مخالفة للمألوف.. الليرة السورية تتعافى مع سقوط النظام
16/12/2024–|آخر تحديث: 16/12/202401:59 م (بتوقيت مكة المكرمة)
تحسّن سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار بعد أسبوع من الإطاحة بالرئيس بشار الأسد وهروبه من سوريا، وفق صرافين وتجار، على وقع دخول العملة الأجنبية إلى البلاد وبدء التعامل بها علانية في الأسواق.
ومع اقتراب الفصائل المعارضة من دمشق، عشية إسقاط الأسد، سجّل سعر الصرف في السوق الموازية مستوى قياسيا بلغ 30 ألف ليرة مقابل الدولار، بعدما كان ثابتا لأشهر عند 15 ألف ليرة.
سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار
وحدد مصرف سوريا المركزي سعر صرف الليرة السورية بمتوسط 12 ألفا و562 مقابل الدولار الواحد، حسبما أفاد به مراسل الجزيرة في دمشق.
كما حُدد سعر شراء الدولار الأميركي لتسليم الحوالات الخارجية باختلاف أنواعها الواردة من خارج سوريا بالليرة السورية بـ12 ألفا و500 ليرة للدولار.
وتراوح سعر الصرف ليل الأحد الاثنين في دمشق بين 10 آلاف و12 ألفا، وفق صراف وتاجر مجوهرات وموظف استقبال في فندق بارز، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
وبلغ سعر الصرف في محافظة إدلب (شمالي سوريا) بين 9-10 آلاف ليرة لكل دولار، وسط وفرة أكبر في معروض النقد الأجنبي من العاصمة دمشق.
وقال سائق سيارة أجرة لبنانية إنه باع الدولار بسعر 9 آلاف ليرة سورية قبيل عبوره الحدود من لبنان إلى سوريا.
وقال رغيد منصور (74 عاما)، وهو مالك متجر مجوهرات في سوق الحريقة في دمشق، “في كل بلدان العالم تنهار العملة حين يسقط النظام، لكن المشهد بدا مغايرا في سوريا.. ما من سعر ثابت، لكن الليرة تتحسن تدريجيا”.
وأرجع الأستاذ في كلية الاقتصاد في جامعة دمشق قصي إبراهيم تحسن الليرة إلى أسباب “سياسية واقتصادية في آن معا”، موضحًا أن “الأسباب الاقتصادية مرتبطة بدخول كميات كبيرة من الدولار من إدلب ومناطق المعارضة سابقا من ناحية، ومن فرق الإعلام والعاملين في المنظمات الأجنبية من ناحية أخرى”، وذلك حسب وكالة الأناضول.
وذكرت وكالة الأناضول أن عودة تدريجية للسوريين إلى بلادهم بعد سقوط النظام ساهمت في تحسن سعر صرف الليرة.
على واجهة متجر بكداش، أحد أشهر محلات المثلجات العربية في دمشق، وُضعت ورقة بيضاء كتب عليها بخط اليد الأسعار بالعملات السورية والتركية والدولار، بينما كان العشرات يتوافدون للشراء.
تعاملات مسموحة
وحتى الأمس القريب، كان القانون السوري يجرّم التعامل بغير الليرة ويفرض غرامات وعقوبات قاسية تصل إلى السجن 7 سنوات لمن يتعامل بالدولار أو العملات الأجنبية.
وطالت اعتقالات عشرات التجار ورجال الأعمال بحجة “التعامل بغير الليرة”، وبينهم أسماء معروفة وتجار مخضرمون، وكان السوريون يتحاشون لفظ كلمة “الدولار” في جلساتهم أو عبر الهواتف ويستخدمون كلمات أخرى خشية توقيفهم.
وقبل اندلاع الثورة عام 2011، كان الدولار يساوي نحو 50 ليرة، قبل أن تتهاوى قيمة العملة المحلية بشكل تدريجي وتفقد أكثر من 90% من قيمتها.
وعند بدء الفصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام هجومها على مناطق سيطرة النظام في شمال سوريا، سارع تجار وأصحاب رؤوس الأموال إلى شراء الدولار والذهب، مما أدى لانخفاض سعر الليرة إلى مستويات قياسية.
ووفق الأمم المتحدة “عانى السوريون في مناطق سيطرة النظام المخلوع من واقع معيشي صعب وأزمة اقتصادية متفاقمة، إذ عاش 90% منهم تحت خط الفقر منذ عام 2021”.