ثقافة وفنون

رحيل أيقونة السينما الفرنسية آلان ديلون عن عمر يناهز 88 عامًا

توفي أيقونة السينما الفرنسية والأوروبية الممثل الفرنسي آلان ديلون، عن عمر يناهز 88 عامًا.

اعلان

أعلن أبناؤه الثلاثة وفاته في بيان مشترك، عبّروا فيه عن شعورهم بالحزن الشديد وقالوا إن الممثل توفي بسلام في منزله محاطاً بعائلته.

 واجه ديلون مشاكل صحية عديدة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك السكتة الدماغية التي أصابته عام 2019.

لخص الفنان الراحل مشاعره خلال حفل تكريمه في مهرجان كان السينمائي في العام 2019 بالقول:  ”الشيء الوحيد الذي أفتخر به هو مسيرتي المهنية”.

عقب الإعلان عن وفاته، بدأت الإشادة بـ”ديلون“ تظهر على الفور عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتحولت جميع وسائل الإعلام الفرنسية الرائدة إلى تغطية كاملة لمسيرته المهنية الثرية.

وُلِد ديلون في فرنسا عام 1935، وذاع صيته عالميًا في ستينيات القرن الماضي بأدوار لا تُنسى في أفلام مثل ”في الشمس الكاملة“ و”الفهد“.

جسّد الممثل الفرنسي الشهير دور الشرير والشرطي واستقطب جمهوراً واسعاً من جميع أنحاء العالم.

تمكّن هذا الفنان السينمائي من الجمع بين الصلابة والجاذبية والضعف الذي كان يتمتع به بفضل وسامته وأسلوبه الرقيق، مما جعله أحد أبرز الممثلين الفرنسيين. وكان ديلون أيضًا منتجًا وظهر في المسرحيات، وكذلك في الأفلام التلفزيونية.

في ذروة مسيرته المهنية، في الستينيات والسبعينيات، كان ديلون مطلوبًا من قبل بعض كبار المخرجين في العالم، من لوتشينو فيسكونتي إلى جوزيف لوزي.

في سنواته الأخيرة، أصيب ديلون بخيبة أمل من صناعة السينما، قائلاً إن المال قتل الحلم. وكتب في عدد عام 2003 من مجلة ”لو نوفيل أوبسرفاتور“: ”لقد حطم المال والتجارة والتلفزيون آلة الحلم“. ”لقد ماتت السينما. ومتّ معها أنا أيضًا”.

لكنه واصل العمل بشكل متكرر، وظهر في العديد من الأفلام التلفزيونية وهو في العقد السابع من عمره.

كان حضور ديلون لا يُنسى، سواء في أدوار الأبطال الفاسدين أخلاقياً أو الأبطال الرومانسيين. وقد نال أول إشادة في عام 1960 من خلال فيلم ”Plein Soleil“ من إخراج رينيه كليمان، والذي لعب فيه دور قاتل يحاول انتحال هوية ضحاياه.

قدم العديد من الأفلام الإيطالية، أبرزها فيلم ”روكو وإخوته“ عام 1961، والذي يجسد فيه ديلون دور الأخ المضحّي الذي ينوي مساعدة أخيه. وقد فاز الفيلم بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان البندقية السينمائي.

في عام 1968، دخل ديلون عالم الإنتاج، وأصبح في رصيده 26 فيلماً بحلول عام 1990.

كانت ثقة ديلون في نفسه واضحة في تصريحه لـ”فيمي“ عام 1996 حين قال :”أحب أن أكون محبوباً كما أحب نفسي!” وكان ذلك صدى لشخصيته الجذابة على الشاشة.

ترأس لفترة وجيزة لجنة تحكيم مسابقة ملكة جمال فرنسا لكنه تنحى في عام 2013 بعد خلاف حول بعض التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها، والتي تضمنت انتقادات بشأن المرأة وحقوق المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسيا. كما لم يسلم المهاجرون من تلك الانتقادات. ورغم هذه الخلافات، حصل ديلون على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 2019، وهو القرار الذي أثار المزيد من الجدل.

اعلان

قال في مقابلة أجرتها معه صحيفة ”ليكسبريس“ عام 1995: ”أنا بارع جدًا في ثلاثة أشياء: وظيفتي والحماقة والأطفال”.

مارس الفنان الراحل أنشطة متنوعة طوال حياته، بدءاً من إنشاء إسطبل للخيول المهرولة إلى تطوير عطور للرجال والنساء، ثم الساعات والنظارات وغيرها من الإكسسوارات. كما قام بجمع اللوحات والمنحوتات.

أعلن ديلون عن إنهاء مسيرته التمثيلية عام 1999، ليواصل بعدها الظهور في فيلم ”الممثلون“ للمخرج برتران بلييه في العام نفسه. وظهر لاحقًا في العديد من البرامج التلفزيونية البوليسية. في عام 2022، قدم بطولة فيلم ”البيت الخالي“ مع جولييت بينوش، من إخراج باتريس لوكونت، في آخر فيلم له قبل اعتزاله.

في آب/ أغسطس 2002، صرح ديلون لمجلة ”لومانيتي إيبدو“ الأسبوعية: ”لن تروني أبداً عجوزاً وقبيحاً ’لأنني سأرحل قبل ذلك أو سأموت ً”، وكان حينها قد شارف على السبعين من عمره.

اعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى