دعم أوروبي وأممي لمسار سياسي “جامع” بسوريا
18/12/2024–|آخر تحديث: 18/12/202401:18 م (بتوقيت مكة المكرمة)
طالبت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية بإعادة النظر في العقوبات الأوروبية على بعض القطاعات لتسهيل إعادة الإعمار في سوريا، في حين دعا مجلس الأمن الدولي إلى تنفيذ عملية سياسية “جامعة ويقودها السوريون”.
وفي كلمة لها أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، قالت فون دير لاين إن سوريا القديمة اختفت لكن سوريا الجديدة لم تولد بعد، معتبرة أن سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد كان تحريرا للسوريين.
وأضافت أن الفترة القادمة ستكون حاسمة لتشكيل سوريا الجديدة، وأن أوروبا ستلعب دورا في ذلك، مؤكدة أن هناك خطوات مشجعة من الإدارة الجديدة في سوريا، لكن هناك أسئلة لا تزال دون إجابات، على حد قولها.
كما قالت إن الاتحاد الأوروبي سيكثف اتصالاته المباشرة مع النظام الجديد وكافة الفصائل في سوريا، وإن من مصلحة الجميع حدوث انتقال سلمي يشمل الجميع في سوريا.
While the old Syria is gone, the new one isn’t born yet.
The coming weeks and months will be crucial to shape it.
Europe will play its role.
Providing humanitarian aid, contributing to recovery and reconstruction ↓
https://t.co/kKlgYkGA9k— Ursula von der Leyen (@vonderleyen) December 18, 2024
وأشارت إلى ضرورة إعادة النظر في عقوبات بعض القطاعات لتسهيل إعادة الإعمار في سوريا، مشددة على أن عودة اللاجئين يجب أن تكون طوعية دون إكراه، وأن الاتحاد الأوروبي مستعد للمشاركة في ترميم البنية التحتية في سوريا بشكل تدريجي.
شنيك في دمشق
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الألمانية إن محادثات مبعوثها إلى سوريا شتيفان شنيك مع القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تناولت التحول السياسي في سوريا وحقوق الإنسان.
وفي فيديو له من قلب أحياء دمشق القديمة نشره عبر حسابه في منصة إكس، جدد شنيك دعم بلاده للعدالة والمصالحة والسلام في سوريا.
من مدينة دمشق القديمة التاريخية، نؤكد من جديد دعم ألمانيا للعدالة والمصالحة والسلام في سوريا، التي تحترم كرامة شعبها وتنوعه.
لقد شهدت سوريا الحرب والسلام، ومعا يمكننا العمل من أجل بلد مزدهر! pic.twitter.com/iEf74HcK68— Stefan Schneck (@GERonSyria) December 18, 2024
مطالب أممية
وفي السياق، دعا مجلس الأمن الدولي -في ختام جلسة حضرها الموفد الأممي إلى سوريا غير بيدرسون- إلى تنفيذ عملية سياسية “جامعة ويقودها السوريون”، مشددا أيضا على وجوب تمكين الشعب السوري من “تحديد مستقبله”.
وفي بيان صدر بإجماع أعضائه الـ15، من بينهم روسيا والولايات المتحدة، ناشد المجلس سوريا وجيرانها الامتناع عن أية أعمال من شأنها أن تقوّض الأمن الإقليمي.
وحث على تقديم دعم دولي إضافي لزيادة الدعم الإنساني للمدنيين المحتاجين في جميع أنحاء سوريا، كما أكد “أهمية منع تنظيم الدولة والجماعات الإرهابية الأخرى من إعادة تأسيس قدراتها في سوريا”.
وكان الموفد الأممي زار سوريا والتقى القائد العام للإدارة السياسية الجديدة أحمد الشرع الذي تعهد بأن تكون سوريا الجديدة لجميع مكوناتها، كما وعد بدستور جديد وإجراء انتخابات.
خذل الشعب
وفي السياق، قال منسق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة توم فليتشر إن العالم “خذل الشعب السوري لأكثر من عقد من الزمن”، ولكنه الآن لديه “فرصة تاريخية لتصحيح ذلك ودعمه على أمل مستقبل أكثر سلاما”.
وفي إحاطة لمجلس الأمن الدولي أمس الثلاثاء عبر اتصال مرئي من سوريا، اعتبر فليتشر أن التطورات في سوريا تقدمت “بوتيرة دراماتيكية” خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، مؤكدا أن الأزمة الإنسانية لا تزال في “مستوى خطير”.
وفي واشنطن، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، إن بلاده تركز على العمل مع المجتمع الدولي وجماعات المعارضة في داخل سوريا للتأكد من الانتقال السلمي للسلطة.
وأضاف كيربي في لقاء مع شبكة “إم إس إن بي سي” أن من مصلحة الولايات المتحدة أن تصبح سوريا ذات سيادة وتتمتع بالأمن والاستقرار بعد سقوط نظام الرئيس المخوع بشار الأسد.
وفي الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، سيطرت فصائل سورية تتقدمها هيئة تحرير الشام على العاصمة دمشق وسبقها مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.