول الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الوعي السياسي، موضحة أن الذكاء الاصطناعي يُعتبر واقعًا ومستقبلًا يتطلب مناقشة جادة ، حيث تأتي هذه الندوة في وقت حاسم لتعزيز الوعي المجتمعي حول القضايا المحورية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن تعزيز الوعي السياسي هو ركيزة أساسية لبناء مجتمع متماسك وقادر على مواجهة التحديات المستقبلية.
وأشارت إلى الحاجة لوضع تشريعات ملائمة لمواكبة التطورات التكنولوجية في مجال الذكاء الاصطناعي، كونها تلعب دورًا كبيرًا في تنظيم استخدام التكنولوجيا بطرق تضمن الفائدة للجميع.
إلى ذلك شددت الإعلامية الدكتورة لولوة بودلامة على أهمية تسخير الذكاء الاصطناعي في خدمة الإعلام وتشكيل الوعي السياسي، وقالت إننا نعيش حاليا في عصر التكنولوجيا المتقدمة، ولا يمكننا أن ننكر أن الذكاء الاصطناعي الذي أصبح أداة حيوية ورئيسية يجب استغلالها في صالح الانتاج الاعلامي وفي تشكيل الوعي السياسي.
وأوضحت د البودلامة انه يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تحليل كميات ضخمة من البيانات بسرعة ودقة، مما يساعد في تقديم معلومات في وقت قياسي ويبقى أهمية صحة هذه المعلومات. واضافت أنه من خلال تسخير هذه التكنولوجيا ايضا، يمكننا تعزيز الشفافية والمشاركة السياسية، وتمكين الأفراد من اتخاذ قرارات مستنيرة.
ومن جانبه أوضح الدكتور جمال عبدالعظيم ، أستاذ الإعلام السياسي بجامعة البحرين، أن موضوع الندوة يعتبر مهمًا في الوقت الحالي بسبب التغيرات العالمية والصراعات المستمرة، مشددًا على أهمية دعم الشباب من خلال زيادة الوعي السياسي، الذي من شأنه تعزيز الهوية والانتماء والمواطنة، داعيا إلى تعزيز البرامج التوعوية التي تستهدف الشباب لتنمية مهاراتهم وتعزيز دورهم في المجتمع.
وبيّن د عبدالعظيم أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة إيجابية إذا ما تم استخدامه بشكل صحيح، مؤكداً على ضرورة تحديد الأهداف وآليات الاستخدام لتحقيق الفائدة المرجوة.
وأوضح أن الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة للتنمية والتطوير.
ومن جهته بين الباحث والكاتب السيد محمد وجدي الدوسري أهمية الندوات والحلقات التشاورية في تعزيز الوعي الجماهيري والمشاركة المجتمعية في المملكة، ولفت إلى أن التركيز اليوم يجب أن يكون على الفوائد التي يمكن أن يقدمها الذكاء الاصطناعي، مع الأخذ في الأعتبار بالأضرار المحتملة التي قد تنجم عن استخدامه غير المدروس.
وأضاف الدوسري أن للذكاء الاصطناعي جوانب إيجابية متعددة، مؤكدًا ضرورة أن تكون المجتمعات واعية لهذه الأبعاد المتعددة لضمان استخدام آمن ومسؤول للذكاء الاصطناعي،
من جهتها قالت منه مسعود، باحث دكتوراه في الإعلام الرقمي إن للذكاء الاصطناعي دورا مهما في الإعلام، إلا أن الأمر أيضا يتطلب وجود قوانين تحمي الأمن الوطني لضمان استخدامه بشكل آمن وفعال.
وأشارت إلى وجود قوانين لتنظيم الإعلام في مملكة البحرين، بما في ذلك الإعلام الرقمي، لضمان دقة المعلومات وحماية المجتمع ودعت إلى تحديث هذه التشريعات بشكل دوري لمواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة، وأهمية الالتزام بالمعايير الأخلاقية والمهنية في العمل الإعلامي.
من سماح علام
ع.ذ, A.A.M