معهد الجزيرة ينظم النسخة الثانية من مؤتمر “الذكاء الاصطناعي في الإعلام”
الدوحة – انطلقت، أمس السبت، النسخة الثانية من مؤتمر “الجزيرة.. الذكاء الاصطناعي في الإعلام”، الذي ينظمه معهد الجزيرة للإعلام بمشاركة نخبة من الخبراء في مجالي الإعلام والتكنولوجيا.
ويهدف المؤتمر إلى استكشاف استخدامات الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار، وكيفية تحسين المحتوى الإعلامي، وتحليل البيانات الضخمة، وتطوير أدوات التحرير والإنتاج. ويتضمن جدول أعمال المؤتمر، الممتد على مدار يومين، جلسات علمية، وورش عمل تطبيقية، وحوارات مفتوحة، بالإضافة إلى عروض لتجارب رائدة تقدمها مؤسسات إعلامية وشركات تكنولوجية عالمية.
كما يركز على القضايا الأخلاقية والتحديات التقنية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الإعلامي، بهدف تعزيز التعاون بين وسائل الإعلام وشركات التكنولوجيا لتطوير أدوات مبتكرة تُسهم في رفع كفاءة الممارسات الإعلامية، والحد من انتشار الأخبار المضللة، والكشف عن حملات التضليل الممنهجة.
ويسعى المؤتمر إلى تحسين جودة الأخبار ودقتها، عبر استعراض أحدث الأدوات والتطبيقات الذكية المستخدمة في صناعة الإعلام، ومناقشة التحديات القانونية والأخلاقية المرتبطة بتوظيف الذكاء الاصطناعي.
وفي كلمة ألقاها خلال الافتتاح، أكد المدير العام لشبكة الجزيرة الإعلامية بالوكالة الدكتور مصطفى سواق أن الشبكة كانت دائما سبّاقة في توظيف التقنيات الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، في خدمة رسالتها الإعلامية.
وأشار إلى أن قنوات الجزيرة ومنصاتها الرقمية وقطاعاتها المختلفة استفادت من نماذج الذكاء الاصطناعي لتعزيز عمليات الإنتاج والأرشفة والنشر، وتخصيص المحتوى بما يخدم جمهورها المتنوع.
وأضاف الدكتور سواق أن معهد الجزيرة للإعلام لعب دورا رياديا في هذا المجال، بدءا من تنظيم النسخة الأولى من المؤتمر، إلى نشر مقالات وفيديوهات متخصصة، ووصولا إلى تقديم برامج تدريبية متطورة للصحفيين لتزويدهم بالأدوات التقنية اللازمة. وشدد على أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تقنية، بل يمثل تحولا عميقا يتطلب وعيا بالفرص والمخاطر، وقدرة على التكيف مع تحدياته، بما يضمن الحفاظ على القيم المهنية والأخلاقية للصحافة.
وأشار إلى طبيعة الذكاء الاصطناعي المتطورة بسرعة وإمكاناته في تعزيز الأداء الصحفي. ومع ذلك، حذر من التحديات والمخاطر التي قد تكمن في ثناياه، مثل مقاطع الفيديو المزيفة والتحيز الخوارزمي الناتج عن تحيز البيانات، مما قد يؤدي إلى تعزيز الصور النمطية أو تهميش بعض الفئات، وحث على تبني الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول يحافظ على قيم وأخلاقيات المهنة.
وأوضحت مدير معهد الجزيرة للإعلام إيمان العامري، أن المؤتمر يمثل منصة هامة لتبادل الخبرات بين الخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي، واستعراض تجارب مؤسسات عالمية استفادت من هذه التقنية خلال السنوات الماضية. وأضافت -في حديثها لوكالة الأنباء القطرية- أن المؤتمر يركز على إبراز أهمية الذكاء الاصطناعي في تطوير المؤسسات الإعلامية، من خلال تطبيق نماذج متقدمة ودراسة التحديات الأخلاقية المرتبطة باستخدامه.
ويتضمن المؤتمر ورش عمل تطبيقية تمتد على مدار يومين. حيث شهد اليوم الأول ورشتين قدمتهما شركتا غوغل وتومسون، بينما سيشهد اليوم الثاني ورشتين أخريين، تقدمهما شبكة الجزيرة الإعلامية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، مع إتاحة ورشة للجمهور لتعريفهم بسبل استخدام هذه التقنيات.
ويمثل المؤتمر فرصة هامة لصياغة رؤى جديدة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي في الإعلام، ولتعزيز الحوار حول كيفية توظيفه لتحسين جودة العمل الإعلامي وتجاوز التحديات التقنية والأخلاقية.
الذكاء الاصطناعي في الإعلام
شهد اليوم الأول من مؤتمر “الجزيرة.. الذكاء الاصطناعي في الإعلام” مشاركة مجموعة بارزة من الخبراء والمتخصصين، الذين ناقشوا أثر الذكاء الاصطناعي على صناعة الإعلام.
افتتح اليوم بكلمة ألقاها أبران مالدونادو، خبير الذكاء الاصطناعي وسفير “أوبن إيه آي”، حيث استعرض خلالها آفاق الذكاء الاصطناعي ودوره في تعزيز الكفاءة الإعلامية عبر تحليل البيانات وإنتاج المحتوى.
وسلط مالدونادو الضوء على تحديات أخلاقية محورية، أبرزها التحيز الخوارزمي وفقدان الخصوصية، مشيدا في الوقت ذاته بجهود قطر في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على الهوية الثقافية والتعليمية.
وشهدت الجلسة الأولى من المؤتمر مشاركة نخبة من خبراء التقنية الذين ناقشوا أحدث أدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في الإعلام. تضمنت قائمة المتحدثين الدكتور يسري مهذب من “غوغل كلاود”، وربيع سعد من “سيسكو”، وشادي حداد من “مايكروسوفت”، ودانيال هير من “زيوتاب”، وفينيسيوس فاسكونسيلوس من “آي بي إم”. قدم المتحدثون رؤى متعمقة حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي الرائدة، وكيفية استخدامها في جمع الأخبار وتحليل البيانات ونشر المحتوى الإعلامي، مع التركيز على الحلول التقنية المبتكرة التي طورتها شركاتهم.
وخصصت الجلسة الثانية لاستعراض تجربة شبكة الجزيرة الإعلامية في تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتحدث كل من رمزان النعيمي مدير دائرة الإبداع، وعاصف حميدي مدير الأخبار، وديفيد هوستيتير مدير تطوير المنتجات، والدكتور محمد بن نعمون خبير الذكاء الاصطناعي، حول تأثير هذه التقنيات على العمل الإعلامي داخل الشبكة. تناولت الجلسة أمثلة حية للتطبيقات الذكية المستخدمة في إنتاج الأخبار، وأهمية خطط الطوارئ لمعالجة الأخطاء التقنية المحتملة.
في جلسة خاصة بعنوان “حوار مع الفنار”، قدم الدكتور أحمد المقرمد المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الحوسبة، والدكتور محمد الطباخ عالم رئيسي في المعهد، عرضا شاملا عن منصة “فنار”، وهي أداة ذكاء اصطناعي تهدف لدعم اللغة العربية، وناقش المتحدثان التحديات التقنية والثقافية التي واجهتها المنصة خلال تطويرها، بالإضافة إلى فرص تعزيز اللغة والثقافة العربية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
مبادرات وابتكارات
ضمن فعاليات المؤتمر، عرض الباحثون 3 بحوث مقدمة من برنامج زمالة الجزيرة 2024، تناولت رؤى مستقبلية حول توظيف الذكاء الاصطناعي في الصحافة. كما اشتمل المؤتمر على معرض تقني يتيح للمشاركين فرصة الاطلاع على أحدث الابتكارات التي طورتها شركات متخصصة في الذكاء الاصطناعي، مما يسهم في تعزيز الأدوات الصحفية وتحسين ممارسات العمل الإعلامي.
تميز اليوم الأول بورش تطبيقية عملية قدمتها شركات رائدة مثل “غوغل” و”تومسون”، حيث أتيحت للمشاركين فرصة تجربة الأدوات الذكية والتعرف على أساليب استخدامها في العمل الصحفي. ومن المتوقع أن يتواصل هذا الزخم في اليوم الثاني، مع ورش إضافية تقدمها شبكة الجزيرة، توفر للحضور فرصة أعمق للتفاعل مع الخبراء والابتكارات.
ويحظى الحضور خلال المؤتمر بفرصة استكشاف التطبيقات المتطورة التي تعزز التحقق من الأخبار وتحليل البيانات وإنتاج المحتوى الإعلامي، مع التأكيد على الدور الحاسم للتكنولوجيا في تشكيل الصحافة الحديثة.
كما يتناول المؤتمر مواضيع مستقبلية مثل التحيز الخوارزمي وتأثيره على سلامة محتوى الإعلام، وعواقب الذكاء الاصطناعي على العاملين في مجال الإعلام، وإستراتيجيات بناء الثقة بين الجمهور والمحتوى الذي يتم إنشاؤه باستخدام الأدوات الذكية.
المصدر : الجزيرة + وكالة الأنباء القطرية (قنا)