تنتهج الإمارات سياسة واقعية ومرنة في تحديد أسعارالمواد البترولية بما يواكب التقلبات في أسعار الخام ويحقق مصالح القطاعات الإنتاجية والخدمية في الدولة.وأكد عدد من المختصين في قطاع الطاقة أن أسعار الوقود بكل مشتقاتها شهدت استقراراً ملحوظاً في الدولة، حيث أقرت لجنة متابعة أسعار الوقود تخفيض الأسعار 3 مرات، منذ بداية العام الجاري، وتحديداً في بداية شهور يناير ويونيو ويوليو.
ويتم تحديد أسعار الوقود، والتي تعتمدها وزارة الطاقة بشكل شهري، وفقاً لمتوسط الأسعار العالمية للنفط بعد إضافة كلفة التشغيل لشركات التوزيع، وأقرت لجنة متابعة أسعار الوقود زيادة طفيفة في أسعار البنزين والديزل، خلال أغسطس الجاري بمقدار بين 5 و6 فلوس فقط لكل لتر، مقارنة بأسعار يوليو الماضي.
وأكد المختصون لـ«البيان» أن الإمارات تنتهج سياسة واقعية في تحرير أسعار الطاقة، مشيرين إلى أن استقرار أسعار الوقود خلال الشهور الماضية يعتبر تطوراً إيجابياً، خاصة مع التقلبات العالمية في الأسعار.
تخفيض
وشهد شهر يوليو تخفيض أسعار البنزين بمقدار يتراوح بين 14 و15 فلساً، وبنزول بين 5 و5.4% مقارنة بأسعار يونيو 2024، حيث سجل سعر لتر البنزين السوبر «98» 2.99 درهم، كما نزل البنزين خصوصي «95»، ليصل إلى 2.88 درهم، وكذلك البنزين «إي بلس» «91» إلى 2.80 درهم.
وسجل يونيو تخفيض الوقود بمقدار 20 فلساً لكل لتر وبنسبة بين 6 و6.35% مقارنة بأسعار مايو، وسجل لتر البنزين السوبر «98» 3.14 دراهم، كما نزل البنزين خصوصي «95» إلى 3.02 دراهم، وكذلك نزل البنزين «إي بلس» «91» إلى 2.95 درهم، بينما تراجع سعر لتر الديزل 19 فلساً 2.88 درهم.
وسجلت أسعار الوقود أقل مستوياتها في عام 2024 خلال يناير، حيث تراجعت بين 13 و14 فلساً في البنزين، بنزول بين 4.7 و5%، و19 فلساً في الديزل لكل لتر، وبنزول 6% مقارنة بأسعار ديسمبر 2023، وسجل البنزين السوبر «98» 2.82 درهم، كما نزل البنزين خصوصي «95» إلى 2.71 درهم، وانخفض لتر بنزين «إي بلس» «91» إلى 2.64 درهم، كما تراجع الديزل إلى 3 دراهم فقط.
ارتفاعات طفيفة
وشهدت شهور فبراير ومارس وأبريل ارتفاعات طفيفة في أسعار الوقود، حيث ارتفعت أسعار البنزين خلال فبراير بين 5 فلوس في البنزين، مقارنة بأسعار يناير، كما ارتفعت الأسعار في مارس 16 فلساً في البنزين، 17 فلساً في الديزل لكل لتر مقارنة بأسعار فبراير، وكذلك صعدت أسعار الوقود خلال أبريل 11 فلساً في البنزين لكل لتر مقارنة بأسعار مارس.
وسجل مايو الماضي ذروة ارتفاع أسعار البنزين في الإمارات، حيث سجل لتر البنزين السوبر «98» 3.34 دراهم، كما ارتفع البنزين خصوصي إلى 3.22 دراهم، وصعد البنزين «إي بلس» «91» إلى 3.15 دراهم.
متابعة دقيقة
وقال الدكتور علي سعيد العامري، رئيس مجموعة «الشموخ لخدمات النفط والغاز والتجارة»: «استقرار أسعار الوقود في الإمارات، خلال الأشهر السبعة الماضية يعتبر تطوراً إيجابياً لجميع سكان الدولة، خاصة مع التقلبات العالمية في أسعار النفط».
وأوضح أن تخفيض أسعار الوقود 3 مرات خلال 2024 من قبل لجنة متابعة أسعار الوقود يظهر المتابعة الدقيقة من اللجنة، مشيراً إلى الارتفاع الملحوظ في أسعار النفط العالمية.
وأضاف قائلاً: «إن إجراءات لجنة متابعة أسعار الوقود، التي تضم شركات الوقود ووزارة الطاقة والبنية التحتية وتعتبر من آليات الاستجابة السريعة للظروف العالمية المتغيرة، ما يعزز ثقة المجتمع بقدرة الحكومة على توفير أسعار عادلة للوقود».
ويرى أن اللجنة سوف تتابع مستوى استقرار أسعار الوقود على المدى الطويل مع العوامل العالمية المتغيرة مثل التضخم والطلب والنفط، والعمل على استقرار الأسعار، موضحاً أن تطوير الاستراتيجيات المستقبلية لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتعزيز استخدام الطاقات المتجددة من أهم الأهداف استراتيجية للحفاظ على الاستدامة في الاقتصاد الوطني.
تضخم عالمي
وقال الخبير الاقتصادي أحمد الدرمكي: «تنتهج الإمارات سياسة واقعية فيما يتعلق بتحديد أسعار الوقود، وأصبحت المسألة تعتمد على الأسعار في الأسواق الدولية».
وأضاف أن السبب في ارتفاع الأسعار الوقود بشكل عام في العالم في بعض الفترات يعود إلى التضخم العالمي الموجود وزيادة الاستهلاك العالمي في قطاع الطاقة، بالإضافة إلى زيادة تكاليف عمليات الشحن على مستوى العالم، لكن في الإمارات تقوم اللجنة المعنية بدراسة الأسواق، وتتدخل في الوقت المناسب في حالة استشعار وجود أي سلبيات.
