تجاوزت الإمارات حدود التفوق الإقليمي في قطاع الطيران لتضع نفسها في مضمار المنافسة على صدارة المؤشرات العالمية، بفضل رؤية استثنائية داعمة للقطاع واستثمارات ضخمة في بنية تحتية متطورة شملت تطوير مطارات عالمية المستوى، مثل مطار دبي الدولي ومطار آل مكتوم ومطار زايد الدولي، إلى جانب توسيع الأساطيل الجوية ودعم الابتكار التكنولوجي في مجال الطيران.
وتمتلك الإمارات قدرة تنافسية عالية ومقومات عديدة تؤهلها لتكون في صدارة صناعة النقل الجوي، سواء من حيث أساطيل الناقلات الوطنية الحديثة، أو المطارات ذات التقنيات والإمكانات المتطورة الممارسات والحلول الذكية لخدمة المسافرين.
واحتلت الإمارات المركز الأول على مستوى المنطقة في إجمالي حجم السعة المقعدية على الرحلات الدولية المغادرة خلال شهر سبتمبر الجاري بحصة 31.8 %، فيما جاءت السعودية في المركز الثاني بحصة 28.4 %، وقطر في المركز الثالث بنحو 11.76 %، بحسب بيانات نشرتها مؤسسة «أو إيه جي» الدولية، المزودة لبيانات المطارات وشركات الطيران.
وأظهرت البيانات أن إجمالي حجم السعة المقعدية المجدولة على رحلات الطيران المغادرة من مطارات الإمارات خلال سبتمبر الجاري بلغ 7.18 ملايين مقعد بنمو 8.6 % مقارنة مع 6.61 ملايين مقعد مجدول، خلال الفترة المقابلة من 2023، بينما بلغت من المطارات السعودية نحو 6.41 ملايين مقعد، ثم قطر 2.65 مليون مقعد.
وتصدرت دولة الإمارات قائمة أكبر أسواق النقل الجوي العالمية بناء على نصيب الفرد من عدد المقاعد التي تشغلها شركات الطيران في الرحلات الدولية.
وبلغ نصيب الفرد في الإمارات من المقاعد التي تشغلها شركات الطيران في مطارات الدولة خلال العام الماضي 16.67 مقعداً لكل فرد، وهو ما يضعها في مرتبة متقدمة مقارنة بأهم الأسواق العالمية الأخرى مثل المملكة المتحدة التي بلغ نصيب الفرد فيها 4.82 مقاعد، بينما سجلت الولايات المتحدة 0.88 مقعد فقط لكل فرد، تلتها الصين بـ0.13 مقعد، والهند بـ0.06 مقعد على الرحلات الدولية.
المطارات
وكشفت البيانات أن مطار دبي الدولي واصل الاحتفاظ بمركزه الأول في العالم، بوصفه أكبر مطار دولي في السعة المقعدية المجدولة على الرحلات الدولية المغادرة خلال سبتمبر الجاري، حيث بلغ إجمالي عدد المقاعد المجدولة على الرحلات الدولية المغادرة عبر مطار دبي، أكثر من 4.92 ملايين مقعد خلال سبتمبر 2024، في حين جاء مطار «لندن هيثرو» في المركز الثاني، مسجلاً 4.1 ملايين مقعد، ثم مطار أمستردام الهولندي، بنحو 3.53 ملايين مقعد مجدول، وعلى صعيد الرحلات الدولية والمحلية حل مطار دبي بالمركز الثاني عالمياً بعد مطار «هارتسفيلد أتلانتا» الأميركي الذي سجل 5.2 ملايين مقعد مجدول.
وعلى صعيد مطارات المنطقة جاء مطار الدوحة في المركز الثاني بعد مطار دبي بنحو 2.6 مليون مقعد، ومطار جدة في المركز الثالث 2.39 مليون مقعد، وبالمركز الرابع مطار الرياض 1.92 مليون مقعد، يليه مطار زايد الدولي الأعلى نمواً في المنطقة بنسبة 26.6 %، مسجلاً 1.14 مليون مقعد مجدول.
المسافرون
وأظهرت بيانات الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات أن المطارات الإماراتية استقبلت 71.75 مليون مسافر خلال النصف الأول من العام الجاري بنمو نسبته 14.2 %، مقارنة بنحو 62.79 مليون مسافر خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بينما وصل إجمالي الحركة الجوية 499 ألفاً و789 حركة جوية خلال النصف الأول من العام الجاري بنسبة نمو 11.8 % مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ويعد شهر فبراير الأعلى من حيث نمو الحركة الجوية، حيث سجل نسبة نمو بلغت 15 % عن الشهر نفسه من العام الماضي.
فيما كشفت إحصائيات الحركة الجوية الصادرة عن الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية، عن ارتفاع عدد المسافرين بنسبة 17 % خلال الأشهر الستة الماضية ليسجل نحو 62 مليون مسافر، مقارنة بـ 53 مليون مسافر خلال نفس الفترة من العام الماضي، فيما بلغ عدد الرحلات حوالي 446 ألف رحلة تقريباً بزيادة 12 % مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، التي بلغت 399 ألف رحلة.
واستقبل مطار حمد الدولي نمواً ملحوظاً في عدد المسافرين خلال النصف الأول من عام 2024، حيث استقبل 25.9 مليون مسافر، فيما سجل نمواً في حركة الطائرات وفي إجمالي الحقائب التي تمت مناولتها بنسبة 19 % في كل منهما، وارتفع حجم عمليات الشحن الجوي لديه بنسبة قدرها 12 %، وذلك بالمقارنة مع النصف الأول من عام 2023.
شركات الطيران
استطاعت شركات الطيران الوطنية تجاوز الشركات الإقليمية والانتقال إلى مستوى العالمية من خلال قدرتها على انتزاع حصة متصاعدة من الأسواق الدولية جعلتها تنافس الناقلات العريقة على مستوى العالم.
وأظهرت بيانات متخصصة أن الناقلات الوطنية (طيران الإمارات والاتحاد للطيران والعربية وفلاي دبي) جدولت نحو 6.52 ملايين مقعد على رحلاتها الدولية خلال أغسطس الماضي بنمو بنسبة 7.5 %، مقارنة بـ6.06 ملايين مقعد مجدول خلال أغسطس 2023 لتستحوذ بذلك على 41.8 % من إجمالي السعة المقعدية المجدولة لشركات الطيران في المنطقة.
أظهرت البيانات أن «طيران الإمارات» تصدرت الشركات في منطقة الشرق الأوسط من حيث حجم السعة المقعدية التي وفرتها على رحلاتها الدولية خلال أغسطس بنحو 3.26 ملايين مقعد، بنمو 1.6 % مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. فيما جاء طيران السعودية في المركز الثاني بعد طيران الإمارات، بنحو 2.98 مليون مقعد، ثم القطرية بنحو 2.85 مليون مقعد.
وحلت كل من طيران الإمارات والاتحاد للطيران في مراتب متقدمة ضمن قائمة أفضل 25 شركة طيران أماناً في العالم للعام 2024، وفق التقرير السنوي الذي يصدره «إيرلاينز راتينغ» بداية كل عام.
مؤشرات عالمية
وتعكس النتائج الريادية التي حققها قطاع الطيران الإماراتي في المؤشرات التنافسية العالمية التزام الدولة بتعزيز نمو هذا القطاع الحيوي ودعم تنافسيته على المستوى الإقليمي والعالمي، باعتباره مرتكزاً أساسياً لدعم نمو واستدامة الاقتصاد الوطني.
كما تؤكد هذه النتائج جودة وكفاءة الخطط الحكومية التي تهدف إلى الاستثمار المتواصل وتعزيز ريادة الدولة في مختلف القطاعات التنموية الرئيسية.
وتحظى دولة الإمارات بمكانة كبيرة وثقة عالية في قطاع الطيران على الصعيدين الإقليمي والدولي. وتصنف الدولة في المركز الأول ضمن قائمة أكبر 20 سوقاً للنقل الجوي في العالم من حيث نمو السعة المقعدية المجدولة للرحلات في مطاراتها الدولية.
وتصدرت دولة الإمارات المراكز الأولى عالمياً في عدد من المؤشرات التنافسية المرتبطة بقطاع الطيران المدني، حيث جاءت الدولة في المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر «جودة البنية التحتية للنقل الجوي»، ضمن «مؤشر تنمية السياحة والسفر» لعام 2024 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، وجاءت في المرتبة الثالثة عالمياً في مؤشري «كفاءة خدمات النقل الجوي» و«عدد المقاعد للرحلات الدولية المنطلقة أسبوعياً / بالكيلومتر».
وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، احتلت الدولة المرتبة الأولى في مؤشري «عدد شركات الطيران العاملة»، و«اتفاقيات النقل الجوي»، كما احتلت الدولة المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر «جودة النقل الجوي» في تقرير «الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2023» الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية.
