مملكة البحرين تشارك في جلسة المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن بشأن الحالة في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية
نيويورك في 17 يوليو/ بنا / أكد سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، وزير الخارجية، أن إعلان البحرين الصادر عن القمة العربية الثالثة والثلاثين التي عُقدت في مملكة البحرين في مايو الماضي، برئاسة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المُعظم، حفظه الله ورعاه، أكد الموقف العربي الموحد الذي يدعو إلى تسوية سلمية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، واتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية، وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته الوطنية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة.
وقال سعادة وزير الخارجية إن منطقة الشرق الأوسط عانت خلال العقود الماضية من حروب مدمرة وصراعات ونزاعات مريرة، تسببت في خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات والأعيان والبنى التحتية، وخلفت مآسي إنسانية مؤلمة، وانتهكت القوانين والمواثيق الدولية، وأصبحت تشكل تهديدًا كبيرًا للأمن والاستقرار الإقليميين، وتنذر بمخاطر جسيمة على الأمن والسلم الدوليين.
جاء ذلك في كلمة مملكة البحرين، بصفتها رئيسة الدورة الحالية للقمة العربية في جلسة المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن بشأن الحالة في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية، والتي ألقاها سعادة وزير الخارجية، مساء اليوم.
وقال سعادة وزير الخارجية إن الوضع في المنطقة يفرض على المجتمع الدولي، ومجلس الأمن على وجه الخصوص، تكثيف الجهود من أجل التوصل إلى حلول مستدامة لكافة الصراعات والنزاعات التي طال أمدها في المنطقة، والعمل على إرساء السلام العادل والدائم الذي يصون حقوق جميع الشعوب في الحياة والحرية والكرامة والعيش المشترك في فضاء التسامح والتعايش الإنساني.
وأوضح سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني إنه بالرغم من الجهود التي بذلها المجتمع الدولي لإحلال السلام في الشرق الأوسط، إلا أن تلك الجهود، مع الأسف الشديد، لم تحقق السلام والاستقرار في المنطقة، ومازالت شعوبها تعاني كثيرًا من سفك الدماء واللجوء والتهجير والحرمان من مقومات الحياة، وأن الأمل في مستقبل أفضل أصبح يتلاشى.
وشدد سعادة وزير الخارجية على أن المأساة المؤلمة التي يعيشها المدنيون الفلسطينيون في قطاع غزة على مدى الأشهر التسعة الماضية هائلة ولا تحتمل، ليس فقط بسب الأرواح التي أزهقت، بل وأيضًا نتيجة حرمانهم من الغذاء والماء والدواء والرعاية الصحية والتعليم والخدمات الأساسية. ودعا إلى إنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وتوفير المساعدة الفورية للمدنيين في غزة، وضمان إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين.
وقال سعادة وزير الخارجية إن القمة العربية الثالثة والثلاثين، أكدت الموقف العربي الثابت من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأثبتت أن الدول العربية قد تبنت جماعيًا مسار السلام العادل الدائم، كخيار استراتيجي لا بديل عنه، إن أردنا الانتصار لإرادتنا الإنسانية في “معركة السلام”.
وأضاف سعادته أن مملكة البحرين بصفتها الرئيس الحالي للدورة الثالثة والثلاثين لجامعة الدول العربية، تشارك في جلسة مجلس الأمن اليوم، لتأكيد تضامن الدول العربية التام والتزامها الثابت بالسلام.
وأكد سعادة وزير الخارجية أن قمة البحرين مثلت رسالة سلام وتضامن للعالم أجمع، فقد تبنت القمة عددًا من المبادرات المهمة، أبرزها الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وقد أعربت مملكة البحرين عن استعدادها لاستضافة هذا المؤتمر، إلى جانب دعم الاعتراف الكامل بدولة فلسطين وقبول عضويتها في الأمم المتحدة، وتوفير الخدمات التعليمية والصحية للمتأثرين من الصراعات والنزاعات في المنطقة بالتعاون والتنسيق مع المنظمات الدولية والإقليمية، وتطوير التعاون العربي في مجال التكنولوجيا المالية والابتكار والتحول الرقمي.
وأكد سعادة وزير الخارجية أن العملية السلمية التي تشمل الأطراف المباشرة فقط، أو مع عدد محدود من الدول، لا يمكن أن تحقق المشاركة الإقليمية الأوسع التي أصبحت ضرورة أساسية لتوفير بيئة مستقرة ومستدامة في الشرق الأوسط تحقق السلام والأمن والازدهار والفرص لجميع دول المنطقة وشعوبها.
وفي ختام كلمة مملكة البحرين، دعا سعادة وزير الخارجية مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى العمل الجاد والفاعل مع الدول العربية لإنهاء هذا الصراع الطويل وتوفير مستقبل أفضل لمنطقة الشرق الأوسط، وتشكيل تحالف دولي من الدول الراغبة في تحقيق السلام الحقيقي والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط.